هيلات: ضرورة تجويد التشريعات
مناجرة: دور محفّز للمشاركة
أخبار اليوم - في ظل العملية السياسية التي تتعلق بانتخاب مجلس النواب العشرين، في العاشر من أيلول المقبل، تشهد الساحة الاردنية تحركاً إعلامياً يقوده الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي.
ويسعى الجناحان لإظهار كل منهما حضوره في كسب الرأي العام، وذلك من خلال استخدام أدواتهما الخاصة بهما وبث ما توافر لهما من معلومات عبر منصات تبدو مختلفة في شكل العمل الذي يخص كل فريق.
مدير عام وكالة الانباء الأردنية «بترا»، سابقا، فائق حجازين، وأستاذ مساعد في قسم الصحافة والإعلام الرقمي في كلية الإعلام/ جامعة اليرموك، د. خالد هيلات، وعضو هيئة التدريس في كلية الإعلام/ جامعة الزرقاء، د. مرام مناجرة، مدى تأثير هذين النوعين من الإعلام على هذا الحدث السياسي، وقد بدأ حراكه منذ أشهر قريبة.
حجازين
من الواضح أهمية وتأثير الإعلام، بكل أدواته وفنونه، على العملية الإنتخابية؛ فالتوعية ونشر أهمية المشاركة في انتخاب ممثلي الشعب في البرلمان، لاسيما مع التجربة الجديدة والتدريجية في الوصول إلى مجلس نواب يتم انتخابه ضمن قوائم على مستوى الوطن، هي من صميم عمل الإعلام.
هدف الرسالة الإعلامية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف والتأثير في سلوكه نحو مضمون المادة الإعلامية، وهي هنا حثه على المشاركة في العملية الإنتخابية، كهدف وطني مهم للتنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وعلينا للوصول إلى الجمهور الأردني استثمار جميع وسائل الإعلام، الصحف والإذاعات ومحطات التلفزة، وأيضا ادوات الإعلام الجديدة المتصلة بشبكة الأنترنت والمنصات والتطبيقات المتصلة بها.
كفاءة الإتصال مهمة جداً وتزداد اهمية مع اقتراب موعد الترشيح وبدء الحملات الانتخابية وصولا إلى يوم الاقتراع واعلان النتائج.
وسائل الإعلام الجماهيرية مهمة جداً لكن يجب التركيز اكثر على وسائل التواصل الاجتماعي كونها تضمن سرعة انتشار والوصول إلى جميع شرائح المجتمع مع امكانية استهداف فئات عمرية محدد، لاسيما التي يحق لها الاقتراع، وايضا يمكنها عرض المادة الإعلامية بعدة طرق نصا أم صورة او فيديو او على شكل إنفوجراف ما يسهل فهمها واستيعابها بسهولة. واليوم اعتقد أن الغلبة لوسائل التواصل الاجتماعي، إذ تعج مواقع الأحزاب السياسية ومنصات التواصل التابعة لها بالاخبار والرسائل القصيرة التي تعكس نشاطات الحزب او اعضائه الذين يقدمون أنفسهم كمرشح?ن للإنتخابات المقبلة.
اعتقد أن العلاقة التكاملية بين الإعلام المؤسسي ومواقع التواصل الاجتماعي مهمة، وجميع وسائل الإعلام التقليدية ادركت ذلك وباتت تطبقه وهو ما يضمن وصول الرسالة وحدوث التأثير الإيجابي المرغوب لدى الجمهور المستقبل لها.
هيلات
نلاحظ أن اقبال الجمهور على الاعلام الرقمي للتزود بالمعلومات يتزايد بشكل كبير كونه يتمتع بمزايا السرعة والتحديث المستمر وأغلب جمهوره من الشباب، وهم الفئة المستهدفة للإنخراط بالأحزاب والمشاركة الانتخابية.
حالياً أصبحت وسائل الاعلام الرقمي متاحة للجميع وتوفر المعلومات
ويستطيع الجمهور الاختيار والتجول بسهولة بين هذه الوسائل للتأكد من المعلومات التي تقدم له علاوة على أنها وسائل تمكن الجمهور من تشكيل مجموعات حوار وتبادل المعلومات والنقاش حولها.
هذا يدعو السلطة والأحزاب للتوجه نحو الاعلام الرقمي لمخاطبة الجمهور وتقديم محتوى ورسائل إعلامية قادرة على جذب اهتمامه للتأثير في قراراته سواء في المشاركة في الاقتراح او الترشح للانتخابات، وبرأيي ان السلطة والأحزاب ما زالتا بحاجة للقيام بهذا لأسباب منها: أن الرسائل الإعلامية التي تقدم بمختلف وسائل الاعلام غير مبنية على أسس علمية واستطلاعات للراي العام، وما زالتا بحاجة لكسب ثقة الجمهور والشباب للاستفادة من الأخطاء في الانتخابات السابقة.
ولا بد من التأكيد على أن التباطؤ في حل مشكلات المواطنين يسهم في تردد الشباب عن المشاركة السياسة، بغض النظر عن الوسيلة الإعلامية التي يتم مخاطبة الجمهور من خلالها فالشباب قادرون على محاكمة الأوضاع ومناقشة المحتوى الإعلامي فيما بينهم، ولديهم القدرة على مخاطبة بعضهم من خلال وسائل الاعلام الرقمي والتأثير على بعضهم اكثر من قدرة الأحزاب والحكومة على التأثير في قراراته.
ودعني اطرح التساؤل التالي منذ عام 1989 لم تجر الانتخابات على قانون واحد.
لذا لا بد من تجويد التشريعات بما فيها من قيود بدليل قانون الجرائم الالكترونية، وتغيير السياسات وتطوير أدوات وكفاءات الإعلام المؤسسي وصولاً لتحسين المزاج العام للمشاركة في العملية السياسية واتخاذ القرارات على نطاق واسع.
مناجرة
يلعب الاعلام دوراً مهما في التأثير على الناخب في وقت إجراء الانتخابات من خلال توعية المواطن بأهمية المشاركة في الانتخابات سواء ترشيحاً أو تصويتاً.
كما يوفر الاعلام التقليدي المعلومات حول المرشحين والبرامج الانتخابية من خلال نشرها عبر وسائله التقليدية مثل الصحف والمجلات والمراسلين للقنوات الفضائية.
كذلك يوفر هذا النوع من الإعلام تغطية مباشرة لفعاليات الانتخابات من خلال البث التليفزيوني والراديو.
مثلما يوفر الاعلام التقليدي شبكة معلومات للناخبين عن طريق النشرات الإخبارية اضافة الى انه يوفر التغطية من خلال التقارير الميدانية حول المظالم والشكاوى والاحداث خلال العملية الانتخابية.
وعند الحديث عن دور الاعلام الرقمي في العملية الانتخابية فهو يوفر المعلومات حول المرشحين والبرامج الانتخابية عبر المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي كما يوفر التغطية المباشرة لفعاليات الانتخابات مستخدماً البث الإخباري عن طريق هذه المنصات إلى جانب القنوات التلفزيونية على الإنترنت.
ولتأكيد دور الاعلام الرقمي في مثل هذه القضايا (السياسية) فإنه يعمل على توفير شبكة معلومات للناخبين عن طريق الرسائل النصية وتنبيهات البريد الإلكتروني واجراء تقارير ميدانية دقيقة من خلال التطبيقات الجوالة والقنوات الإخبارية على الانترنت.
وبالمجمل، يعمل الاعلام التقليدي والرقمي معاً لضمان إجراء انتخابات سليمة ونزيهة ويزودان الناخبين بالمعلومات لتحسين خياراتهم في عملية التصويت.
ويبقى التحذير منه، الانجرار خلف مروجي الاشاعة والتضليل الإعلامي، وأقصد هنا، الذين يتخذون من بعض منصات التواصل الاجتماعي منبراً للتأثير السلبي على المواطن خاصة ما قبل واثناء وبعد اجراء الانتخابات.
الرأي