أخبار اليوم – صفوت الحنيني - أنهى أمس الاثنين طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" اختباراتهم السنوية لكافة المساقات وسط أجواءٍ مشحونة داخل الوسط التعليمي في المملكة، وذلك لما صاحب الاختبارات من جدل حول طبيعة الأسئلة وتسريب بعضها حسب ما قال خبراء تربيون.
وفي الحديث عن الإيجابيات والسلبيات التي رافقت امتحانات الثانوية العامة، اعتبر ذوقان عبيدات أن انعقادها كان من الإيجابيات القليلة كونها أوفت بوعودها مع الطلبة وسمحت لهم بتقديم "التوجيهي" ليساعدهم للالتحاق بالجامعات الرسمية الأردنية، بالإضافة إلى أن عدم زيارة وزير التربية والتعليم عزمي محافظة يعتبر أيضا من الإيجابيات كونه سلوكاً أخلاقياً يُساعد على تخفيف التوتر عند الطلبة والمجتمع.
الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات قال في حديثه لـ"أخبار اليوم " أن السلبيات التي لطالما لازمت امتحانات " التوجيهي" منذ عام 1962، والتي تنحصر بتسريب الأسئلة وعدم مراعاتها للمستوى التعليمي لكافة الطلاب عوضا عن الغش داخل قاعات الامتحانات، وإن قيل في السنوات السابقة عن السلبيات هو ذاته ما قيل في السنة الحالية، دون النظر عن صحة هذه المعلومات، إلا أنه مصاحب لها منذ تأسيسه، أما عن نسبة السلبيات، فإنها ما زالت على ما هي عليه، رغم تراكم الخبرات لدى وزارة التربية والتعليم من خلال السنوات السابقة.
ولفت عبيدات أن نسب الغُش وارتفاع مُعدلاتها مُتعلقة بإحصائيات تعلن عنها الوزارة بعد نهاية الامتحانات، وأنها ستُلازمها طالما لم نبنِ منظومة أخلاقية عند الطلبة وطالما الامتحان يُعقد بطريقة "مرعبة" تسبب التوتر لدى الطلبة، وفيما يتعلق بتسريب الأسئلة استبعد ذلك كونه على علم ودراية تامة بعمليات ضبطها قبل الامتحانات، بالإضافة إلى أن هناك تعليمات صارمة تمنع ذلك " تُرعب" واضعيها ومدراء القاعات المسؤولين عن مراقبة الطلبة.
وفي السياق ذاته بيّن عبيدات أن بعد توزيع الأسئلة "سهل جداً " أن تُسرب من خلال تصويرها وإرسالها لمن هم خارج قاعة الامتحان، وأنه على الوزارة أن تُقلل من رهبة الامتحانات واعتبارها " عادية " وأيضا الحد من الإجراءات " المُرعبة " التي ترافق عملية الامتحانات، بالإضافة للتقليل من قيمة " التوجيهي" بشأن الالتحاق بالجامعات، وأنه مع استمرار تحكمه بمصير الطالب باختيار التخصصات الجامعية، فإن محاولات الالتفاف والغش ستبقى موجودة.
وفي نهاية حديثه تمنى عبيدات أن لا يعقد وزير التربية والتعليم مؤتمراً صحفياً للإعلان عن نتائج الثانوية العامة، لأن الطالب وحده هو الذي يهتم بالنتيجة، وذلك لا حاجة إلى انعقاد مؤتمر كما يحصل سنوياً.