أخبار اليوم – تالا الفقيه - بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، المصادقة على خطط عملياتية لشن حرب شاملة على لبنان ما لم يبتعد مقاتلو حزب الله عن الحدود بين البلدين، فإذا وقعت الحرب في لبنان ستكون تداعياتها خطيرة جدا على المنطقة، وسيكون تأثيرها في الأردن خطيراً.
الخبير السياسي وليد العويمر في تصريح ل "أخبار اليوم" قال إنه بالنسبة إلى أي حرب محتملة من قبل إسرائيل على لبنان أنه سيكون لها تأثير مباشر اقتصادي وأمني على الأردن؛ وبالتالي هذا التأثير ينحصر أولا سياسا؛ لأن المنطقة مترابطة جغرافيا بشكل كبير جدا.
آثار الحرب اقتصاديا على الأردن
واستذكر عويمر حرب ٢٠٠٦ عندما شنت إسرائيل حرب على جنوب لبنان، وأدت إلى لجوء اعداد كبيرة من الشعب اللبناني إلى الأردن حيث كانت الأردن هي الممر الآمن لهم لسهولة الوصول، في حين لو حاولوا الذهاب إلى قبرص، أو إلى أي دول أوروبية أخرى سيكون هنالك صعوبة وبالتالي هذه الهجرة في حال حدثت الحرب ستحمل الأردن تبعات اقتصادية كبيرة، إضافة إلى مبيعات اللاجئين السوريين، وسيكون هذا عبء كبيراً جدا سوف يتحمله الأردن.
وقال إنه في حال حدوث حرب إسرائيلية على لبنان اعتقد أن الجبهات الأخرى خاصة الحوثيين وإيران سيكون لهم عمليات بحرية في البحر الأحمر، وسيؤدي ذلك إلى تعطل الملاحة البحرية والسفن التجارية المحملة بالبضائع وشحنات النفط إلى الأردن مما سيزيد أسعارها بشكل كبير في الأردن، وهذا سيشكل مخاطر اقتصادية.
آثار الحرب سياسيا على الأردن
وأوضح عويمر أن ملف الضفة الغربية وغزة، بالإضافة إلى الملف السوري والعراقي تعتبر ملفات شائكة بالنسبة إلى الأردن، وهي تؤثر بشكل كبير على السياسات الخارجية الأردنية؛ وبالتالي عندما يضاف لها ملف جديد وهو ملف الحرب الإسرائيلية على لبنان هذا سيكون مرهقاً بشكل كبير جدا للأردن مما سيؤدي إلى تشتيت المجهود الأردني الذي يحاول قدر المستطاع حاليا أن ينهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف أن ذلك قد يدفع الدول المحيطة بالأردن تحديدا سوريا والعراق إلى تحريك خلاياه النائمة في المنطقة؛ وبالتالي قد تقوم هذه الدول بالتحرك داخل الساحة الأردنية من أجل توجيه ضربات إلى إسرائيل؛ مما يدفع إلى مزيد من توتر العلاقات السياسية ما بين الأردن والعراق وسوريا.
وبين أن التأثيرات الأمنية لهذه الحرب ستكون لها استخدام للأجواء الأردنية من قبل إيران وسوريا ستقوم هذه الجماعات المسلحة في العراق بمحاولة استغلال الأراضي الأردنية لتوجيه ضربات إلى إسرائيل.
وأكد العويمر أن هذه الآثار الاقتصادية والسياسية والأمنية على الأردن سوف تكون كبيرة أكثر من باقي الدول الأردنية مؤكدا أن الأردن يدرك أن هذه الحرب حاليا ستكون آثارها أضعافاً مضاعفة عن حرب ٢٠٠٦، لأنها ستكون هذه الحرب بالنسبة إلى إسرائيل حرب شاملة، وستقضي فيها على حزب الله، أما في الحرب الذي حدثت في ٢٠٠٦ توجهها كان فقط من أجل "تقليم أظافر" حزب الله والحد من تحركاته وضرباته على إسرائيل، الآن سيكون لإسرائيل هدف استراتيجي أوسع للقضاء على الوجود حزب الله في لبنان؛ وبالتالي سيكون له تكلفة كبيرة على المنطقة.
أبعاد الحرب عالميا
الخبير السياسي أشرف العكة قال ل "أخبار اليوم" أنه إذا وقعت هذه الحرب ستكون حرب مدمرة وإسرائيل ستتكبد خسائر فادحة، وعلى المستويات جميعهن، مؤكدا أنه قد يستطيع العدو استخدام أسلحة غير مسبوقة في هذه الحرب.
وأضاف العكة أن المنطقة الآن تحاول منع هذه الحرب، لكن الجميع يدرك أن الشرق الأوسط بما فيها أوروبا لن تكون بمنأى عن هذه الحرب على صعيد الطاقة وخطوط الإمدادات وغيرها ونحن نعلم أن الأمن في أوروبا غير مستقر بحسب الحرب الروسية الأوكرانية أي أن هذه المعركة الآن سيكون لها تداعياتها العالمية.
أكد أن الجميع يحذر من امتداد واتساع هذه الحرب بالإضافة أن هذه الحرب ليس قرارا إسرائيليا إنما هو قرار أمريكي غربي بهذه المرحلة من سياقات النظام الدولي الذي يتغير ويتبدل ويحاول أن يصل إلى مرحلة من الاستقرار والتوازن عبر الرؤيا التي تطرحها روسيا والصين اتجاه نظام متعدد الأقطاب يرفض الهيمنة الأمريكية الغربية على السياسة العالمية.