مختصّ بالشأن الأمريكي لـ "أخبار اليوم": أداء الرئيس بايدن كان مخيبًا لآمال أعضاء الحزب الديمقراطي

mainThumb
مختصّ بالشأن الأمريكي لـ "أخبار اليوم": أداء الرئيس بايدن كان مخيبًا لآمال أعضاء الحزب الديمقراطي

04-07-2024 01:12 PM

printIcon


قشوع عن أداء بايدن: ظهر ضعيفًا وطرح أفكارًا غير مترابطة وإجابات ليست مكتملة
قشوع عن أداء ترامب: بدا واضحًا ومسترسلًا وواثقًا مما يقدِّمه رغم كذبه
مختصّ بالشأن الأمريكي: استطلاعات الرأي الصادرة قبل المناظرة تشير إلى أنَّ أغلب الناخبين قد حسموا آراءهم مسبقًا
قشوع: المناظرة صعَّبت المهمة على بايدن وجعلت ترامب أكثر اِرتياحًا
قشوع: النخبة الديمقراطيّة ما تزال تتمسك بفريق "بايدن - هاريس" كخيار إستراتيجي
قشوع عن تأثير الحرب على غزَّة في الانتخابات: ستكون قضيّة مركزيّة للكثير من الناخبين، وستؤثِّر في قرارهم بشكل أساسي
قشوع عن نظرة الشعب الأمريكي للمناظرة: الأمريكيون يشعرون بالإحباط؛ لأنَّ كلا المرشحَين لا يقدمان الحد الأدنى من متطلبات المنصب


أخبار اليوم - سمير الصمادي - أظهرت المناظرة الرئاسيّة الأولى في انتخابات 2024، والتي جمعت الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن، وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، حجم الخلافات السياسيّة بينهما، وبيَّنت طبيعة الاختلافات في وجهات النظر بين الجانبين، حيال العديد من القضايا المحليّة والعالميّة.
إذ عرضت هذه المناظرة رؤى وأفكار متناقضة للطرفين، حول السياسة الخارجيّة للولايات المتحدة، والحرب على غزَّة، والأوضاع الاقتصاديّة، ومسألة الهجرة، وقضيّة المناخ، وملف الإجهاض، ما من شأنها أن تؤدي دورًا كبيرًا في إحداث تحوُّل في مسار الحملات الانتخابيّة الرئاسيّة اللاحقة، وتسهم في رسم مسار السياسة الأمريكيّة، وتوضِّح ملامح مكانتها الدوليّة.
المُختَصّ بالشّأن الأمريكي خالد قشوع، قال لـ "أخبار اليوم"، إنَّ أداء الرئيس بايدن كان مخيبًا لآمال أعضاء الحزب الديمقراطي، إذ ظهر الرئيس ضعيفًا، ابتداءً من صوته، الذي علَّلَهُ الحزب الديمقراطي بأنَّ نزلة برد أصابت الرئيس، وصولًا إلى طرحه أفكارًا غير مترابطة وإجابات ليست مكتملة، وخصوصًا عندما أجاب عن سؤال يتعلِّق بالرعاية الصحيّة، وأنَّه يريد القضاء عليها عوضا عن تدعيمها.
أمَّا فيما يخص أداء ترامب، فقد كان حاضرًا بإجاباته، بالرغم من أنَّه كان يُلقي الكثير من الأكاذيب، إلَّا أنَّه بدا واضحًا ومسترسلًا وواثقًا مما يقدِّمه، وساعده إغلاق المايكروفون على أن لا يبدو همجيًّا وسوقيًّا كعادته، بحسب قشوع.
ويعتقد أنَّ المناظرة قد صعَّبت المهمة على الرئيس بايدن، وجعلت ترامب أكثر اِرتياحًا، مما يعني أنَّه يمكن التوقُّع من الأخير المزيد من التصرفات "الترامبيّة"، التي قد تنعكس سلبا عليه.
وأضاف قشوع أنَّه في الساعات الأولى من نهاية المناظرة، ظهر الإحباط على المخيم الديمقراطي، وبدأ الحديث حول البحث عن مرشح بديل للرئيس بايدن بعد ما قدَّمه من أداء مخيِّب خلال المناظرة.
ونوَّه بأنَّ النخبة الديمقراطيّة ما تزال تتمسك بفريق "بايدن - هاريس"، كخيار إستراتيجي بالرغم من حالة الإحباط والحديث عن بديل، وقد تُرجم هذا الدعم على نحو مباشر على "منصَّة إكس" بعد ساعات من المناظرة، إذ تصدَّر الرئيس بايدن المنصَّة بثلاثة وسوم داعمة له، تحمل في طيَّاتها التبرير والدعم الكبير له ولموقفه. وهو ما عبَّر عنه بايدن - نفسه - بين أنصاره بعد المناظرة مباشرة، وفي اليوم الذي تلاها.
ويرى قشوع أنَّ عقدة بايدن اليوم هي ولاية ميتشغان، التي صوَّت فيها أكثر من مئة ألف ناخب ديمقراطي من أصول عربيّة وإسلاميّة، بخَيار "غير ملتزم"، مبينًا أنَّ هذا الخَيار يعني أنَّ هؤلاء الناخبين من الحزب الديمقراطي ليسوا مع مرشح الحزب وليسوا ضدّه، ما يعني فقدان بايدن للولاية التي رجَّحت فوزه في انتخابات 2020 بفارق 40 ألف صوت فقط.
وبحسب المختص بالشأن الأمريكي، فإنَّ استطلاعات الرأي الصادرة قبل المناظرة، تشير إلى أنَّ أغلب الناخبين قد حسموا آراءهم مسبقًا قبلها، وعلى الأغلب لن تتغير هذه النتائج كثيرًا بعدها، إلَّا أنَّ المناظرة قد تؤثِّر في قرار الناخبين المترددين، والذين يشكِّلون نسبة قليلة في هذه الانتخابات.
كما أضاف أنَّه - رُبَّما - لن يكون الإقبال على صناديق الاقتراع كما كان عليه في انتخابات 2023، إذ بلغ عدد الناخبين ما يفوق الـ 150 مليون ناخب وناخبة، إلَّا أنَّه وبالتأكيد سوف يكون الفرق بين المتنافسَين أقل من أي وقتٍ مضى.
وبيَّن أنَّ المناخ السياسي الأمريكي اليوم مُهيَّأ أكثر من أي وقتٍ مضى لمرشحٍ ثالث، يمكن له قلب نتائج هذه الانتخابات رأسًا على عقب، ولكن - للأسف - قد لا تتوفر مثل هذه البيئة الحاضنة لأي مرشح لا ينتمي إلى الثنائيّة الحزبيّة الأمريكيّة، التي احتكرت المشهد السياسي الأمريكي منذ عقود طويلة.
وعن تأثير الحرب على غزَّة في الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، أوضح قشوع أنَّه لا يمكن تحديد حجم التأثير المباشر الذي تركته الحرب على الناخب الأمريكي بدقّة، ولكن يمكن التأكيد على أنَّها ستكون قضيّة مركزيّة للكثير من الناخبين، وستؤثِّر في قرارهم بشكل أساسي، إمَّا من خلال ممارسة التصويت الانتقاميّ أو حتى بمقاطعة الانتخابات بالجملة.
وبيَّن أنَّ تقييم الشعب الأمريكي للمرشح، يعتمد على عدَّة عوامل منها: شخصيّة المرشح، وأسلوب تناوله للقضايا، وتاريخه الشخصيّ، والصورة الذهنيّة المرسومة لهذا الشخص في الوعي الجمعيّ الأمريكيّ. فعالَم السياسة الأمريكيّة بحد ذاته لا يختلف عن عالَم الترفيه فيها، إذ يجب على الرئيس أن يرتدي العديد من القبعات في أصعب الظروف، ويبدع في أداء الدور وتوصيل الرسالة.
وفي معرض ردِّه عن سؤال حول نظرة الشعب الأمريكي للمناظرة، يرى قشوع أنَّ النظرة العامّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة اليوم هي الشعور بالإحباط، لأنَّ كلا المرشحَين لا يقدمان الحد الأدنى من متطلبات المنصب. وقد تنعكس حالة الإحباط هذه سلبيًّا على نِسَب الإقبال على التصويت، وقد يؤثِّر عدم المشاركة بالشكل المطلوب من قبل أحد المخيمين، على نحو حاسم في نتائج هذه الانتخابات، التي يُتوقع لها أن تكون الأكثر تقاربًا في آخر عقدين من الزمن.
وختم قشوع حديثه بالقول: "إنَّ التحليلات والنقاشات حول المناظرة الرئاسيّة لم تنقطع في الولايات المتحدة، سواءً على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات الإخباريّة التقليديّة، التي عجَّت بالكثير من التفسيرات والانتقادات لكلا المرشحَين".