"اصنع من فشلك نجاحا"

mainThumb
الدكتورة شفاء الشوابكة

27-06-2024 02:56 PM

printIcon

أخبار اليوم - يعتبر النجاح والفشل جزءًا مهما في تحقيق الأهداف المرجوة التي تحاول تحقيقها، ويسيران جنبًا إلى جنب في أي طريق تسلكه في حياتك، وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو مزعجا لك إلا أنه مليء بالدروس والتحديات التي تجعله أعظم معلماً، ومفتاحًا لتحقيق الإنجازات، ونقطة انطلاق ممتازة لتحقيق النجاحات المستمرة.

ان تغيير نظرتك حول مفهوم الفشل عملية مهمة ستساعدك في تحقيق المزيد من التقدم في حياتك من خلال اعادة النظر اليه بانه ليست حالة نهائية مررت بها او خطوة إلى الوراء؛ كأن تخاطب نفسك! بانها نقطة وانتهت الحياة، او قُتلت طموحاتي، او انتهت احلامي، او قد تسميها بالطريقة التي تشاء! انها ببساطة عدم تحقق الهدف أو النتيجة التي تطمح اليها بالشكل المطلوب.

ان تقبل الفشل مهماً لإعادة بناء أنفسنا من جديد، وهذا التقبل يتطلب المزيد من الشجاعة والاصرار، وهو أولى خطوات النجاح والتفوق، وعملية ضرورية لتصنعك انسانا ناجحا، ففيها فرصه لاكتشاف الذات والقدرات وفيها قيمة ممتازة ودرسا مثاليا للنمو الشخصي والتعلم. فالجيد، أننا جميعنا بدون استثناء عرضة لارتكاب الأخطاء، فلا تبتأس إذا مررت بتجارب فشل في حياتك على الصعيد الاجتماعي أو الأسري أو الصداقات أو العمل.

فالفشل ليس شيئا سيئاً او قاتلا، بمعنى اخر فهو يعلمك كيف تتحلى بالصبر، ويقوم بإعادة توجيهك نحو الأخطاء وإعادة النظر اليها من زاوية أخرى؛ فقد يكون وسيله لتوجيك الى المكان الصحيح الذي يجب أن تكون فيه، وفرصه قويه لتقييم الأساليب التي أثبتت فعاليتها والطرق التي لم تثبت فعاليتها، وبالتالي توجيه قدراتك الى الجوانب التي تتطلب التحسين والتطوير، فقد تكون بدون وعي وادراك انخرطت في أمور غير ضرورية او قد تم إعطاء أولوية لأمور أخرى أقل أهميه وغيرها الكثير، فستجد نفسك في نهاية المطاف بانك أصبحت اكثر وعياً في ما لا يجب عليك فعله في المرة القادمة وما يجب عليك القيام به.

لذا فان أولى خطواتك لتصنع من التجارب التي مررت بها نجاحاً باهراً هي تطوير عقلية إيجابية ومتفتحة تسمح لك بمراجعة أفكارك السلبية سواء كانت عن نفسك أو عن الآخرين أو عن قدراتك ومعالجتها وتعديلها ما أمكن إلى أفكار إيجابية، ومحاولة النظر الى المواقف والتجارب بانها موقف تعليمي تستفيد منه وتصقل به خبراتك، وبذل الجهد اللازم لمراجعة الأخطاء التي وقعت بها والقيام بعملية التعديل أو التطوير، سواء كان التطوير على الصعيد الشخصي من مهارات وقدرات أو على طبيعة الأهداف التي وضعتها لنفسك، فاذا ساعدت نفسك على التمتع بهذه العقلية ستكون قادراً وبشكل مؤكد في التغلب على النكسات التي ستمر بها، والمثابرة في تحقيق اهدافك.

ومن الأمور المهمة والتي يجب الانتباه لها هي عدم التركيز على ما يقوله الآخرين من كلمات تحمل رسائل إضعاف أو تقليل من قيمة جهودك، بل اجعل هدفك واضحا وهي التركيز على ما تريد تحقيقه وإنجازه في حياتك، ويجدر الإشارة بأن الانتباه إلى بعض التعليقات واقتراحات الآخرين ليس شئياً سيئاً بالنهاية خاصة من الأشخاص الذين يثمنون ويقدرون جهودك دائماً من الأصدقاء أو المقربون، إنها فرصة لاكتشاف المنطقة العمياء في ذاتك والتي يعرفها الآخرون لكنك لا تعرفها. إن مشاركة إخفاقاتنا مع الآخرين يمكن أن تسمح لهم أيضا بتجنب الأخطاء التي ارتكبناها حتى يتمكنوا من مواصلة ما يرغبون به، فأنظر إليه بأنه طريق لتحقيق نجاحات الاخرين أيضاً من خلال عملية المشاركة وتبادل وجهات النظر مما يجعلها طريقة فعالة لنمو ونهوض أي مجتمع وأكبر مثال على ذلك العلم فهو مثال عظيم على استفادة الجميع من إخفاقات الآخرين من خلال البحث والتطوير والتجريب والتدريب.

إن التعرض لهذه المواقف والتجارب في حياتك يساعدك على بناء المرونة النفسية التي تعزز من قدرتك على الصمود والتعافي من التهديدات مما يجعلك أكثر دقة في إدراك المواقف والظروف التي مررت بها بأنها ستكون مؤقتة، وتصبح أكثر تيقظا لاتخاذ إجراءات فعاله تجاه هذه المواقف التي مررت بها سابقا مما يعزز لديك المثابرة من اجل المحاولة مرة وأخرى لتحقيق اهدافك وبناءها بالشكل الذي تراه مناسبا. اذن قد بنيت لديك المرونة النفسية والتي لا يمكنك أن تتمتع بها إذا لم يكن لديك شكل من أشكال الفشل أو الخيبات.

بالنهاية ان الفشل بحد ذاته هو السماح لمخاوفك من السيطرة عليك وعلى أفكارك. وبغض النظر عن مدى صعوبة الأمر الذي تقوم به، يجب عليك ان لا تستسلم، أو تجعل أحدا يمنعك من النجاح وتحقيق طموحاتك في الحياة، فتوقف للحظة، وخذ نفس عميق وقوي، ثق بنفسك وشجعها، وراجع قُدراتك، افهم ذاتك أكثر، فهناك المزيد من الأمور الجميلة بانتظارك.