محمد داودية
قادت جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، إلى خلق الفراغ الأمني والسياسي في قطاع غزة، وهو الفراغ الذي ستنجم عنه ويلات إضافية، لأهلنا هناك.
فالطبيعة التي لا تقبل الفراغ أبدا، سرعان ما تملأ الفراغ.
قوى الجريمة المنظمة، كانت جاهزة وها هي قد بدأت عمليات الملء، التي تشمل السطو والخطف والابتزاز ونهب قوافل المساعدات والسلب والتجسس والإرهاب.
ان الانفلات التام للأمن في قطاع غزة، والافتقار إلى وجود الحد الأدنى منه، قد أدى إلى نشوء عصابات الجريمة المنظمة، التي بدأت فعلها برضى سلطات الغزو الإسرائيلية.
وسيؤدي هذا الانفلات التام للامن، إلى دخول المنظمات الإرهابية المتطرفة، التي ما تزال فلولها في سيناء، إلى القطاع، مما يجعل العيش في غزة مستحيلا، ومما يضاعف من مأساة أهلنا، ويدفعهم إلى الهجرة القسرية الإكراهية !!
وحسب الزعيم الشريف انطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة: «هناك فوضى عارمة تامة في قطاع غزة، لا توجد سلطة في معظم الأراضي، إسرائيل لا تسمح حتى لما يسمى بالشرطة الزرقاء، بمرافقة قوافلنا التي تحمل المساعدات الإنسانية».
في العدوان الثلاثيني، الأميركي الفارسي العربي، على العراق عام 1991، تنبهت القيادات الأميركية، إلى مخاطر اليوم التالي بعد سقوط نظام صدام حسين، وإلى أن استمرار العدوان على العراق، سوف يولد فراغاً وخللاً استراتيجياً، سيملؤه الحرس الثوري الإيراني، فتوقف العدوان. مما اتاح للسلطات العراقية استعادة السيطرة على 18 محافظة عراقية سقطت بيد الميليشيات الايرانية فتوقف الغزو الثلاثيني واستعيض عنه بالحصار الإجرامي على شعبنا العراقي الحبيب.
في الحرب على سورية، تنبهت مختلف الأطراف إلى أن منظمات الإرهاب والجريمة، قد دخلت وتمركزت في محافظات سورية عدة، مما طرح السؤال الخطير: ماذا عن اليوم التالي لسقوط بشار الأسد، فكانت وقفة مراجعة خففت من تمدد وسطوة عشرات المنظمات الإرهابية.
السؤال الذي لا يريد الإرهابي نتنياهو سماعه أو مناقشته، وهو أحد أبرز نقاط الخلاف مع الإدارة الأميركية، هو ماذا بعد وقف إطلاق النار، وانتهاء العدوان الإسرائيلي الآثم !!
لن ننسى أن جميع محاولات خلق بدائل او إدارة مدنية في الضفة الفلسطينية وغزة قد فشلت.