العيد يكشف المخفي

mainThumb

23-06-2024 12:28 AM

printIcon

نسيم عنيزات

عكس عيد الأضحى المبارك حالة المواطن الحقيقية وما يعيشه من بؤس وضنك، فكانت جميع ملامحه وحركاته وكل ما يصدر عنه من تصرفات تخبرنا عما في داخله وما يختزنه من قهر وحزن.
نعم علينا ان نعترف بأن اوضاعنا المعيشية ليست بخير ومواطننا يعاني، وظروفه تزداد صعوبة يوما عن يوم، وقهره يتراكم حتى أصبح حِملا ثقيلا تعجز عن حمله الصدور.
ليأتي العيد بالتزاماته ليكشف ما هو مستور ويفجر حالة الكبت ويخرج الناس من الصمت إلى حالة مختلطة اشبه باللا وعي، وكأنهم سكارى وما هم كذلك، مبدلا عيدهم قسرا من فرح وسرور إلى حزن وهم.
وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على دولتنا وما رافقها من أحداث وتطورات، الا ان ذلك كله لم يحدث تغيرا مهما في حياة المواطن المعيشية، ولم تسهم في تحسين أوضاعه الاقتصادية خاصة ونحن نعيش أحداث غزة وما يتعرض له شعبها من حرب همجية وابادة جماعية.
فأصبح العجز وقلة الحيلة رفيقة يومهم ودربهم، ونحن نرى مستقبلنا يسير عبر طريق وعرة او نفق مظلم لا نعرف نهايته ولا نرى منه أي بصيص ضوء او بارقة أمل.
فلا نحن قادرون ان نعمل ما نتمناه لأهل غزة وبنفس الوقت عاجزون عن نجدة انفسنا وصلاح حالنا وتحسين اوضاعنا.
يخشى البعض منا المستقبل بعد ان طغى الخوف وغطى على كثير من الأحداث والتغيرات التي ضاعت في زحمة الحاجة والعوز.
فعملية التنمية يجب ان تكون متكامة وشمولية تراعي وتأخذ في الحسبان جوانب الحياة الرئيسية وهي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واذا اختل أحدهما فانه حتما سيتأثر الآخر، وبالتالي تتاثر المنظومة باكملها ويذهب جهدنا سدى وكأنك «يا ابو زيد ما غزيت».
فمنذ جائخة كورونا واوضاع الناس ليست بخير وقد كشف العيد كل مستور بعد اثبت ان معظم المواطنين في بلدي يعيشون كل يوم بيومه فلا مدخرات لديهم ولا ارصدة في البنوك بل على العكس فان الدين أصبح كالسيف مصلتا على رقاب الاغلبية بعد ان حصدت التحديات والازمات الأخضر واليابس.
الامر الذي قد يفقدنا الطبقة الوسطى التي أصبحنا نبحث عنها في المندل ويين ركام الفقر والعوز، التي قد تسبب اختلالا مجتمعيا و تحدث هزة في المجتمع باكمله وتخلق فجوة عميقة بين ابناء المحتمع الواحد وطبقاته تعكس ارتدادات عنيفة واهتزازت ذاتية بهدف إعادة التوازن الذي قد لا نلحق به مسببا أحداثا لا نرغب الوصول إليها بسبب فقدان السيطرة على عامود التوازن.