- لماذا تحركت الجهات الرسمية بعدما وصل عدد الوفيات إلى أرقام كبيرة؟
- ما دور البعثات الرسمية في التعامل مع الأردنيين في الخارج؟
- لماذا تخلت البعثات الرسمية عن دورها في إغاثة الأردنيين، واقتصرت تصريحاتها على حجاجها الرسميين؟
- حجاج أردنيون استغاثوا بالبعثات الأردنية وأُهْمِلُوا
- لماذا اقتصر دور البعثة الإعلامية على تغطية أخبار الوزير، بينما غطت "السوشال ميديا" أخبار الحجيج المتوفين؟
- لسان حال المواطنين، هل ستُحَاسَب الشركات والجهات الرسمية التي تسببت بوفاة هؤلاء الأردنيين أم سيذهب الملف إلى "الخرج"؟
أخبار اليوم - سهم محمد العبادي - صدمة كبيرة تلقاها الشارع الأردني بعدما وصل عدد الحجاج الأردنيين الذين توفاهم الله خلال موسم الحج إلى 41 حاجا، مع وجود عدد أكبر من المفقودين، وفي خضم هذه الكارثة، بحسب مواطنين، اقتصرت تصريحات البعثة الرسمية على حجاجها الرسميين فقط، بينما الحجاج الأردنيون الآخرون وبغض النظر عن طرق وصولهم إلى السعودية لم يكونوا ضمن اهتمامات البعثات الرسمية ولا حتى الجهات الحكومية.
لماذا تحركت الجهات الرسمية بعد ارتفاع عدد الوفيات؟
كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي المحرك للوقوف على هذه الكارثة منذ البداية، في حين كان الإعلام بمختلف تسمياته خارج التغطية، واقتصرت أخباره على أخبار البعثة الرسمية، رغم تداول الأخبار بشكل مكثف عن وجود وفيات بين الحجاج الأردنيين، بل أن تصريحات البعثة الرسمية اقتصرت على حجاجها فقط، وبحسب مواطنين كان لابد من تشكيل خلية أزمة منذ اللحظات الأولى لإغاثة الأردنيين، وبعد ذلك نتحدث في الأسباب التي أوصلتهم إلى هذه الأوضاع.
أصل القضية
تعود إلى قيام شركات ببيع فيزا زيارة لبعض الأردنيين الراغبين بأداء فريضة الحج هذا العام، ورغم مناشدات السلطات السعودية بأن لا حج إلا بتصريح، إلا أن غالبية الراغبين بالحج ذهبوا لعل وعسى أن يكتب لهم.
وعند وصولهم إلى السعودية بدأت حملات من الشرطة السعودية بمطاردة الحجاج الذين أسمتهم بالمخالفين، وجرى تداول فيديوهات وصور لهؤلاء الحجاج، واقتحام عدد من الفنادق وأماكن الإقامة، وإرسالهم إلى خارج مكة والمدينة، ومنهم جزء ذهب إلى جدة، وعاد من خلال وسائل النقل التي استغلت حاجة المواطنين ورغبتهم في الحج، وتقاضت منهم مبالغ طائلة.
ومنذ دخول موسم الحج أيامه الأولى كان هؤلاء الحجيج يذهبون من جهة إلى أخرى رغبة منهم بأداء هذه الفريضة، ولكن دون وجود لأي خدمات مقدمة من قبل الشركات التي اختفت بقدرة قادر، وتركت الحجيج بالعراء، فلا خيم ولا خدمات صحية ولا حتى مياه أو طعام، وبالتالي تحول الحجاج إلى أفراد متناثرة كل منهم ذهب بجهة طمع ورغبة في الوصول إلى عرفات.
درجة الحرارة 70 مئوية
عدد من الحجاج قال أن درجة الحرارة بلغت يوم عرفة ما يقار 70 درجة مئوية، وهنا يحتاج الحجيج إلى وجود مقرات للإقامة مجهزة بالتكييف والطعام والمياه، وهذا لم يكن متوفرا للحجاج الآخرين الأمر الذي جعلهم عرضة لضربات الشمس والإجهاد الكبير، خصوصا وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ "أخبار اليوم" أن هذه الفئة من الحجاج قاموا بالسير لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس ودون خدمات، الأمر الذي جعلنا نشاهد تساقط الحجيج ما بين حالات الإغماء وضربات الشمس، وكوننا نوجَد بالحافلات التي أُغْلِقَت من قبل السلطات السعودية، فلم نستطع تقديم أي فرصة لإغاثتهم.
لماذا لم تتحرك الجهات الرسمية منذ البداية؟
واستهجن مواطنون عدم تحرك الجهات الرسمية منذ البداية، وقد كان هنالك تداول كبير لأسماء المفقودين والمتوفين، إلا أن الصمت الرسمي كان سيد الموقف، واقتصرت الإغاثة على جهود فردية لبعض الأردنيين المقيمين في السعودية أو المشاركين في الحج، وبقي الصمت الرسمي قيد الواقع، حتى وصل عدد الحجاج المتوفين إلى 41 حاجا، ولكن مع تصريحات خجولة بفتح تحقيق للوقوف على ملابسات هذه القضية.
أين دور البعثات الإعلامية؟
وفي ذات الوقت اقتصرت أعمال البعثات الإعلامية المرافقة لوزير الأوقاف على تغطية أخباره وزياراته للحجيج، ولم تتطرق بتاتا إلى أوضاع الأردنيين الآخرين المتوفين والمفقودين، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي هي المصدر الرئيسي لاستقاء الأخبار بشكل تفاعلي ما بين ذوي الحجاج وبعض النشطاء الذين تطوعوا للقيام بمهام تزويدهم بالأخبار، بل ووصل الأمر إلى متابعة بعض حالات الأردنيين في المستشفيات السعودية وإجراء لقاءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حجاج أردنيون استغاثوا بالبعثات الأردنية، وأُهْمِلُوا
وتحدث عدد من الحجاج الأردنيين الذين كانوا ضمن حملات حج سعودية وفرت لهم الخدمات الكاملة أنهم ولظروف ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد الكبير حاولوا الاستعانة بالبعثة الأردنية، إلا أنه طُرِدُوا من قبل أفراد في البعثة الأردنية ولولا شهامة بعض الحجيج الأردنيين، وإغاثتهم لهم لكانوا في عداد الأموات أو المفقودين رغم أن حجهم نظامي، ولكن تاهوا عن مخيماتهم.
"حط بالخرج"
ولسان حال الأردنيين جميعا الآن يقول أن هذه الكارثة أصبحت قضية رأي عام، وتحتاج إلى فتح تحقيق عاجل وموسع، للوقوف على كافة الجهات التي تسببت بوفاة الحجاج وفقد آخرين، وكذلك محاسبة الجهات الرسمية التي تقاعست عن القيام بمهامها وإغاثة الأردنيين وإن كانوا مخالفين، بحسب وصف الجهات الرسمية، ولكن الواجب الوطني والإنساني يتطلب تقديم الإغاثة لهم قبل كل شيء.
فهل سيُفْتَح تحقيق شامل وعاجل ومحاسبة المتسببين؟ ام أن "حط بالخرج" سيكون نهاية هذه الكارثة؟
وكذلك السؤال الأبرز على مواقع التواصل الاجتماعي، أين اختفت الحكومة؟ وهل سيكون هنالك حداد وطني على وفاة 41 حاجا حتى اللحظة؟