أخبار اليوم - قال ممثل قطاع الصناعات الغذائية والتموينية والثروة الحيوانية في غرفة صناعة الأردن محمد الجيطان أن جلالة الملك عبدالله الثاني أولى منذ تسلمه سلطاته الدستورية أهمية كبيرة للصناعات الغذائية وتحقيق الأمن والاكتفاء الغذائي للبلاد.
وأضاف الجيطان لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن هذا الاهتمام الملكي ظهر جليا من خلال توجيهات متواصلة للحكومات لإعطاء هذا القطاع كل اهتمام وتقديم كل أشكال الدعم والرعاية وتشكيل لجان متخصصة لدعم الإنتاج المحلي، وخاصة التصنيع الغذائي، لافتا إلى جهود جلالة الملك بهذا الملف خصوصا خلال جائحة فيروس كورونا.
وأضاف أن قطاع الصناعات الغذائية حظي بزيارات ميدانية من جلالة الملك لعدد من المصانع الأردنية للصناعات الغذائية، مبينا أن هذا شكل حافزا للمصنعيين لزيادة الإنتاج والتوسع باستثماراتهم وتوليد فرص عمل جديدة، والعمل بجهد أكبر لتنفيذ تطلعات جلالته ورؤيته الاقتصادية.
وبين أن جلالته وجه الحكومة لتشكيل اللجان المتخصصة لدعم الإنتاج المحلي وتحسين مستوى التكامل ما بين القطاعين الصناعي والزراعي، علاوة على إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي" عام 2021 لضمان تقييم ومتابعة القضايا والمستجدات بخصوص تعزيز مستوى الأمن الغذائي.
ولفت إلى أن توجيهات جلالته تم ترجمتها ضمن العديد من الخطط والاستراتيجيات الوطنية، وبخاصة رؤية التحديث الاقتصادي من خلال تبني قطاع الصناعات الغذائية والأمن الغذائي كأحد القطاعات عالية القيمة للسنوات المقبلة.
وبين أن مقومات القطاع المختلفة جعلته من الصناعات ذات القيمة العالية التي تضمنتها رؤية التحديث الاقتصادي واستهدفتها لإطلاق قدراته وإمكاناته وتحقيق نمو ملحوظ من خلال رفع مستوى كفاءة وجودة الصناعات الغذائية للخضار والفواكه، وتعزيز التشاركية بين القطاعين الصناعي والزراعي، وإنشاء مجمع صناعي للمنتجات الغذائية المحلية بهدف توسيع نطاق تسويق المنتج الوطني إلى جانب إقامة معرض دائم للمنتجات الغذائية.
وأوضح أن قطاع الصناعات الغذائية والتموينية والزراعية والثروة الحيوانية يبرز كمحرك رئيسي، للابتكار والاستدامة داخل الاقتصاد الوطني، حيث تعتبر هذه الصناعة عماداً رئيساً للصناعات داخل المملكة، وكرافد رئيس لاحتياجات السوق المحلية وخاصة في ظل تحديات الأمن الغذائي والتغير المناخي والبيئي الذي يعيشه العالم حاليا.
وأكد أن القطاع يمتلك قدرات إنتاجية متنوعة وكبيرة قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلية من السلع الغذائية بالجودة والكميات المطلوبة ومضاعفة مستويات صادراته بشكل ملحوظ، حيث كان على الدوام أحد القطاعات الأقدر على مواجهة الظروف الاستثنائية وفقاً للإمكانات والمقومات التي تمتلكها والتي تجعلها قادرة وبشكل كبير على تلبية احتياجات المملكة من السلع الاستراتيجية من المواد الغذائية الأساسية.
وأوضح أن قطاع الصناعات الغذائية يعتبر صمام الأمان الغذائي للمملكة، وهذا ما تؤكده نسب التغطية التي يقدمها قطاع الصناعات الغذائية التي تصل لأكثر من 65 بالمئة من حجم السوق المحلية نظراً لوصول بعضها لحد الاكتفاء الكامل كمنتجات "الألبان والأجبان، اللحوم، والدواجن وبيض المائدة، تعبئة وتنقية المياه والعصائر والمياه الغازية، والمنتجات الغذائية من الحلاوة والطحينية، ومنتجات المخبوزات والحلويات".
وقال الجيطان ان حجم إنتاج القطاع حقق نمواً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، حيث ارتفعت قيمة الإنتاج من ما يقارب 675 مليون دينار خلال العام 1999، لتصل اليوم إلى 4 مليارات دينار مشكلة ما يقارب 20 بالمئة من الانتاج الصناعي الكلي.
واضاف أن هذه الفترة شهدت ارتفاعاً في القيمة المضافة التي يخلقها القطاع بأكثر من 5 أضعاف ما كانت عليه لتصل لاكثر من 1.6 مليار دينار أي ما يزيد على 40 بالمئة من إنتاج القطاع قيمة مضافة تصب بشكل مباشر في الناتج المحلي الاجمالي للمملكة ليشكل القطاع 6 بالمئة من اجمالي الاقتصاد الوطني.
واشار إلى أن إجمالي حجم الاستثمارات داخل القطاع تصل لاكثر من 1.5 مليار دينار ليرتفع معها أعداد المنشآت العاملة من حوالي 364 منشأة منذ حوالي عقدين ونصف، لتصل اليوم إلى 2700 منشأة، تشغل أكثر من 67 ألف عامل وعاملة غالبيتهم من الأردنيين وبنسبة 90 بالمئة من إجمالي القوى العاملة الكلي.
ولفت إلى أن صادرات قطاع الصناعات الغذائية بلغت خلال العام الماضي 2023، نحو 647 مليون دينار محققةً نمواً ملحوظاً بنسبة 10 بالمئة عما كانت عليه خلال عام 2022، لتشكل 8.3 بالمئة من اجمالي الصادرات الصناعية الكلية.
وبين الجيطان الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس غرفة صناعة الأردن، أن صادرات قطاع الصناعات الغذائية وصلت إلى 111 سوقا حول العالم، وتتجه الحصة الأكبر منها الى الأسواق العربية ودول الخليج بشكل خاص.
وذكر أن القطاع يمتلك فرصاً تصديرية غير مستغلة تقدر بما يقارب 1.4 مليار دينار لمختلف الأسواق العالمية؛ جاءت ضمن دول الشرق الأوسط كأكثر الأسواق التي تمتلك منتجات القطاع فرصا تصديرية واضحة إليها بما نسبته 70 بالمئة من إجمالي تلك الفرص، فيما حصلت أسواق أميركا الشمالية على ما نسبته 15 بالمئة من تلك الفرص، وتتمثل النسبة المتبقية بالسوقين الأوروبية والأفريقية.
وحسب الجيطان تأتي صناعة منتجات المخابز والحلويات من السكريات والشوكولاته والمخبوزات كأبرز الصناعات ذات الفرص التصديرية الكبيرة غير المستغلة للأسواق العالمية، باستحواذها على ما نسبته 35 بالمئة من إجمالي الفرص التصديرية لقطاع الصناعات الغذائية ككل، تلاها صناعة الألبان والأجبان بنسبة 15 بالمئة.