اخبار اليوم - اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، المقاوم الفلسطيني الشابللاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وجاء ذلك بعد محاصرة الشهيد داخل قاعة أعراس في منطقة شراع القدس القريبة من المخيم، فيما استُشهد الشاب معتز النابلسي (28 عاما)، وأُصيب 10 مواطنين فلسطينيين آخرين خلال الاقتحام الذي نفذه الاحتلال بشكل مفاجئ ومباغت.
ونقلت هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية (جهة رسمية) عن الاحتلال تأكيده خبر استشهاد المقاوم فراج (23 عاما)، بعد احتجازه واقتياده أسيرا رغم استشهاده.
عملية عنيفة
وفي عملية عسكرية وُصِفت "بالعنيفة" لجيش الاحتلال وقواته الخاصة، استُشهد الشاب فراج، أحد كبار المطلوبين للاحتلال، حسب ادعائه.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الناشط في مخيم بلاطة جمال ريان إن العملية بدأت بمحاصرة قوات إسرائيلية خاصة إحدى قاعات الأعراس بمنطقة شارع القدس، ومن ثم أطلقت النار تجاه الشهيد الذي حضر لمباركة شقيقته بزفافها.
وأضاف ريان أن قوات الاحتلال سارعت، عبر عدد كبير من الآليات، لاقتحام الموقع ومخيم بلاطة من عدة محاور، وأن اشتباكات واسعة دارت بالمخيم بين قوات الاحتلال والمقاومين، واستمرت نحو ساعتين.
من جهته، ذكر المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل أن اقتحام الاحتلال كان "عنيفا"، لا سيما أنه تزامن وفترة عودة المواطنين الفلسطينيين إلى منازلهم بعد العمل، كما حاصر الجيش قاعة أفراح يوجد بها عشرات المواطنين الفلسطينيين.
وأوضح للجزيرة نت أن 10 فلسطينيين أصيبوا، وُصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة جدا، "جراء إطلاق الاحتلال النار صوبهم بشكل متعمد ومباشر وبقصد القتل"، وهو ما خلّف هذا الكم الكبير من الإصابات، من بينها سيدة (53 عاما) وطفل (13 سنة).
ووفق جبريل، فإن الإصابات كانت بالرصاص الحي، ومعظمها كان في المناطق العلوية من أجساد المصابين، كما أعاق جيش الاحتلال وصول مركبات الإسعاف، وأطلق النار عليهم بشكل تحذيري، فيما احتجز إحدى مركبات الهلال الأحمر، وصادر هواتف طاقمها الخلوية قبل أن يعيدها.
شهيد ابن شهيد
وفي بيان له، قال جيش الاحتلال، وفق القناة السابعة الإسرائيلية، إن قوات منه -بتوجيه من جهاز الأمن العام "الشاباك"- حاصرت قاعة مناسبات وبها أحد المطلوبين، في إشارة للشهيد فراج.
وادعى المصدر نفسه أن الشهيد كان مسلحا، وحاول الفرار من المكان على سطح البناية بعد ملاحظته وجود أفراد من القوات الخاصة، لكنهم باشروا إطلاق النار عليه، مما أدى لاستشهاده.
وأظهر مقطع فيديو، بُث على مواقع التواصل، الشهيد فراج وهو ملقى على سطح البناية المذكورة، ومن ثم تمكّن جيش الاحتلال من الوصول إليه وسحبه بشكل عنيف.
وفي حارة الحشاشين داخل مخيم بلاطة، وُلد الشهيد آدم صلاح الدين منصور فراج وهو الشقيق الأصغر لـ4 أبناء (2 إناث و2 ذكور). وقد ترعرع داخل المخيم، وفي مدارسه تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، ولم يكمل دراسته الجامعية، حيث التحق بسوق العمل قبل أن يعتقله الاحتلال ويسجنه 6 أشهر.
وعام 2002 استُشهد صلاح الدين فراج والد الشهيد آدم خلال عملية "السور الواقي" واجتياح الاحتلال الإسرائيلي مدن الضفة الغربية، لا سيما نابلس ومخيم بلاطة، وبعد الإفراج عنه، طُورد الشهيد فراج، وأصبح مطلوبا لجيش الاحتلال، الذي يتهمه "بالانخراط في صفوف المقاومين بالمخيم".
قائد بطل
وداهم الاحتلال منزل الشهيد بالمخيم أكثر من مرة، وأجرى عمليات تفتيش كبيرة فيه بحثا عنه، كما ضيَّق على أفراد عائلته خلال تنقلهم عبر الحواجز العسكرية، حيث كان يحتجزهم لساعات عقابا لهم، وللضغط على ابنهم الشهيد.
ونعت كتائب شهداء الأقصى "شباب الثأر والتحرير" الشهيد فراج ووصفته بـ"القائد المقاتل البطل"، الذي استُشهد على إثر عملية "اغتيال جبانة"، وأكدت -في بيان لها تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن "عمليات اغتيال قادتنا ومقاتلينا لن تزيدنا إلا إصرارا على القتال وتمسكا بخيار المقاومة حتى النصر أو الشهادة".
ووجّهت الكتائب رسالة "للعدو الإسرائيلي" -حسب وصفها- بأنها "ستجعله يدفع ثمن التنكيل بالشهداء"، كما دعت المقاومين بالضفة إلى "حمل السلاح وضرب المحتل".
فيما نعت مساجد نابلس، عبر مكبرات الصوت، الشهيدين النابلسي وفرّاج، وشيعت جماهير غفيرة الشهيد النابلسي من مشفى "رفيديا" إلى المقبرة الشرقية بالمدينة، وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي بالمحافظة الحداد على روحيهما.