تبقى صورة التنمية والتحديث والمثالية غير مكتملة إن غاب عن تفاصيلها ركيزة من ركائز المجتمع، فما بالك إذا كانت متعلقة بالأطفال، حيث يشكلون ركيزة من ركائز الصورة الناجحة ليوم وغد ومستقبل مثالي بكافة تفاصيله، والعناية بهم خطوة مؤكدة نحو نموذجية التطوّر، والتحديث.
فئة الأطفال، الأساس لكل قادم نموذجي، وغد مؤكد التميّز، وفي منحهم الاهتمام وتحصينهم بالرعاية، يعد تكوين ثروة لمستقبل الوطن، أساسها الإنسان الصالح والمتعلم، سيما وأن الأردن أكبر وأهم ثرواته المواطن، وفي كل خطوة نحو رعايتهم تعدّ ثروة مضافة لثروات الوطن، ومنح صورة التحديث صفة الكمال.
بالأمس، اطلع سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على استراتيجية دور رعاية الأطفال التي انتهت وزارة التنمية الاجتماعية من إعدادها أخيرا، وفي زيارة ذلك خطوة هامة برسائل جوهرية حول الأطفال والاهتمام بهم بكافة فئاتهم، تحديدا ممن تُعنى بهم وزارة التنمية الاجتماعية وتقدّم لهم الرعاية في الدور التابعة لها، بصورة تمنحهم ما يلزمهم ليكونوا جزءا لا يتجزأ من مسيرة التنمية الوطنية، واضعا سمّوه هذه الفئة تحت مجهر الاهتمام.
سمو الأمير الحسين الذي اختار أن يبحث هذا الملف الهام والاطلاع على استراتيجية رعاية الأطفال في مقر وزارة التنمية الاجتماعية التي تعدّ الجهة الحاضنة لفئة الأطفال فاقدي السند والأيتام والمتابعة لأوضاعهم، وفي ذلك رمزية المكان هامة جدا وتمنح الجانب برمته رؤى نموذجية بأهمية الوقوف على التفاصيل ، وأكد سموه على «ضرورة المضي قدما في تنفيذ الاستراتيجية وتحقيق الأثر المطلوب خلال الأشهر المقبلة، لافتا إلى أهمية تقديم الرعاية المثلى لهذه الفئة» اهتمام من سموه في بذرة من بذار الخير للوطن ومستقبله، وإشارة من سموه بمنح هذه الفئة ما تستحق من رعاية مثلى واهتمام من خلال استراتيجية تترجم رؤى سموه.
واستمع سموه إلى شرح قدمته وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى حول مراحل تنفيذ الاستراتيجية التي ترتكز على خمسة محاور، وهي برنامج تأهيل مهارات الاختصاصي الاجتماعي، وبرنامج إدارة حالات الأطفال، والبرنامج الوطني للصحة، ومسارات الرعاية المتخصصة، ومعايير جودة الرعاية الوطنية، فيما تشمل الاستراتيجية 4 دور للرعاية تديرها الوزارة، و16 دارا تديرها المؤسسات غير الحكومية التطوعية، فيما يبلغ عدد المتواجدين في جميع الدور حاليا 670 طفلا وطفلة، وهي قادرة على استيعاب نحو 1459 من الأطفال، وهذه الدور تشمل الأطفال الأيتام وفاقدي السند الأسري، ويتم توزيعهم حسب الجنس والفئة العمرية، لتشكّل هذه الاستراتيجية خارطة عمل هامة للتعامل مع هذه الفئة وفي تطبيقها من قبل الوزارة حتما يُمكن القول الحسم بأن الأمور تسير وفق مسار سليم وإيجابي.
وجّه سمو الأمير الحسين أمس الاهتمام نحو فئة هامة جدا وفي تقديم الرعاية المُثلى لها استكمالا لركائز الصورة المتكاملة للعمل التنموي والتحديث والإصلاح، ووضع الأطفال من فاقدي السند والأيتام أولوية بالاهتمام، وفي اطلاع سموه شخصيا على الاستراتيجية التي أعدتها وزارة التنمية الاجتماعية لهذه الفئة، دعم كبير وتسليط ضوء يحتاج قراءات معمّقة تزيد من الاهتمام بهذه الفئة وتسرّع بتنفيذ الاستراتيجية التي تعدّ نهج عمل وخارطة طريق هامة.
(الدستور)