"الحسين" دلالات ثقة ورسائل حكمة

mainThumb
د. عبدالحكيم القرالة

28-05-2024 11:30 AM

printIcon

د. عبدالحكيم القرالة
في قراءة موضوعية لمقابلة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مع قناة العربية تلتقط، وعلى الفور ما يمتلكه سموه من كاريزما السياسي الفذ والمحنك جوهرها رؤية ثاقبة ووازنة ومستشرفة للمستقبل حيال جملة من الملفات المهمة والحساسة داخلياً وخارجياً.

نستطيع أن نلحظ وبقوة المعرفة الكبيرة والإدراك الواسع لسموه في مختلف المجالات، والتي تمنحه حسن الاشتباك مع جملة من القضايا على الصعيدين الداخلي مشفوعة بالرؤى الثاقبة ودقة المتابعة والتنفيذ بعيداً عن التلكؤ أو التردد أو القبول بغير جودة الإدارة والتنفيذ..

الرؤى العميقة والدبلوماسية الوازنة والحنكة والحكمة معاً كانتا جوهر حديث سموه حيال مختلف الأزمات التي تعصف بالمنطقة والعالم مجسدا الأنموذج الأردني القائم على الوسطية والاعتدال والسلام وإطفاء كل نيران الأزمات التي تعصف بسلم المنطقة وأمنها..

ليس سهلا أن تكون ملما بكل هذه المعارف والمدارك التي تخص صعداً مهمة وشائكة، وأن تمتلك رؤى شمولية وواقعية حيال تشخيصها وتجاوزها، فكل ذلك يحتاج إلى خبرة واسعة وسمات متفردة عز نظيرها، غير أن أمير الشباب، برغم صغر سنه، إلا أنه يملك فكرا مستنيراً يجسد صفات السياسي الفذ..
الجرأة بالطرح التي عكسها حديث سموه للعربية ينم على امتلاكه لوجهات نظر عميقة لعديد القضايا، ويقولها بصوت عال تجسد ثوابت الأردن الراسخة والواضحة حيال قضايا الأمة، والتي لا تقبل القسمة، ولا تخضع لمنطق المساومة.

ولا يمكن المرور على المقابلة دون الإضاءة على العفوية والتلقائية والشفافية التي يتمتع بها سموه في ردوده على عديد الأسئلة ما يعكس الصدقية والموضوعية ما جعل الجميع يستمتع بفخر واعتزاز لشاب أردني يوصل الرسائل واضحة وحاسمة ومباشرة لقلوب الجميع دون تصنع أو تكلف، وهذه من الصفات الحميدة يتحلى بها الحسين جعلته يحظى بقبول الجميع دونما استئذاناً...

الاشتباك الإيجابي مع الملفات المحلية بكل هذه المعرفة بالتفاصيل الدقيقة ونهج المتابعة الحثيثة والتركيز على الدقة في التنفيذ تعكس صفات المسؤول المتمكن القادر على متابعة، وتنفذ مهامه على أكمل وجه وبأفضل صورة التقطناها في حديث سموه عن الكثير منها برؤية قويمة لا ترضى إلا بالإنجاز نهج عمل..
المقاربات المنطقية والواقعية للتحديات والأزمات التي تعصف بالمنطقة والإقليم وارتداداتها على العالم كانت حاضرة في فكر سموه النير القائم على وضع اليد على الجرح واجتراح الحلول لتجاوزها بأمن وسلام وبما فيه خير شعوب المنطقة والعالم، وهذا جوهر السياسة الخارجية الأردنية..
يطول الحديث والإبحار في المفاصل الهامة والشيقة في مقابلة سمو ولي العهد مع قناة العربية، غير أن الثابت الوحيد أنه حديث متميز وحكيم بالمقاييس كلها جسد أنموذج الشباب الأردني صاحب العزيمة والإرادة والتفرد، برغم ثقال التحديات التي تواجهه بما يعكس حقيقة الأردني الذي لا يرضى إلا أن يكون مختلفاً ومبهراً أينما حل...
إجمالا، لا يختلف اثنان على أن جميع من استمع لحديث "الحسين" كان مستمتعاً وفخوراً بذات الوقت بما يحمله"الحسين" من طروحات ورؤى وحكمة وحنكة تجسد وتعكس الجوهر النفيس لمدرسة الهاشميين الحكيمة والقدوة...