إسهامات المسلمين في الحضارة العالمية

mainThumb

26-05-2024 10:46 AM

printIcon

اخبار اليوم - مع ازدياد الهجمة الشرسة الموجَّهة على أمَّة الإسلام، واتِّهام دينها دين السَّلام بالإرهاب، ووصفهم الدول الإسلامية بالجمود والتخلف والرجعية، كان لزامًا علينا أن نقوم بدورنا هنا اليوم، بأن نتحدث وننشر الحقيقة لا أن نسكت ونقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الادعاءات الباطلة، وأن نُعيد للأمة الإسلامية عزَّتها ومكانتها بين الأمم، بل ونُذكِّر العالم بما قدَّمته الحضارة الإسلامية للإنسانية من قِيَم واختاراعات واكتشافات في شتى المجالات، فلمَ لا فنحن كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.

 

إسهامات المسلمين في الحضارة العالمية في ميدان التعليم في ميدان التعليم بوجه عام طبَّق المسلمون تعاليم ديننا الحنيف في حثِّه على التعلُّمِ والتعليم في حياتهم، فنجد علماء المسلمين قد التزموا بآداب وأخلاقيات البحث العلمي في كتبهم وأبحاثهم، وشجعوا الرحلات العلمية والسفر للبحث والاكتشاف، ووثّقوا ذلك كله في كتبهم ومخطوطاتهم، ومن جهة أخرى ابتكر المسلمون قواعد المنهج العلمي التجريبي الذي ما زال العلم المعاصر يسير وفقه الآن، وهو البحث باستخدام الأدلة التجريبية للوصول إلى المعرفة، وأول هذه القواعد هي المشاهدة والملاحظة، ثم القياس، ثم فرض النظريات، ثم استخلاص النتائج ونذكر أيضًا أنَّ أول جامعة أُسست في العالم هي جامعة القرويين، في مدينة فاس في المغرب.

 

في ميدان الطب ومن منطلق العمل بحديث نبينا المعلِّم محمد صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل اللهُ داءً إلا أنزل له شفاءً)، كان للمسلمين دور كبير في مجال الطب، وجاءت تعاليم الإسلام تحثُّ المسلم أن يحرص على الطهارة والنظافة في كافَّة شؤونه، وغيرها من التعاليم التي تشمل صحة الإنسان وسلامته، ومن ذلك استخدام الحجر الصحيّ للأمراض المعدية الذي يطبِّقه العالم اليوم بعد قرون، والذي أقرَّه نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- الطبيب الأول للمسلمين.

 

ولعلَّ من أعظم وأجلِّ إسهامات المسلمين في الحضارة العالمية في ميدان الصحة خاصةً، أنَّهم أوَّل من أسس المستشفيات في العالم، ففي عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان أُسس أول مشفى كان ملجأ لمرضى الجذام فقط، ثم بدأ المسلمون بإنشاء العديد من المستشفيات بعدها، وقد أُطلق عليها اسم (البيمارستانات) أي: دور المرضى.

 

ومن أبرز أطباء المسلمين الذين خلَّدهم التاريخ على سبيل المثال لا الحصر؛ أبو بكر الرازي، العالِم الطبيب الذي ألَّف الكتاب الشهير في الشرق والغرب وهو "الحاوي" وقد تضمن كل ما هو معروف في الطب جمعه في ثلاثين مجلدًا، مع رواياته عن تجاربه وملاحظاته، ومن كتبه أيضًا: (المنصوري)، و(الأعصاب) و(الطب الملوكي)، وغيرها من الكتب، وابن سينا، المُلقَّب ​​بأمير الأطباء، حيث ألَّف الكتاب الطبي الأكثر تأثيرًا على مدى سبعة قرون وهو(القانون في الطب)، وأيضًا من الأسماء التي لَمعت في العصر الذهبي الإسلامي الجرّاح الكبير أبي القاسم الزهراوي، وابن النفيس، والبيروني، والطبري، وغيرهم الكثير من علماء المسلمين.

 

في ميدان الصناعة كانت الأندلس الجسر الأهم في عملية انتقال الحضارة الإسلامية إلى أوروبا، وكانت كذلك من أغنى الدول الأوروبية فهي مركز الصناعة في ذلك الوقت، وذلك لعوامل الكثافة السكانية العالية، واشتهارها بصناعة الورق، وإنتاج الحرير والفخّار ونسج الصوف وصناعة المجوهرات والكثير الكثير من التحف والآثار.

 

في ميدان العلوم وأما في هذا الميدان برَعَ علماء المسلمين في شتى العلوم، فأثاروا الإعجاب والدهشة لدى علماء الغرب، وقد أشادوا بفضل علماء المسلمين والعرب ومآثرهم الرياضية على العالم، فقد تطورت العلوم الرياضية تطوراً سريعاً على أيدي علماء الإسلام الذين سجلوا ابتكارات رياضية مهمة في حقول الحساب والجبر والمثلثات والهندسة، كالخوارزمي الملقَّب بأبي الحاسوب، لِما له من إسهامات في هذا العلم، فكان بارعًا بعلم الحساب والجبر والمثلثات وقد سُميت الخوازميات بذلك نسبةً له، والتي ابتكرها في القرن التاسع الميلادي، وقد استخدمت الخوارزميات في الحواسيب والرياضيات والتي تمت ترجمتها للغة الإنجليزية، فجميع مؤلفاته لها من القدر والمكانة ليتم تدريسها والاعتماد عليها كمراجع حتى يومنا هذا، ولعلّ من أشهرها (حساب الجبر والمقابلة)، وأسماء لا تعدُّ ولا تحصى لعلماء المسلمين وإسهاماتهم في مختلف الميادين، كالجغرافيا، ورسم الخرائط، والعمارة، والفنون، والفلك، وغيرها التي ساهمت في صناعة ما نحن عليه الآن من تقدم وتطور.