فؤاد الشوبكي.. (83 عاما) ولم أتعب، لم أنكسر..
أنا هنا، في يديّ قيد، لكنني ألوح بشارة النصر، وبقدميّ قيد، لكنني أمضي إلى فلسطين الحرة، حراً.
فؤاد الشوبكي.. اسمٌ دُوِن في سجلات الثورة، حالة نضالية لا يمكن أن تُركن جانباً أو لا تتسيد، حين تُذكر سجون الاحتلال والحركة الأسيرة.
محملاً ومحتملاً أمراضه وأوجاعه الجسدية، أمضى الشوبكي 17 عاماً في سجون الاحتلال، ليتحرر عائداً إلى حضن أبنائه وعائلته التي كبرت وامتدت في غيابه، وفقدت من فقدت.
طوال الـ17 عاماً الماضية، اقترن اسم فؤاد الشوبكي بألقاب متعددة، أبرزها: شيخ الأسرى، وربان سفينة الأسرى، فهو الوالد وصاحب المشورة وخبرة الحياة التي يلجأ إليها الأسرى.
لا يستوعب العقل البشري أن يقوم أحد بحبس رجلٍ في سن الـ83، ذلك أنه في هذا العمر، وفي أقل منه، بحاجة إلى رعاية يومية حثيثة من قبل أهل بيته، صحيا وجسديا ونفسيا، وخزي الاحتلال وعاره لا يتمثلان فقط في اعتقال مسنٍ في هذا الكِبَر، إنما في عدد سنوات الاعتقال الـ(17 عاماً!).
نجله محمد الشوبكي، قال "مر والدي بمراحل عدة صعبة، خلال 17 عاماً من اعتقاله، تمثلت في إصابته بفيروس كورونا، ثم تعرضه لحادث سير خلال نقله في البوسطة، وإلى قص جزء من عضلة البطن في خطأ طبي متعمد خلال إجرائه عملية في المعدة، والعديد من الأوجاع والأمراض التي تصيب أياً كان في سنه، لكن أكثرها إيلاماً كانت فقدان والدتي في عام 2011".
وأضاف: تزوج أربعة من أبنائه الستة خلال فترة وجوده في سجون الاحتلال، واليوم لديه تسعة أحفاد لم يرهم في حياته.
وتابع: كان والدي، والد الأسرى، مأوى استشاراتهم الخاصة، يساندهم ويساعدهم في التخطيط لحياتهم العملية، سواء في داخل أسوار السجن أو خارجه بعد تحررهم، حاملاً همومهم في كل السجون التي تنقل فيها، من عوفر إلى عسقلان إلى هداريم إلى النقب، كما كان خارج السجن رجل إصلاحٍ مشهودا له، وكان بيته في غزة، كما غرفته في السجن، بيت الكل والحب.
وأضاف: أوصانا بأخذه لحظة تحرره إلى ضريح الشهيد ياسر عرفات، وضريح والدتي.
الأسير فؤاد حجازي محمد الشوبكي: وُلد في 12 مارس 1940 في غزة في حي التفاح، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة.
•يُعدّ الأسير الأكبر سنّاً في سجون الاحتلال، ويعاني من مشاكل صحية مزمنة، وفي السنوات القليلة الماضية، أصبح يعتمد على رفاقه الأسرى في تلبية احتياجاته.
•هو سياسي وعسكري فلسطيني برتبة لواء، وأحد أعضاء حركة فتح، وكان الشوبكي مسؤولًا عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وانضم الشوبكي إلى حركة فتح، وتنقّل معها إلى الأردن ولبنان، وسوريا وتونس.
•في 3 يناير 2002، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية أسماها عملية سفينة نوح، بهدف إيقاف سفينة "كارين A" في البحر الأحمر والسيطرة عليها، وادّعت أن السفينة تحمل معدّات عسكرية للفلسطينيين، واتّهم الاحتلال، الشوبكي؛ بالمسؤولية المباشرة، واعتبرته العقل المُدبّر في تمويل سفينة الأسلحة وتهريبها.
•اختطفت قوات الاحتلال الشوبكي بتاريخ 14 مارس 2006، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لـ(20) عاماً، ولاحقاً تم تخفيضها إلى (17).
•يعاني الأسير الشوبكي من مشاكل صحية عديدة، في عينيه، ومعدته، وفي القلب، ومرض ارتفاع ضغط الدم.
وفا