أخبار اليوم – صفوت الحنيني - "كلها يومين وبنرجع" جملة اختصرت معاناة الفلسطينيين في الأيام الأولى من احتلال وطنهم عام 1948 على يد العصابات الصهيونية، ذلك اليومان أصبحا 76 عاماً من الظلم ومُثلها من المقاومة.
قتلُ وتهجير واستيطان، وأكثر من 134 ألف شهيد منذ ذلك العام المشؤوم راحوا ضحية الحرية، بالإضافة لأكثر من 8 ملايين لاجئ يحلمون بالعودة إلى أراضيهم المسلوبة.
كيف احتلت فلسطين؟
وفي مثل هذا اليوم أعلنت العصابات الصهيونية أعلنت قيام دولتها تحت مُسمى "إسرائيل" على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، والتي تمددت مع مرور السنوات حتى يومنا هذا.
الاستعمار البريطاني دعم دولة الاحتلال تنفيذا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 الذي نص على تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، والدور الاستعماري في اتخاذ قرار التقسيم، ثم جاءت النكسة وتوسع الاستعمار والتهجير، وسيطر الاحتلال على أكثر من 85% من مساحة فلسطين.
في ذكراها نعيش "نكبة" جديدة
المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة قال أن المناخات السياسية الحالية تُشير إلى أننا نعيش في نكبة جديدة، معارك على الأرض وتغيير ديموغرافي كلها عوامل تؤكد ذلك.
وأوضح السبايلة في حديثه لـ "أخبار اليوم" أن الإعلام في وقتنا الحالي يؤدي دوراً هاماً في تسليط الضوء وجلب التأييد للقضية الفلسطينية وإحداث ضغوطات غير مسبوقة واعتباره عاملاً إيجابياً لكسب الرأي العالمي اتجاه القضية.
المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور أيد الدكتور السبايلة في طرحه، وأكد أن كافة الممارسات "الإسرائيلية" من قتلٍ وتهجير وتدمير للبنية التحتية في مختلف مُدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
منصور أوضح أن اعتداءات المستوطنين التي لا تتوقف على أهالي الضفة الغربية هي "نُسخة أخرى " من العصابات الصهيونية التي احتلت فلسطين في عام 1948، لتشابهها في التسليح والتخريب والاعتداء المتواصل، بالإضافة إلى وجود حكومة " إسرائيلية" تدعم التطهير العرقي للفلسطينيين.
الإعلام ودوره
وفي حديثه عن الدور الإعلامي، لفت منصور أن بعض وسائل الإعلام تحاول منع وصول هذه الجرائم لمستوى النكبة والتهجير، وذلك بسبب التضامن الذي يشهده الشارع العالمي من مظاهرات بكافة المدن الأوروبية والأميركية، وعلى رأسها الاعتصامات الطُلابية داخل الجامعات.
وأكد منصور أن ضمان استمرار هذه المظاهرات غير مؤكد، وهو ما تريده وسائل الإعلام حتى تصل الضفة الغربية التي تعاني فقراً شديداً وعدم توافر أي مقومة من مقومات الحياة بالإضافة لاستمرار دمار قطاع غزة ذلك يؤدي إلى نكبة جديدة "صامتة".
نكبة جديدة بمفهوم الترانسفير
المحلل السياسي الدكتور صلاح هاني بيّن أن ما يحصل الأن هو نكبة جديدة بمفهوم الترانسفير الذي يحاول الكيان الصهيوني أن يُمرره كما فعل في عام النكبة، من خلال آلة الحصار والتجويع التي أثبتت فشلها بشكلٍ واضح في قطاع غزة.
هاني علل فشل هذه السياسة "الإسرائيلية" بالصحوة الفكرية العالمية التي أيقنت بعدالة القضية الفلسطينية بالإضافة لصمود المقاومة والشعب الفلسطيني في كافة المحافظات.
المجتمع الدولي كان قد رفض هذه الممارسات والمخططات من خلال الحشد الإعلامي العصري من مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية الذي كان لها الدور الأبرز في إظهارها والتعريف بالقضية عكس عام 1948 الذي غاب فيه الإعلام المؤثر وانتصار الرواية الإسرائيلية الأمريكية الممتلكة للأقلام والآلة الحربية.