أًخبار اليوم - صفوت الحنيني -في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال في "إبادة" الغزيّين ومواصلته بمعية مستوطنينه الاعتداء على أهالي الضفة العربية وقراها، أطلت الملكة رانيا العبدالله بخطابٍ أغاظ مسؤولي حكومة الاحتلال وصناع القرار فيها بما في ذلك الصحفيين والكتاب.
الملكة رانيا هو النموذج الذي لا يرغب الاحتلال برؤيته في المحافل الدولية من خلال وسائل الإعلام، وذلك لما تتمتع فيه من ثقافة ومعرفة ورزانة في الحديث الذي يتناقض كُلياً مع الرواية "الإسرائيلية" في الحرب على غزة.
ظهورها إعلامياً "يُربك" الاحتلال
المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور قال أن ظهور الملكة رانيا في الندوات والمنصات العالمية ذات الانتشار الكبير، يُربك حسابات قادة الاحتلال، الذين يحاولون يوماً بعد آخر إيصال روايتهم المغلوطة للعالم، نظراً للموقف الثابت والمنطقي والمدروس لجلالتها وما تتمتع به من حضور عالمي وثقة لدى الشعوب الذين يعتبرون خطابها أكثر واقعية وحقيقة من الآخرين لما عرف عنها في هذه الجوانب ودورها الإنساني على مستوى العالم، وما تملكه من علم ومعرفة استطاعت توظيف هذه القدرات في نقل الحقيقة دون مجاملة، بالإضافة لقدرتها على الحديث باللغة الإنجليزية بطلاقة.
منصور أوضح في حديثه لـ "أخبار اليوم " أن المُقابلات التي تُجريها الملكة تُشكل تحدياً للرواية " الإسرائيلية" وذلك لتمثيلها النقيض من الرواية، وحملها الرأي العربي والإنساني بكافة أطيافه وشعوبه من الفلسطينيين والأردنيين والشعوب العربية أجمع.
حضور مُفاجئ
وفي السياق ذاته بيّن منصور أن ظهور الملكة ما زال يفاجئ حكومة الاحتلال في كل مرة ودورها في التأثير العالمي ودحض الرواية الإسرائيلية، بعد أن أيقنوا أن هذه المحافل ذات التأثير الكبير حكراً لهم ولدعم آرائهم السياسية من خلال سيطرتهم على غالبيتها من وسائل الإعلام، الأمر الذي استدعاهم لشن حملات إعلامية مضادة اتجاهها، وعلى الدولة الأردنية.
وأكمل عصمت حديثه أن "الإسرائيليين" يفضلون مواجهة الأعداء الذين من الممكن أن تُلصق فيهم تهمة " المتطرفين" والتخلف، ولكن عندما يكون الخصم مثقفاً وصاحب حضور عالمي مشهود له، وثبات في المواقف والحق أيضا، لذلك هم لا يحبذون مواجهة هذه النخب التي تمتلك درجة عالية من التأثير لكونه يهدد روايتهم المزعومة، ويؤدي إلى إفشالها، ويحاولون بشتى الطرق إسكات مثل هذه الأصوات بمختلف الوسائل وقيادة حملات تشويه عالمية، ويشارك بها بعض الذين لهم مواقف مسبقة من عدالة قضايانا العربية على وجه الخصوص.
استياء عربي
عربياً، عبّر منصور عن عدم استغرابه بوجود أصوات لا يُعجبها تصريحات الملكة رانيا لأسباب مختلفة منها السياسية و الإيدلوجية من خلال اقتطاع المقابلات التلفزيونية واعتمادها على أنها الرأي الكامل للملكة، فيما يحاول البعض تشويه الصورة الحقيقية للخطاب؛ نظراً للتناقض المستمر مع السياسات الأردنية في المواقف الدولية.
وأكد أن بعض الجهات الأيدلوجية لا يروقها أن يكون النموذج المُعبّر عن الشعب الأردني والفلسطيني والعربي بهذه المواصفات.
منصور ختم حديثه لـ "أخبار اليوم" معبراً عن رأيه بتأييده لتصريحات الملكة رانيا، وأن هذه المواصفات التي تمتلكها الملكة رانيا هي التي يجب أن تتحدث أمام الإعلام والمنصات الأكثر انتشارا عالميا لردع رواية الاحتلال فحضورها العالمي مؤثر جدا وله وقع كبير لدى الشارع العالمي الذين ينظرون إليها بكل تقدير واحترام ويثقون دوما بطروحات جلالتها.