اخبار اليوم - لم تتوقع الشابة الفلسطينية ريم حمدقة، أن تكون الناجية الوحيدة بين أفراد عائلتها الذين كانوا متواجدين في منزل خالها بمدينة غزة أثناء تعرضه لقصف إسرائيلي عنيف في الثاني من مارس/ آذار الماضي.
تستذكر حمدقة وهي تجلس على كرسي متحرك بفعل الإصابة التي تعرضت لها جراء الهجوم الإسرائيلي، تلك اللحظات المأساوية التي تحمل في طياتها حكاية الفقد والصمود.
"لحظات رهيبة"
تسرد في حديثها لمراسل الأناضول تلك اللحظات التي باغت فيها الهجوم الإسرائيلي الغاشم المنزل وقضى على كل من كان فيه.
تقول: "استيقظت على صوت الحزام الناري (قصف متسلسل)، وكان كل شيء يتساقط حولي، وبقيت تحت الأنقاض لساعتين حتى تم إنقاذي".
وتضيف: "كانت الساعة حينها 11:00 ليلاً عندما باغتت الطائرات الحربية الإسرائيلية المنطقة بحزام نازي وقصف العديد من المنازل دون سابق إنذار".
تصف حمدقة تلك اللحظات التي عاشتها بأنها "رهيبة"، حيث كانت تحت الأنقاض، قبل أن يتمكن شقيقها وابن خالها من إنقاذها لوحدها.
وبهذا القصف فقدت الشابة والديها وعدد من أفراد عائلتها، ولم يتمكنوا من إخراج أحدٍ من تحت الأنقاض باستثناء خالها ونجليه والذين ظلا ينزفان حتى استشهدا لتكون هي الناجية الوحيدة.
انتقلت ريم وشقيقها إلى منزل ثانٍ للاحتماء فيه، وكانت الدبابات الإسرائيلية تحاصر المكان بالكامل، وحين تجمع أفراد العائلة في غرفة واحدة قُصفت الغرفة بقذائف حارقة اشتعلت فيها النيران، وسقط أحد الأعمدة على شقيقتها وأبنائها أنس (5 سنوات) ومريم (8 سنوات).
وتضيف: "حُوصرنا 18 ساعة ثم خاطرنا بأنفسنا وخرجنا من المنزل قبل أن تقوم الدبابات الإسرائيلية بتجريفه".
تشير إلى أنها نقلت إلى خارج المنطقة بواسطة عربة يجرها حمار، بسبب عدم قدرتي على المشي، وكان برفقتها أبناء أختها.
نزحت ريم مرة أخرى، ولكن هذه المرة إلى خارج مدينة غزة وفي ظروف صعبة وأكثر تعقيداً بسبب الإصابة التي ألزمتها البقاء على ظهرها لعدم قدرتها على التحرك.
جرى نقلها مع جثامين الشهداء في مكان واحد، حتى يتمكن الإسعاف من إخراجها إلى مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لتلقي العلاج.
إمكانات محدودة
ومع التحديات التي تواجه فرص العلاج بسبب نقص الموارد الطبية في قطاع غزة، تصف ريم صعوبة الحصول على العلاج اللازم لها ولإصابتها، حيث أن الإمكانيات كانت محدودة والعلاج اللازم كان غير متوفر.
وبعد تشخيص حالتها، تم الاتفاق على ضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة خارج البلاد، لكن معاناتها لم تنته بعد، حيث تنتظر منذ شهرين تحويلها للعلاج في الخارج.
تستبعد ريم أن تغادر القطاع في وقت قريب للعلاج في الخارج، وتقول: "لا يلوح أي بوادر أمل تشير إلى أنني سأغادر".
وبعد فقدانها أفراد عائلتها وقطتها الأليفة، تناشد حمدقة المؤسسات الدولية لتقديم المساعدة لها ولغيرها من الجرحى والمصابين في ظل الأوضاع الصعبة التي يمرون بها.
وتضيف: "لم أتوقع أن أفقد قطتي وجميع أفراد عائلتي معا، لم يبق لي إلا شقيقتان متزوجتان في رفح، لقد أصبحت وحيدة الآن".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت نحو 113 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.