هل سمعتم يوما عن انتخابات في نقابات العمال؟
و هل سمعتم يوما عن مرشح ناجح ومرشح فاشل وخاسر؟
و هل سمعتم يوما عن اعلان لموعد انتخابات نقابية، وقوائم ومرشحين وبرامج انتخابية؟ و ماذا تعرفون عن النقابات العمالية؟ و من هم رؤساء النقابات؟ و كيف يتم اختيارهم وانتخابهم؟
و لماذا لا يستبدلون ويتغيرون وفقا لقواعد العمل الديمقراطي النقابي؟
و لو عدنا الى ارشيف النقابات العمالية، وعددها حوالي 12 نقابة، من اول تأسيسها تناوب على رئاستها نقيب او اثنان، ولا يغادر رئاسة النقابة الا بالموت أو تحت ظروف تجلب الشبهات.
وأين مقر اتحادات نقابات العمال، وأين مقر النقابات العمالية؟ و ما قرأناه في الاعلام عن النقابات العمالية خطير. و لا يؤسس ويبشر بالاصلاح النقابي في الاردن.
و لا يشكل واقع الحال القائم والموروث في النقابات العمالية مدخلا لتطوير الحياة السياسية، ومداخل ومخارج تحديث المنظومة السياسية.
و لا اعرف، ثمة حاجة وحاجة ملحة سياسيا، وقبل الشروع في البناء الحزبي، فلا بد من مقاربة لاصلاح النقابات العمالية والمهنية اولا. و دعوات الاصلاح والتحديث السياسي لا اظن انها تتجزأ وتوزع بالقطعة على المشهد العام.
و فيما يقتطع ويتجزأ من مؤسسات نقابية اصلاحها اولوية ومدخل لتطوير وتطويع مضامنين ومفاهيم الاصلاح السياسي المطلوب اردنيا.
واذا لم يأخذ بالاعتبار في مراتب الاصلاح السياسي « نقابات عمالية» تمثل مليون اردني. و نقابات العمال اطرحها كمثال على ازمة العمل السياسي والنقابي في الاردن.
و اعرف ان هناك اطرا نقابية من داخل البيت العمالي، قادوا وحاولوا احداث اصلاحات نقابية، وتعرضوا الى اقصاء واستبعاد، وهوجموا، وهم للقاصي والداني معلومون ومشروعهم الاصلاحي العمالي اجهض وادخل الى غرف الانعاش والموتى. كم اتمنى ان نسمع صوت العمال في الاردن، ونسمع صوتهم في اطر نقابية تنتخب بنزاهة وعدالة.
و صراحة، لا يستقيم جذر الاصلاح السياسي ومشروع التحديث دون العمال ونقاباتهم. ما يحصل في نقابات العمال يغضب وجه الله اولا، ويغضب اي اردني قلبه وعقله على وطنه، ويسعى الى اصلاح وتطوير وتحديث سياسي اردني.
فليس عدلا، ان يخلد رئيس نقابة عمالية نصف قرن واكثر في رئاستها. وهذا يغضب اي ديمقراطي اردني، واي اردني مؤمن بالتمثيل النقابي النزيه والعادل، ويحترمه!
و ليس عدلا، ولا يمت بالعمل النقابي والسياسي الاصلاحي بصلة ما يجري في النقابات العمالية.
و لا ادري كيف تنضج وتكتمل الديمقراطية الاردنية؟