أكد العين فاضل الحمود أهمية نبذ التحريض على الكراهية، وترسيخِ ثقافة المحبة والرحمة و السلام النابعة من تعاليم وأبجديات الدين الإسلامي الحنيف للتصدي لمعوّقات السلام في العالم المعاصر؛ بسبب الأوضاعِ الراهنة التي تتعرض لها المنطقة .
جاء ذلك خلال رعايته، اليوم الثلاثاء، في عمّان، مندوبًا عن رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، افتتاح مؤتمر السلام والإنسانية العالمي، الذي يقام على مدار 3 أيام، بمشاركة عربية واسعة، وبتنظيم من جمعية سيدات الشوبك الخيرية.
وأكد الحمود في كلمته، أهمية توطيد العلاقات العربية الدولية، وفتح فضاءات التعاونِ بين الشعوب، وقطع أواصر التعصب والعنف؛ لتأسيس البيئة الخصبة للأجيال القادمة، وليبقى السعي، مستدامًا، باتجاه المستقبل الأجمل، ويكون الجميع شركاء في هذا الاتجاه.
وبيّن العين الحمود، ضرورة الانطلاق من الأسرة، التي هي نواة المجتمع لبناء مجتمع محب للسلام، لافتًا إلى أهمية دور الأم الأساسي في زرع معاني الحرية والسلام ونبذ الكراهية لدى أبنائها، وإلى أهمية المشاركة للمرأة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمشاركة الفاعلة لها، في كل الميادين، للعمل يدًا بيد مع الرجل للوصول لمجتمع السلام والإنسانية.
وأشار إلى رسالة عمان، التي كان جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب فكرتها، "والداعية لإرساء دعائم المحبة والسلام حتى أصبحت نهجًا مكتمل الأركان، فكانت بملخصها ومحاورها، مدعاة للخير ومنارة للتسامح وقبول الآخر، وأزالت بنورها غمائم الشكوك، ودحضت آراء الشر، ولظمت عِقد الإخاء وعلّقته على صدر السلام".
من جانبها قالت رئيسة المؤتمر الدكتورة بسمة الهباهبة، إن المؤتمر يعقد في ظروف حرجة تعيشها معظم الشعوب العالمية، من أزمات اقتصادية حادة وحروب وتهجير ونقص في الإمدادات الغذائية.
وأضافت أن تنظيم المؤتمر في هذا الوقت تحديدًا، للتأكيد على حاجة المجتمعات المعاصرة إلى التعايش السلمي، كونه مفتاح الأمان وبناء الإنسان سياسيا وثقافيا، واقتصاديا واجتماعيا، حتى ينعم المجتمع الإنساني بقدر كبير من التفاهم والتضامن بين الأفراد والشعوب، ونبذ العنف والكراهية ودحض كل مسببات الفتن والحروب.
وقدم عدد من رؤساء الوفود المشاركة كلمات بيّنوا فيها أن الأردن يلعب دورا مهما في السلام في المنطقة؛ فهو البلد الذي كان دوما سبّاقا في مساعي السلام والدعوة للإنسانية بقيادته الهاشمية الحكيمة، مؤكدين أن جلالة الملك عبدالله الثاني له موقف ثابت في كل المحافل الدولية، وهو أن الحل الوحيد لحل النزاعات الدولية هو السلام فقط.
ويهدف المؤتمر لترسيخ ثقافة السلام والتعايش السلمي على المستويين الوطني والعالمي، والعمل في مجالات السلام والجوانب الإنسانية كافة، ودعم العملية الديمقراطية ونشر مبادرات السلام والإنسانية وضمان التنمية المستدامة والتعاون مع المنظمات الوطنية والمنظمات الدولية، ووكالاتها المتخصصة في النواحي الإنسانية، والتعاون في تقديم المساعدات والاستشارات الحقوقية والقانونية والطبية والإنسانية للمتضررين من الكوارث والحروب.
وتتصدر المرأة محاور المؤتمر، ودورها الريادي في نشر ثقافة السلام، عبر 4 مواضيع هي: تمكين المرأة والأسرة، المرأة ودورها مع الرجل لتقويم البناء الأسري، بناء مجتمع نموذجي وحضاري ونماذج نسائية من الواقع العربي المعاصر.
(بترا)