كتب : د. محمد عبدالكريم الزيود
سأقول شيئا ، لم أستطع أن أصمت ، لأن الصمت خيانة في حق الوطن والذود عنه ولو بالكلمة ، سأقول لتلك الصبية الغاضبة في الرابية والتي شتمت الأمن العام : يا صهاينة !!!
تخيلوا يقال بحق هؤلاء الضباط والجنود المرابطين قبل الإفطار منذ بدء رمضان ويفطرون على الرصيف ، يشتمون ويبقون صامتون !!!
ومؤسسة الأمن العام مثل مؤسسة الجيش ، بُنيت على قيم الطهر والكبرياء والفخر والشهادة .. الذين عرفتهم ساحات المعارك وعرفتهم فلسطين والكرامة ، وكان رصاصهم دوما نحو نحور أعدائهم ، وما كانت مدافعهم ضد أبناء بلدهم يوما ، بل ذادوا عنهم وقدموا قوافل من الشهداء والدم لقاء أن تبقى بلادنا حرة وطاهرة من كل دنس .
والله أنهم ليسوا " صهاينة " وأنهم من نسل الأردنيين الأطهار ، أحرار من ظهور أحرار ، دفعنا زينة شبابنا عندما حاول طغمة الثوار أن يمارسوا " زعرنتهم" في شوارع عمان ، وهم مثلكم اليوم ، كانوا ينادوا بتحرير عمان قبل القدس ، واليوم تعاد الشعارات نفسها عمان قبل غزة .
هؤلاء ليسوا " صهاينة " لكن يا عيب العيب ، ينطلق هذا الكلام من امرأة تحتمي وتستنجد بالأمن إن مسّها كائن من كان ، ولربما قدم ضابط الأمن العام روحه في سبيل حمايتها وحماية أهلها.
قولي لي من أكثر من الأردنيين من قدم لغزة وفلسطين ،فالجيش العربي أرسل المستشفيات الميدانية والمحطات الجراحية ، وقوافل الأدوية والأغذية والمساعدات لم تنقطع ، والإنزالات الجوية التي رأيت أهل غزة كيف يفرحون للطائرات الأردنية وهي تجلب لهم الغيث والخير ..
أهل غزة لم يستفيدوا من صراخ الرابية والكالوتي والشوو والخطابات شيئا .. وأنها مجرد مراهقات في الساحات .
يحق لنا كأردنيين أن نشعر بالقلق ومن إنحدار لغة المعتصمين وثوار اللحظة الباحثين عن قنص الفرصة ، ولكن لن نسمح كأردنيين أن يشتم أبنائنا وأن تهان كرامتهم -لا سمح الله - من فئة العابثين بمستقبل بلادنا .
حمى الله بلادنا