أخبار اليوم - على وقع الانتقادات العلنية المتصاعدة بين واشنطن وتل أبيب، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل سترسل فريقا إلى واشنطن لمناقشة الهجوم البري على رفح، وذلك خلال المكالمة الهاتفية الجديدة التي جرت بين بايدن ونتنياهو.
وكان آخر اتصال بين الرجلين في منتصف فبراير الماضي، بدأت بعدها التوترات بينهما على خلفية تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتلويح نتنياهو المتكرر باجتياح مدينة رفح.
البيت الأبيض قال إن اتصال بايدن ونتنياهو بحث آخر التطورات في إسرائيل وغزة، والوضع في رفح، وجهود زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وحسب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، أعرب بايدن لنتنياهو عن قلقه العميق إزاء خطط هجوم بري في رفح، وأكد له أن إسرائيل لن تشنّ هذه العملية، قبل الاجتماع مع الإدارة الأميركية في واشنطن، لمناقشة هذه القضية.
وقال سوليفان: "الرئيس بايدن أوضح لما هو قلق بشأن قيادة إسرائيل لعملية عسكرية كبيرة في رفح كالتي قادتها في خان يونس ومدينة غزة، وإسرائيل لم تقدم لنا وللعالم خطة بشأن نقل المدنيين إلى مناطق آمنة وتوفير الغذاء لهم إضافة إلى خدمات أخرى. وقد طلب بايدن من نتنياهو إرسال فريق خبراء سياسييين وعسكريين إلى واشنطن لبحث خطة رفح ومناقشة مقاربة بديلة تستهدف قيادات حماس إلى جانب تأمين الحدود مع مصر".
كما اعتبر مستشارُ الأمن القومي الأميركي أنّ التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار أصعبُ منالا مما كان متوقعًا، مشيرا إلى أن هدنة لمدة 6 أسابيع كانت ممكنة لو أنّ حماس أطلقت النساء والمصابين وكبار السن من المحتجزين الإسرائيليين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال إنه بحث مع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال اتصال هاتفي هو الأول منذ شهر، آخر تطورات الحرب بما في ذلك التزام إسرائيل بتحقيق أهداف الحرب بأكملها والتي تشمل القضاء على حماس والإفراج عن المحتجزين.
ويرى مراقبون أن بايدن بدأ صبره ينفذ ويريد الضغط على نتنياهو بشأن كيفية إنهاء الحرب على غزة. فالحرب التي لا تزال أوزارها مشتعلة منذ 5 أشهر ونيف، دخلت في مرحلة الإحباط داخل البيت الأبيض كما يرى متابعون، لا سيما بعد رفض نتنياهو كل الطلبات التي طرحتها إدارة بايدن في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالحرب في غزة، والوضع في الضفة الغربية، حتى تصاعدت إلى حد دعوة زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل.
ويشير المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية جوناثن واتشيل في حوار له لبرنامج "أميركا اليوم" على "سكاي نيوز عربية" إلى وجود نوع من التباطؤ في نسق الحرب جنوبي غزة.
تعرض الحكومة الإسرائيلية إلى الضغط لإبطاء عملية الدخول إلى رفح حتى الآن.
وجود ضغوط في الداخل الأميركي وحرص جو بايدن الحصول على مزيد دعم الناخبين ليتم انتخابه لولاية ثانية.
على حماس أن لا تبقى في السلطة لتفادي تكرار أي هجوم أو تهديد للمنطقة وضمان حل الدولتين.
منهجية حماس يغلب عليها الطابع الأيديولوجي للإخوان تحت غطاء المقاومة.
تمتع حماس بالدعم الكبير داخل قطاع غزة.
وجود انقسام داخلي ضمن الحزب الديمقراطي فيما يتعلق مسألة مساندة إسرائيل.
إجماع الأغلبية على إخراج حماس من السلطة في غزة تخوفا من العودة إلى ما حصل في أحداث 7 من أكتوبر مرة أخرى.
لا يمكن النظر في مسألة حل الدولتين ما لم يتم إقصاء حماس من السلطة.
وجود تعاطف كبير تجاه الفلسطينيين داخل الولايات المتحدة من خلال ما يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي و"تيك توك" و الدعوة لوقف إطلاق النار.
على بايدن الضغط على نتنياهو لإنهاء الصراع لضمان عودته للبيت الأبيض.
أميركا وإسرائيل.. حسابات الربح والخسارة
لم تكن تصريحات تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ وأهم مسؤول يهودي في واشنطن إلا حلقة جديدة من خلافات بين ديمقراطيين وإسرائيل منذ 7 أكتوبر.
فرغم خطابات الرئيس بايدن الموالية والداعمة لإسرائيل منذ بداية الحرب، إلا أن اختلاف رؤية الإدارة الحالية وحكومة نتنياهو للحل النهائي تسبب في خلاف لا يُعرف إلى أي حد سيصل وإلى متى سيستمر، بينما تبقى للانتخابات أقل من 8 أشهر، فيما انتقد ترامب سياسة بايدن تجاه إسرائيل واتهمه بالتخلي عن نتنياهو.
مواقف النواب الأميركيين
ترامب انتقد نتنياهو لعدم استعداده لهجوم 7 أكتوبر.
ترامب أثنى على حزب الله اللبناني واصفا إياه بأنه "ذكي جدا" لقدراته الاستخباراتية.
ترامب تعهد بمنع داعمي حماس من دخول الولايات المتحدة وانتقد سياسة بايدن تجاه إسرائيل.
حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسنتيس دعا إسرائيل لاستخدام القوة الساحقة للقضاء على حماس.
النائبة الجمهورية نيكي هيلي شددت على ضرورة الوقوف مع إسرائيل ومساعدتها على إنهاء حماس.
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر دعا إسرائيل إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
شومر وجه أيضا انتقادات قوية لنتنياهو ووصفه بأنه عقبة في طريق السلام.