اخبار اليوم - على حليب الإبل اسم ذهب الصحراء الأبيض كونه مصدراً مهماً للتغذية في البيئات القاسية مثل الصحاري. ولكن لماذا تتم تعبئته وبيعه تجارياً، ولماذا قد يلجأ إليه المستهلك؟ فيما يلي نستعرض كل ما يجب معرفته عن حليب الإبل، مع د. نورهان محسن، طبيبة أخصائية في الصحة العامة والتغذية العلاجية، حاصلة على دبلوم الصحة العامة من المعهد العالي للصحة العامة، وعلى شهادة ESPEN الأوروبية للتغذية العلاجية، وعلى شهادة SCOPE الأميركية لتغذية مرضى السمنة والنحافة.
ما مكونات حليب الإبل؟
يُعدّ حليب الإبل مصدراً غنيّاً بالبروتينات والمعادن والأملاح، فهو غذاء كامل يحتوي على العناصر الغذائية الطبيعية الكافية للمقارنة بينه وبين حليب الأبقار الكامل الدسم. كما يحتوي على مستويات عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والمنغنيز والنحاس والصوديوم والزنك مقارنة بحليب البقر، وكمية أقل من الكوليسترول والدهون المشبعة، فضلاً عن احتوائه على فيتامين B وفيتامين C أكثر بثلاثة أضعاف، والحديد أكثر من 10 أضعاف مستواها في حليب البقر الكامل الدسم.
كما أنه مصدر جيد للدهون الصحية، مثل الأحماض الدهنية fatty acids، وحمض اللينوليك linoleic acid (Omega-6) ، والأحماض الدهنية غير المشبعة Unsaturated fatty acids. وهذا الجانب مهم بدرجة عالية، خصوصاً أن العالم يواجه ارتفاعاً مستمراً في الإصابة بأمراض شرايين القلب، وارتفاع الكوليسترول والدهون، والسمنة، والأمراض السرطانية. وحول الكوليسترول بالذات، يحتوي حليب الإبل على كمية تقل بنسبة 40% عما هو موجود في حليب البقر.
ما السعرات الحرارية والقيمة الغذائية الموجودة في كوب من حليب الإبل؟
يحتوي حليب الإبل على نسبة عالية من البروتينات، وعناصر غذائية عديدة، مثل: البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، والمنغنيز، والنحاس، والصوديوم، والزنك، ويتميز عن غيره بسبب احتوائه على كميات قليلة من الكوليسترول والدهون المشبعة الضارة كما ذكرنا.
ما الفوائد العلاجية لحليب الإبل؟
يعد حليب الأبل مفيداً للمرضى الذين يعانون من حساسية الألبان أو عدم تحمل اللاكتوز Lactose intolerance ، وهو حالة شائعة ناتجة من نقص إنزيم اللاكتازLactase enzyme، اللازم لهضم السكر الموجود في منتجات الألبان والمعروف باسم اللاكتوز Lactose، ويمكن أن يسبب نقص هذا الإنزيم الانتفاخ والإسهال وآلام البطن بعد تناول منتجات الألبان، إلا أن حليب الإبل يحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز مقارنة بحليب البقر الكامل الدسم؛ ما يجعله أكثر احتمالاً للعديد من الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز؛ إذ وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 25 شخصاً يعانون من هذه الحالة أن اثنين فقط منهم كان لديهما رد فعل خفيف عند شرب كوب واحد (250 مليلتراً) من حليب الإبل، بينما لم يتأثر الباقون.
يحتوي حليب الإبل أيضاً على تركيبة بروتين مختلفة عن حليب البقر الكامل الدسم، ويبدو أنه يمكن تحمله بشكل أفضل من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية من حليب البقر؛ إذ أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على 35 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و10.5 سنوات يعانون من حساسية حليب البقر أن 20% فقط كانوا حساسين لحليب الإبل من خلال اختبار وخز الجلد.
فوائد حليب الإبل لمرضى السكري diabetic patients
ثبت أن حليب الإبل يخفض نسبة السكر في الدم، ويحسن حساسية الأنسولين لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوعين الأول والثاني؛ بسبب احتوائه على بروتينات شبيهة بالأنسولين، التي قد تكون مسؤولة عن نشاطه المضاد لمرض السكر.
تشير الدراسات إلى أن حليب الإبل يوفر ما يعادل 52 وحدة من الأنسولين لكل 4 أكواب (لتر واحد). كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الزنك؛ ما قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
وأظهرت دراسة استمرت لمدة شهرين على 20 بالغاً مصاباً بداء السكري من النوع 2، تحسن حساسية الأنسولين بين أولئك الذين يشربون كوبين من حليب الإبل، ولكن ليس بين مجموعة حليب البقر.
وجدت دراسة أخرى أن البالغين المصابين بداء السكري من النوع الأول الذين شربوا كوبين (500 مليلتر) من حليب الإبل يومياً، إضافة إلى النظام الغذائي وممارسة الرياضة وعلاج الأنسولين، شهدوا انخفاضاً في مستويات السكر في الدم والأنسولين عن أولئك الذين لم يتناولوا حليب الإبل، منهم ثلاثة أشخاص لم يعودوا بحاجة إلى الأنسولين. وحددت الدراسة أن كوبين يومياً هي الجرعة الموصى بها من حليب الإبل لتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.
حالات مرضى اضطراب طيف التوحد Autism
مرض اضطراب طيف التوحد هو مرض عصبي ينتج منه اختلال في التواصل الاجتماعي عند المريض، وسلوكيات نمطية متكررة. وتمت دراسة حليب الإبل لمعرفة تأثيراته في الظروف السلوكية لدى الأطفال.
يدعي الناس أنه قد يساعد المصابين بالتوحد، غير أن معظم الأدلة غير مؤكدة، على الرغم من أن بعض الدراسات الصغيرة تشير إلى فوائد محتملة لتحسين سلوكيات التوحد، ولكن تعدّ هذه الدراسة غير مؤكدة وغير مثبتة.
ووجد أنه من الممكن علاج التوحد بحليب الإبل؛ إذ يؤدي إلى تحسن تدريجي في أعراض التوحد، على النحو الآتي:
يعالج مشاكل النوم والجهاز الهضمي.
يساعد في تحسين التواصل البصري بشكل ملحوظ؛ حيث تظهر الاختبارات الإدراكية والسلوكية عند المريض نتائج إيجابية، ويصبح المريض أكثر هدوءاً.
أشارت دراسة أجريت على 65 طفلاً مصاباً بالتوحد تتراوح أعمارهم بين 2 و12 عاماً إلى أن أسبوعين من شرب حليب الإبل أدى إلى تحسن سلوك الأطفال المصابين بالتوحد.
تعزيز المناعة
يحتوي حليب الإبل على مركبات يبدو أنها تحارب العديد من الكائنات الحية المسببة للأمراض، فالمكونان النشطان الرئيسيان في حليب الإبل هما اللاكتوفيرين lactoferrin والجلوبولينات المناعية immunoglobulins، وهما بروتينات قد تمنح حليب الإبل خصائصه المعززة للمناعة؛ إذ يحتوي اللاكتوفيرين على خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات ومضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، ويمنع نمو عدد من أنواع البكتيريا المسببة للعدوى الشديدة. كما أن اللاكتوفيرن يساعد في الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C.
يمكن استخدام حليب الإبل لعلاج مرض السل البكتيري الذي يصيب الرئتين. وقد أظهر فاعليته حتى في حالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. كما وجد أن حليب الإبل مضاد للالتهابات، فقد استخدم في علاج التهاب القصبات الهوائية والكحة، فضلاً عن تخفيف آلام التهابات المفاصل والعظام.
فوائد للمعدة
من فوائد حليب الإبل للمعدة أنه يستخدم في علاج الإسهال، على عكس التساؤل الشائع بأنه مسبب للإسهال؛ إذ يحتوي على مخزون عالٍ من البوتاسيوم والصوديوم، وقد أثبت قدرته على معالجة الإسهال، وخاصة الإسهال الفيروسي.
فوائد للكبد
قد تساعد العناصر الغذائية الموجودة في حليب الإبل في مقاومة الفيروسات التي تسبب أمراض الكبد. كما أنه فعال في خفض مستويات بعض إنزيمات الكبد في حال ارتفاعها، وهو ما يعد علامة على تحسن صحة الكبد.
مضاد للشيخوخة وللتأكسد
يعدّ حليب الإبل من المصادر الغنية بالكثير من المعادن والمركبات المفيدة لجسم الإنسان، من ضمنها مركب حامض الهايدروكسيل الذي يساعد في التقليل من التجاعيد ومحاربة علامات الشيخوخة في البشرة. كما يحتوي على مضادات الأكسدة، التي تحمي الجسم من عوامل تصبغات الجلد وتكون الخلايا السرطانية.
يعزز النمو الجسدي للأطفال
يساعد حليب الإبل في نمو العظام والجسم بصورة سليمة؛ لاحتوائه على البروتينات الحيوانية. فقد استخدم للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية؛ ما حسن من نموهم وصحتهم بشكل ملحوظ.
علاج لحساسية الطعام
يحتوي حليب الإبل على الغلوبولين المناعي المشابه لذاك المتواجد في حليب الأم. ووجد أن شرب حليب الإبل يساهم في التقليل من الحساسية ضد الأطعمة المختلفة، وخاصة عند الأطفال.