تقود دائرة الخدمة الوطنية في بريطانيا حملة هدفها مساعدة ملايين المرضى في مختلف أرجاء المملكة المتحدة للتخلص من مضادات الاكتئاب ومسكنات الألم.
وتحثّ الإرشادات الجديدة الأطباء العامين على التوقف عن كتابة الوصفات الطبية المتكررة لأولئك الذين باتوا يعتمدون على تلك الأدوية الشائعة.
دروس الفن بديلًا للمسكنات
وتوصي الدائرة الصحية بإرسال المرضى إلى دروس الفن أو الموسيقى أو البستنة بدلًا من وصف مسكنات الألم مثل الترامادول أو الكوديين، وذلك إضافة إلى إرسال مجموعات دعم وعيادات متنقلة لتقديم المساعدة اللازمة على التخلص من أدوية الاكتئاب والتوعية لمواجهة أعراض الانسحاب منها مثل الأرق.
كما سيتم تنبيه الصيادلة أيضًا إلى ملاحظة الأشخاص الذين يشترون أدوية تحتوي على مادة الكوديين المخدرة دون وصفة طبية.
وتشير الأرقام الجديدة إلى أن أكثر من ثمانية ملايين شخص تعاطوا أدوية مضادة للاكتئاب في إنكلترا العام الماضي، بزيادة قدرها 8% عن عام 2019.
الطب النفسي بين الأدوية والعلاج السلوكي
وتوضح المختصة في الطب النفسي نسمة نوار إلى أن التركيز بداية كان على الأمراض الجسدية وتبين مع الوقت أن بعض الأعراض الجسدية ناجمة عن مشاكل نفسية. وتقول في حديث إلى "العربي": "في البداية كان التوجه يتحدث عن وجود خلل كيميائي وعصبي في الجسم"، أي إن هناك خللًا في بعض النواقل العصبية يترتب عليه مشكلة في المزاج أو السلوك أو التفكير.
ومن هنا انطلق الطب النفسي ليصلح الخلل الكيميائي، لكن ذلك لم يكن كافيًا، فمع الأدوية لم تتحسن نوعية حياة المرضى الذين أصبحوا معتمدين على الدواء، بحسب نوار.
ويحتاج المرضى لعلاج للتشوهات في السلوك والمزاج التي أسفر عنها المرض ولذلك ظهر دور المعالج النفسي.
أهمية الأنشطة لعلاج الاكتئاب
وإذ تؤكد أن بعض الحالات قد تستطيع التخلي عن الأدوية نهائيًا، تشير المختصة في الطب النفسي إلى أن ممارسة الأنشطة الفنية والبستنة تساعد في بعض حالات الاكتئاب كونها تأخذ الشخص بعيدًا عن التركيز عن الأفكار التشاؤمية وتحسن مزاجه.
وتحذّر نوار من الاستعجال في اللجوء إلى الأدوية بسبب أعباء الحياة وتؤكد على أهمية مهارات التكيف لدى الأشخاص. وتنصح بالالتزام بالوصفة الطبية لناحية مدة العلاج بالأدوية.
وحول سبل الوقاية من التعرض للاكتئاب، تلفت نوار إلى أن القلق وسوء المزاج أمور طبيعة شرط أن لا تزداد وتؤثر على حياة الفرد، وتنصح بضرورة إيجاد مساحة للترفيه عن النفس لتفريغ الضغوط وتجديد الطاقة، والتفكير بشكل إيجابي ما ينعكس على السلوك.