العجلوني: البحث عن المعلومات الصحية عبر الإنترنت ينطوي على تحديات عديدة
انخفاض استهلاك الإناث للفواكة مقارنة بالذكور
أخبار اليوم - أظهرت نتائج دراسة وطنية جديدة أن 65% من المواطنين يبحثون بشكل استباقي عن معلومات صحية عامة في مقابل 25.3% فقط يبحثون عن معلومات صحية حول السرطان.
وبينت الدراسة التي أجراها البرنامج الأردني لسرطان الثدي وحصلت عليها «الرأي»، أنه بشكل عام تظهر الفئات العمرية الأصغر سنا، والإناث، والطبقات الاجتماعية والاقتصادية الأعلى، نمط بحث أعلى من الفئات الأخرى.
وكان البرنامج الأردني لسرطان الثدي أجرى دراستين حديثتين، بهدف فهم معدلات المعرفة والوعي الصحي والسلوكات المجتمعية المتعلقة بالصحة والسرطان والأمراض غير السارية في المجتمع الأردني، تأكيدا لنهجه بالعمل والتخطيط المعتمد على الدليل.
وبالنسبة للدراسة الأولى فقد كانت بعنوان الاتجاهات والسلوكيات المجتمعية بالمعلومات الصحية في محافظات العاصمة والمفرق والطفيلة وعجلون، باستخدام عينة ممثلة تهدف إلى تقييم معدلات المعرفة والوصول إلى المعلومة الصحية واستخدامها في المجتمعات الأردنية.
وفقاً للمسح فإن 65% من المشاركين بالدراسة يبحثون بشكل استباقي عن معلومات صحية عامة، في مقابل 25.3% فقط يبحثون عن معلومات صحية حول السرطان، حيث بينت مديرة البرنامج الأردني لسرطان الثدي الدكتورة ريم العجلوني أن البحث عن المعلومات الصحية عبر الإنترنت ينطوي على تحديات عديدة، منها أن يشعر الناس بالإحباط والقلق بشأن صحتهم وتطلب الأمر الكثير من الجهد للحصول على المعلومات المطلوبة.
وأشارت العجلوني خلال اجتماع عرض نتائج الدراستين إلى الاعتماد الكبير للمواطنين على المصادر عبر الإنترنت للحصول على المعلومات المتعلقة بالصحة العامة والسرطان.
وبينت الدراسة ان مواقع جوجل وفيسبوك ويوتيوب تُعد المصادر الأساسية عبر الإنترنت للحصول على معلومات حول الصحة العامة والسرطان، في حين أتى الأطباء ومرضى السرطان والناجون كأكثر مصادر المعلومة الصحية موثوقية حسب العينة.
واعتبرت العجلوني ان هناك حاجة مستمرة لأنشطة التوعية الشاملة والمشاركة المجتمعية الفاعلة التي تعزز الوعي المجتمعي، وتشارك المعلومات الصحية الموثوقة، وتبدد الخرافات، وتشرك المجتمع بشكل فاعل لتمكينه من تبني سلوكيات وممارسات صحية سليمة.
كما أكدت على ان الأمراض غير السارية وعلى رأسها السرطان، تشكل تحدياً صحياً كبيراً على مستوى العالم، مع ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات، وغالبا ما تواجه النساء تحديات فريدة في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية اللاتي يحتاجونها.
أما فيما يتعلق بالدراسة الثانية فقد كانت بعنوان الأمراض غير السارية والنوع الاجتماعي: الكشف عن الاختلافات بين الجنسين في المعرفة وعوامل الخطر وسلوكيات البحث عن الرعاية الصحية والوصول إليها في الأردن. وأجرى البرنامج هذه الدراسة المقطعية على عينة ممثلة للأشخاص بعمر 18 عامًا فما فوق، تم خلالها جمع البيانات حول المعرفة بالأمراض غير السارية، وعوامل الخطر، وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، والتوقعات بين الجنسين.
وتتعمق هذه الدراسة في العلاقة بين النوع الاجتماعي وسلوكيات الرعاية الصحية والمواقف والتصورات في سياق الأمراض غير السارية في الأردن، وبما أن الأمراض غير السارية لا تزال تشكل تحديًا صحيًا كبيرًا، فإن فهم كيفية تأثير ديناميكيات النوع الاجتماعي على الوصول إلى الرعاية الصحية والمواقف والسلوكيات أمر بالغ الأهمية. وأظهر البحث العديد من الفوارق بين الجنسين في السلوكيات الصحية وانتشار الأمراض غير السارية، حيث أظهرت الإناث معدلات أعلى من زيادة الوزن والسمنة، وانخفاض مستويات النشاط البدني، وانخفاض استهلاك الفاكهة مقارنة بالذكور.
بينما كان استخدام التبغ أعلى بين الذكور، مع وجود انتشار كبير لاستخدام الأرجيلة، وكانت المعرفة بالأمراض غير السارية محدودة بين نسبة كبيرة من المستجيبين، ولكن الوعي العام بارتباط الأمراض غير السارية بنمط الحياة كان مرتفعًا، كما كانت معدلات المعرفة عند الإناث بشكل عام أعلى من الذكور.
وبخصوص إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، بينت السيدات حاجتهن إلى وجود دعم اجتماعي، يتمثل بشكل أساسي بوجود من يهتم بالأطفال أثناء مراجعات الرعاية الصحية، حيث يواجهن تحديا أكبر من نظرائهم الذكور في الموازنة بين الصحة والمسؤوليات الاجتماعية الأخرى، وكانت تكلفة الأدوية وعدم وجود التأمين الصحي العوائق الأساسية لكلا الجنسين.
وفيما يتعلق بسلوكيات البحث عن الرعاية الصحية، أظهرت السيدات قدرًا أكبر من الالتزام بالأدوية، ومتابعة المراجعات، والثقة في الكوادر الطبية.
من جهتها أوضحت العجلوني إلى أن نتائج هذا البحث سلطت الضوء على احتياجات وسلوكيات الرعاية الصحية المختلفة في المجتمع الأردني، وقدمت رؤى قيمة لواضعي السياسات ومقدمي الرعاية الصحية إلى تطوير تدخلات مستهدفة، يمكنها مكافحة الأمراض غير السارية بشكل فعال وتعزيز الإنصاف الصحي.
وشددت على التزام البرنامج على التزامه في نشر الوعي، والعمل والتعاون مع جميع الشركاء والجهات ذات العلاقة، للوصول إلى جميع أفراد المجتمع وخصوصا السيدات في كافة المحافظات، لرفع التوعية وتعزيز السلوكيات والقرارات الصحية السليمة.
ولفتت العجلوني إلى ان أكثر من 200 مثقفة صحية وعاملة ميدانية يعملن على مدار العام، للوصول الى السيدات وتثقيفهن في أماكنهن، وتذليل كافة العقبات التي قد تواجه السيدات للوصول الى الخدمات الصحية اللاتي يحتاجونها وخصوصا خدمات الكشف المبكر، إذ تبقى استراتيجية الوقاية والكشف المبكر أنجع الطرق لمواجهة السرطان والأمراض غير السارية بشكل عام.
الرأي