أخبار اليوم - أكد أستاذ ومستشار علاج الأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ان الأردن يُعد من الدول ذات معدلات التغطية التطعيمية المرتفعة نسبيًا ضد الحصبة، ومع ذلك لا يزال خطر تفشي المرض في بعض المناطق ذات معدلات التغطية المنخفضة قائماً.
وأضاف في تصريح الى «الرأي» انه في عام 2023، تم تسجيل 164 حالة إصابة بالحصبة في المملكة، معظمها كانت في مخيمات اللاجئين، لذلك تتخذ وزارة الصحة العديد من الإجراءات لمنع تفشي المرض، مثل تكثيف حملات التوعية حول أهمية التطعيم، وتوفير اللقاحات بشكل مجاني لجميع الأطفال، وتعزيز مراقبة وتتبع حالات الإصابة بالحصبة.
وبين بلعاوي ان الحصبة كانت في الماضي من الأمراض المعدية الرئيسة التي تصيب الأطفال، وتسبب مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ والوفاة، وفي الستينيات من القرن الماضي، تم تطوير لقاح فعال ضد الحصبة، مما أدى إلى انخفاض هائل في عدد حالات الإصابة والوفيات.
وتابع انه بحلول عام 2000، تمّ إعلان القضاء على الحصبة في 32 دولة من إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، بما في ذلك الأردن، ومع ظهور جائحة كورونا في عام 2020، تركزت جهود الأنظمة الصحية على مكافحة هذا المرض الجديد، مما أدى إلى انخفاض في معدلات التطعيم ضد الأمراض الأخرى، بما في ذلك الحصبة، حيث انخفضت في الأردن نسبة التغطية باللقاح الثالث ضد الحصبة من 94% في عام 2019 إلى 86% في عام 2022.
ونوه بلعاوي الى ان الدول ذات معدلات التغطية التطعيمية المنخفضة، هي الأكثر تعرضًا لخطر تفشي الحصبة، وتشمل بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل اليمن و الصومال وجنوب السودان.
واعتبر انه في ظل هيمنة جائحة كورونا على العالم خلال السنوات الماضية، عادت الحصبة لتطل برأسها من جديد، مُهددةً بعودة تفشيها على نطاق واسع، وباتت هذه العدوى الفيروسية، التي كانت شبه مقضّاة عليها، تُثير قلقًا متزايدًا لدى المنظمات الصحية العالمية.
وبالنسبة لبعض الأرقام والبيانات بهذا الخصوص، أشار بلعاوي الى انه في عام 2022 شهد العالم انخفاضًا حادًا في معدلات التطعيم ضد الحصبة، حيث لم يتلقّ 23 مليون طفل الجرعة الأولى من لقاح الحصبة في عام 2022، مما أدى إلى تفشي المرض في العديد من الدول.
وفي عام 2023 وفق بلعاوي سجّلت منظمة الصحة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالحصبة، حيث تمّ الإبلاغ عن أكثر من 400 ألف حالة في 100 دولة، مقارنةً بـ 140 ألف حالة في عام 2022، فيما ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة بشكل ملحوظ، حيث تمّ تسجيل 700 حالة وفاة في عام 2023، مقارنةً بـ 200 حالة وفاة في عام 2022.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أنّ الحصبة قد تتحول إلى جائحة عالمية جديدة، خاصةً مع انخفاض معدلات التطعيم وازدياد حركات معارضة اللقاحات، حيث اشارت إلى أنّ 95% من حالات الإصابة بالحصبة تحدث في دول ذات معدلات تغطية تطعيمية منخفضة، كما اكدت أنّ اللقاح هو الطريقة الوحيدة للوقاية من الحصبة، وأنّ التطعيم الشامل هو السبيل الوحيد للقضاء على هذا المرض.
وفيما يتعلق بإمكانية ان أن تتحول الحصبة إلى جائحة مثل كورونا، لفت بلعاوي الى انه من غير المرجح أن تتحول الحصبة إلى جائحة عالمية مثل كورونا، وذلك بسبب فعالية لقاح الحصبة، والذي يوفر مناعة ضد المرض بنسبة 97%، كما ان فترة حضانة الحصبة تعد قصيرة نسبيًا (10-12 يومًا) مقارنةً بكورونا (14-21 يومًا)، بالإضافة الى ان أعراض المرض تظهر بشكل واضح، مما يسهل عملية تشخيصها وعزل المرضى.
وأوضح انه مع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار، كانخفاض معدلات التطعيم ضد الحصبة، حيث يُشكل خطرًا كبيرًا لعودة تفشي المرض على نطاق واسع، ناهيك عن ان حركات معارضة اللقاحات تشكل تحديًا كبيرًا للجهود المبذولة للقضاء على الحصبة، كذلك يُعدّ الفقر من العوامل الرئيسة التي تُعيق الوصول إلى اللقاحات، خاصةً في الدول النامية.
وبخصوص دور المنظمات الصحية العالمية في مكافحة الحصبة، لفت بلعاوي الى انها تلعب دورًا رئيسًا في مكافحة المرض من خلال، دعم برامج التطعيم الوطنية، وتوفير اللقاحات واللقاحات المساعدة، ورفع الوعي حول أهمية التطعيم، ومراقبة وتتبع حالات الإصابة بالحصبة.
الرأي