عبدالهادي راجي المجالي
إعلام الكيان الصهيوني يقول: أنه دمر مخازن الصواريخ وهدم الأنفاق.. يقول أنه قضى على كتائب المقاومة, وكل يوم يخبرنا عن انتصارات كاذبة ووهمية.. حتى تعرف كذب إسرائيل, في أول يوم للحرب على العراق.. قصفت وزارة الإعلام والتلفاز والراديو, صرنا نعرف الأخبار فقط من وسائل الإعلام التي تغطي في بغداد, في الحرب الإنجاز الأخطر هو شل القدرة الإعلامية لعدوك.. حتى لا ينقل انتصاراته, وحقيقية ما يحدث على أرض المعركة.
السؤال الذي أو طرحه هو: لماذا للان لم تستطع قوات الكيان, أن تقضي على الإستديو الصغير المتنقل الذي يتم فيها المونتاج لعمليات القسام وكتائب الأقصى؟ لماذا لم يتسطيعوا للان أن يقوموا بقنص الشخص الذي يوصل خطابات (ابو عبيدة) للمحطات التلفزيونية؟ لماذا للان لم يقوموا بالرد على الأفلام التي أخرجتها «المقاومة» وتظهر بالصوت والصورة عملية قنص لأحد الضباط وتظهر كيف اخترقت الطلقة الستار الواقي وانفجرت في جسده.
المقاومة انتصرت في الصورة والصوت أيضا, وما يجعلك في حيرة.. أنهم حين يقومون بتفخيخ مبنى يتحصن فيه جنود الاحتلال, يستعملون (كاميرا) خلفية لسيارات كورية, وثمن هذه الكاميرا في السوق الأردني لا يتجاوز (15) دينارا.. لدرجة أنهم لا يخفون الخطوط الموجودة عليها والتي توضح للسائق.. مسافات الأمان والنقاط العمياء, والأهم أنه عبر هذه الكاميرا... يصبح المشهد عالميا وتتقاطر كل المحطات ووسائل السوشيال ميديا على إعادة نشر المقطع.
سنتفق مع رواية الكيان في أن المقاومة انتهت, أو أن نارها قد خبت.. لو أنهم استطاعوا أن يظهروا لنا الاستديو الذي يتم مونتاج الأفلام فيه, لو أنهم على الأقل استطاعوا أن يظهروا (كاميرا) استولوا عليها في عملية ما, لو أنهم دخلوا للغرفة التي توجد فيها الأجهزة ويتم عبرها تمويه صوت المقاوم، وعدم إظهار وجهه.
أكثر مشهد عرضته المقاومة, يجلب العار كل العار لهذا الكيان.. هو قنص الضابط الضخم وعملية انفجار الطلقة في جسده, والإعلان من قبل الكيان ذاته عن وفاته فيما بعد, الأخطر من المشهد هو هروب من معه.. وتركه على الأرض يواجه مصيره, مع أن ابسط أساسيات التعرض للقنص في العلوم العسكرية هي عملية الإرتماء أو الإنبطاح على الأرض, أو اختيار ساتر قريب منك.. ومن ثم عملية سحب الجندي المصاب, ما حدث أنهم هربوا وتركوا قائدهم... لاحظوا في كل عمليات القنص حين يسقط القائد يهرب الجنود, حتى أبسط أساسيات التدريب العسكري لا يجيدونها... وهذا بحد ذاته هو العار, كان على جيش الكيان على الأقل بعد أول عملية قنص أن يوزع نشرة أو تعليمات لجنوده عن كيفية التصرف.. لكنهم على ما يبدو يتصرفون تبعا لنظرية القطيع, فحين يحدث أمر.. الكل يهرب.
في النهاية استطاعت المقاومة, من كاميرا سيارة ثمنها (15) دينارا أن توثق مشهدا عالميا لهزيمة ودحر هذا الكيان, ولو كان هنالك عالم يخجل مما يحدث لكانت خطوط النقاط العمياء المرسومة على كاميرا السيارة, وحدها كافية.. بأن تلزمه بوقف الحرب ليس من الزاوية الإنسانية, بل زاوية أخرى وهي أن إرادة الفلسطيني هزمت أعتى تكنولوجيا في العالم وأقوى الجيوش.
الغريب أنهم يتحدثون عن ايقاف الحرب من زاوية إنسانية, وأنا ما أشاهده هو أن إيقاف الحرب يجب أن يتم على قاعدة هزيمة الإحتلال.. وهزيمة مشروعه.
عاشت غزة.
Abdelhadi18@yahoo.com