أخبار اليوم – تالا الفقيه - تعهدت الحكومة على لسان رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة والتموين بإجراءات لضبط ومتابعة الأسواق خلال شهر رمضان القادم، وسيكون كذلك وضع سقوف سعرية في حال حدوث ارتفاعات غير مبررة، حيث أن هذه التعهدات تعود عليها الشارع الأردني في كل عام من حيث القرارات، التهديدات ومن ثم لا يلتزم أحد بها، وترتفع الأسعار رغم ذلك وإجابة بعض التجار للمستهلك تكون "روح اشتري من عند الحكومة".
الصناعة التجارة: الوزارة لديها الإجراءات اللازمة لضبط الأسعار
الناطق الإعلامي باسم وزارة الصناعة والتجارة ينال البرماوي قال ل "أخبار اليوم" أن الوزارة تتابع على نحو مستمر مجريات السوق المحلي للتأكد من الالتزام والوقوف على أي متغيرات قد تطرأ على الأسعار.
وبين البرماوي أن الوزارة لديها الإجراءات اللازمة التي تمكنها من ضبط أسعار أي سلع قد ترتفع بشكل غير مبرر، ولكن الآن حسب الدراسات التي تقوم بها الوزارة فان غالبية أسعار السلع الغذائية مستقرة في السوق المحلي، وأن هنالك وفرة كبيرة في السلع الغذائية؛ ومن ثم لن تكون هنالك ارتفاعات غير مبررة على الأسعار خلال شهر رمضان المبارك في ضوء المعطيات الموجودة حاليا.
حماية المستهلك: "لا تشتري وأنت جائع"
المستشار الإعلامي لحماية المستهلك الدكتور حسين العموش، قال لـ"أخبار اليوم" أن المنافسة وفلسفة الاقتصاد الموجودة في الأسواق بين التجار سوف تضمن التزام التجار بالأسعار، لأن المواطنين سوف يلجئون للشراء من الأسواق التي تبيع بأسعار معتدلة ومنخفضة.
وأكد العموش على أن كافة الأجهزة الرقابية تعمل على رصد المخالفات وتطبيق العقوبات بحق التجار المخالفين طبقا للقوانين والتعليمات، بالإضافة أن حماية المستهلك سوف تطلق حملة إعلامية متكاملة عنوانها "لا تشتري وأنت جائع" تهدف إلى توجيه سلوك المشتري للقيام بعملية الشراء في الوقت الصحيح للاعتدال بكمية المشتريات.
كيف نتفادى مشكلة ارتفاع الأسعار؟
المحلل الاقتصادي مازن ارشيد أوضح ل "أخبار اليوم" إنه يجب النظر في السياسات التنظيمية وتطبيقها في الأوقات العادية، لتفادي مشكلة ارتفاع الأسعار حيث تعمل الأسواق بكفاءة تحت آليات العرض والطلب، ولكن في شهر رمضان يزداد الطلب بشكل كبير، وقد تستغل بعض الجهات التجارية هذه الفرصة لرفع الأسعار، وأن الحكومة عادة تحاول وضع سقف للأسعار للحد من هذه الممارسات، لكن التحدي يكمن في الرقابة والتنفيذ، وقد تكون هناك حاجة إلى تعزيز الإجراءات الرقابية وتطبيق العقوبات على المخالفين بصرامة أكبر لضمان التزام التجار بسقف الأسعار المحدد.
وأشار أرشيد أنه في كثير من الأحيان يجب لوم السلوك الاستهلاكي الجماعي خلال شهر رمضان؛ إذ إن في أوقات الأزمات، أو عندما يكون هناك توقع بارتفاع الأسعار، قد يلجأ المستهلكون إلى التخزين الزائد، مما يزيد الطلب بشكل مصطنع، ويؤدي إلى مزيد من الضغط على الأسعار وهنا يظهر أهمية توعية المستهلكين، وربما توعية العموم بأهمية الشراء المسؤول وعدم الإفراط في التخزين الذي قد يؤدي إلى ندرة مصطنعة، وتعزيز الوعي العام حول هذه القضايا سيسهم في استقرار السوق، ويمنع حدوث تقلبات حادة في الأسعار.