اخبار اليوم - في أول رسالة لجلالة الملك عبدالله الثاني بعيد العمال بعد تسلمه سلطاته الدستورية، نقرأ بشغف العديد من الأفكار المتميزة التي خصت بالذات وعلى وجه التحديد الطبقة العاملة، ليؤكد جلالته فيها إهتمامه على وجه الخصوص بهذه الشريحة كونها تتميز بالجد والجدارة والاجتهاد اليومي في بذل كامل طاقاتها وقدراتها بلا كلل ولا ملل وبمختلف الصعوبات والعقبات التي تواجهها.
يشيد جلالة الملك دوما بطبقة العمال، حيث نقرأ في رسالته التي وجهها لهم المفردات التي تتسم بالمشاعر الراقية والمساندة لهم، وبما حققوه من إنجازات لهذا البلد على مدى عقود ماضية، كما يشيد جلالته دوما بجيل الشباب وبدورهم الإجتماعي والسياسي والإقتصادي، إذ يؤكد حرص الأردن على الاهتمام بتدريب الشباب وإعدادهم للمشاركة في الإنتاج والإبداع وإطلاق قدراتهم نحو الابتكار والتنافس.
ويؤكد جلالته أن تطور الوطن ما كان ليحدث لولا تفاني تلك الطبقة العاملة وحرصها على تطوير البلد وتقدمه وازدهاره والمحافظة على المنجزات المحققة ومواكبتها لما يحدث في العالم من تقدم في الأساليب والوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث أن جلالته يتابع باستمرار أعمال وإنجازات هذه الطبقة المخلصة للوطن، التي تعمل بصمت وإخلاص وبهمة وشرف من أجل تعظيم المسيرة الوطنية للمملكة.
من جهته، قال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن مازن المعايطة، إن قطاع العمل والعمال شهد تطورا كبيرا، وحقق إنجازات نوعية على مختلف الصعد والمستويات خلال الحقبة الماضية، التي بدأت منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، من حيث فرص العمل وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني ودعم مسيرة التنمية الشاملة وتطوير معايير العمل الوطنية والارتقاء بالحقوق العمالية وتحسين شروط وظروف العمل.
وأضاف، أن الحركة العمالية والنقابية، وهي تحتفل بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية، تؤكد اعتزازها بالقيادة الهاشمية وتجدد فخرها بما تحقق من إنجازات وطنية وهي تسير بخطى واثقة نحو مسيرة البناء والتحديث.
وأشار، إلى أهمية التوجيهات الملكية السامية بأهمية الاستثمار بالعنصر البشري وتطوير مهاراته وقدراته ليواكب مستجدات المرحلة الراهنة ومتغيرات سوق العمل، الأمر الذي بدا واضحا من خلال تدشين العديد من المشاريع والبرامج التي تستثمر بالأيدي العاملة على الصعيد الوطني وتكافح الفقر والبطالة وتعزز مسيرة التنمية المستدامة.
وبين أن الاهتمام الملكي مستمر ومتواصل بشريحة العمال، كونهم يعتبرون رأس مال المملكة البشري وسواعد البناء والشريك في معادلة العمل والانتاج.
وعرض المعايطة، أبرز المنجزات التي تحققت خلال عهد جلالته كمأسسة الحوار الاجتماعي بين شركاء العمل والإنتاج من خلال المجلس الاقتصادي والاجتماعي واللجنة الثلاثية لشؤون العمل، إلى جانب مجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي الذي يشارك فيه اتحاد العمال والمنظمات العمالية ممثلين عن شريحة العمال، لتحقيق التوازن في رسم سياسات واتخاذ قرارات من شأنها الحفاظ على مصلحة العمال وضمان استقرار علاقات العمل.
وأوضح أن التشريعات العمالية تطورت خلال ربع قرن مضى من الزمن بشكل كبير وشامل من حيث الحماية الاجتماعية وتعزيز الحمايات والتأمينات التي تقدمها ومعايير العمل الوطنية لتتواءم مع معايير العمل اللائق وفق المواثيق والتشريعات الدولية، مبينا أن مستوى العلاقات بين العمال وأصحاب العمل شهدت تطورا كبيرا بفضل التشريعات التي أرست مفاهيم الشراكة الاجتماعية بين أطراف العملية الإنتاجية، وأفضت إلى توقيع عقود العمل الجماعي سنويا، لحفظ حقوق العمال وتحقيق الامتيازات والمكتسبات لهم وتحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية.
وقال المعايطة، "نستذكر ونحن نحتفل هذا العام بهذه المناسبة، الجهود الوطنية التي يقودها جلالة الملك لوضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف بوجه مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية، والمواقف الصلبة المستمرة لجلالته في الدفاع عن الأهل والأشقاء في قطاع غزة الصامد".
بدوره، قال رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خالد أبو مرجوب، إن اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية يعد مناسبة عزيزة ومحطة وطنية في مسيرة بناء الدولة ورحلة تشييد الوطن.
وأكد أنه في هذه المناسبة الوطنية نستذكر بكل فخر وإكبار ما تحقق من نهضة وتقدم على مستوى الوطن، في جميع المجالات والقطاعات التنموية والإقتصادية خلال تولي جلالته سلطاته الدستورية ليكون حاديا للركب وقائدا لمسيرة بناء الوطن وضامنا وموجها لعملية التحديث والإصلاح ضمن مسيرة ممتدة من البناء والعطاء، وصدق الإنتماء لثرى الأردن الطهور.
وشدد على أهمية التوجيهات الملكية السامية ودورها في النهوض بواقع عمال الوطن وتحسين أوضاعهم، والإرتقاء بواقعهم الإجتماعي والمعيشي والإقتصادي، وتعزيز قدرات الإقتصاد الوطني لخلق المزيد من فرص العمل والتخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة، مشيرا إلى أن الاهتمام الملكي بعمال الوطن دائم، بوصفهم المورد الأهم في نهضة الوطن لمواصلة مسيرة البناء والتحديث وتحقيق التنمية الشاملة وتحسين المستوى المعيشي لهم.
ولفت أبو مرجوب، إلى أن الاردن وبفضل حكمة القيادة الهاشمية، وقدرتها على تجاوز المعيقات والصعاب، تمكن من تجاوز التحديات الكبيرة التي فرضتها الأزمات الإقليمية والأحداث الطارئة والمستجدات الدولية.
وثمن جهود ومواقف جلالته، منذ بدء العدوان على الأهل والأشقاء في قطاع غزة ودعم صمودهم في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية التي ترتكب أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني، من خلال الحراك الدولي الذي يقوده جلالته للمطالبة بالوقف الفوري للحرب العدوانية على غزة، ورفض أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة، والمطالبة المستمرة بايصال المساعدات الانسانية العاجلة والمستدامة الى الأهل في غزة.
واشار الى أن الأردن كان أول من كسر الحصار على القطاع من خلال انزالات جوية للقوات المسلحة في صورة بطولية تؤكد رسالة الأردن الداعم وجهوده في دعم وإسناد صمود الأشقاء في غزة.
من جهة أخرى، قال أبومرجوب، إن إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي، التي جاءت بتوجيهات ملكية سامية تمثل خريطة طريق وطنية عابرة للحكومات بمعايير طموحة وواقعية، من شأنها تحقيق قفزات نوعية بالاقتصاد الوطني بهدف توليد فرص تشغيل جديدة تستوعب المتعطلين عن العمل والداخلين الجدد إلى سوق العمل من شريحة الشباب.
واضاف، أن القطاعات العمالية، لاسيما المنضوية تحت مظلة النقابة، شهدت خلال العقود الماضيةتطورا كبيرة ونقلة نوعية، الأمر الذي انعكس إيجابا على عجلة الاقتصاد الوطني وفتح آفاق جديدة للاستثمار، مشيرا إلى أن نقابة الخدمات العامة وجميع العمال الذين تمثلهم يجددون ولائهم للقيادة وانتمائهم للوطن بهذه المناسبة العزيزة، ويؤكدون وقفوفهم خلف القيادة الهاشمية لمواصلة مسيرة بناء الوطن ورفعتة والارتقاء به.
من جانبها، قالت رئيس النقابة العامة للعاملين في المياه والزراعة والصناعات الغذائية بشرى السلمان، إن العديد من المكتسبات والمنجزات تحققت للمرأة الأردنية على المستوى الإقتصادي، منذ تولي جلالته سلطاته الدستورية، منها المشاركة الاقتصادية وزيادة انخراطها في سوق العمل، والحقوق العمالية والنقابية والتشريعات الناظمة لذلك.
وأكدت أن الدعم الملكي للمرأة الأردنية مستمر ومتواصل من خلال المشاريع والمبادرات الملكية التي تستهدف تعزيز دور المرأة وتمكينها اقتصاديا وسياسيا، الأمر الذي يجعل وجودها مهم وضروري إلى جانب الرجل للإستفادة من الطاقات التي تملكها لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة في الأردن والنهوض بها، موضحة أن التوجيهات الملكية للحكومة أسهمت بتوفير بيئة ملائمة للمرأة لزيادة مشاركتها بنهضة وبناء الوطن.
--(بترا)