إنَّ للمنازل آداباً في الشريعة الإسلامية، وقد بيَّن الله ورسوله لنا كيفيَّة التَّصرُّف ببيوت الأقارب وبِبيوت الأصدقاء وغيرهم، ومن آداب المنازل أن نبدأ دخول المنزل بالدُّعاء، ومن هذه الأدعية ما يأتي: إلقاء تحية الإسلام: بدليل قول الله -تعالى-: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا بُنَيَّ إذا دَخَلْتَ على أهلِكَ فَسَلِّمْ يَكُنْ بَركةً عليكَ وعلى أهلِ بَيتِكَ).
يستحب أن يبدأ المسلم بالبسملة عندما يدخل منزِلَهُ، ويقول: (إذا ولجَ الرَّجلُ بيتَه فليقل: اللَّهمَّ إنِّي أسألك خيرَ المولجِ وخيرَ المخرجِ باسمِ اللَّهِ ولجنا وباسمِ اللَّهِ خرجنا وعلى ربِّنا توَكلنا، ثمَّ ليسلِّم علَى أهلِه).
(السلامُ عليها وَعَلَى عِبَادِ الله الصالِحِينَ).
شرح دعاء دخول المنزل
فيما يأتي ذكر معنى الكلمات التي وردت في الأدعية التي جاءت عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أسألك خير المولج"؛ أي: خير الموضع الذي يلج فيه ويدخله. "خير المخرج"؛ أي موضع الخروج. "بسم الله ولجنا"؛ أي بسم الله دخلنا منازلنا.
وفي رواية أخرى: "بسم الله ولجنا"؛ أي دخلنا. "بسم الله خرجنا"؛ أي كان خروجنا أيضاً على ذكر الله -تعالى-. "وعلى ربنا توكلنا"؛ أي معتمدين في خروجنا ودخولنا، وفي جميع أمورنا على الله -تعالى-، ومتوكّلين عليه. "ثم يُسَلِّم على أهله"؛ أي يقول لأهل بيته: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام على الأهل عند دخول البيت
إنَّ ممَّا يميِّز المسلمين عَن غيرهم أنَّ التحيَّة بينهم تبدأ بالسَّلام، وهي من الآداب التي علَّمنا إياها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة أنَّ المُسلم منا عندما يُسلِّم على الآخرين فهو يدعو لهم بالبركة في قولهِ: "ورحمة الله وبركاته". وإنَّ من أولى النَّاس الذين نسلِّم عليهم هم أهل البيت، وقد وصَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنس بن مالك في قوله: (قال لأنسٍ إذا دخلت على أهلِك فسلم يكن بركةً عليك وعلى أهلِك).
أهمية دعاء دخول المنزل
إنَّ لكلِّ أمرٍ نفعله في ديننا الحنيف فوائد تعود علينا وعلى المجتمع، ولكلِّ أمرٍ أهميَّةً جلّية منها ما نعلم أهميته، ومنها ما نجهله، أمَّا عن أهميَّة دعاء دخول المنزل، فيكمن في أمرين هما:
البركة لأهل البيت، فإنَّ من سلَّم على أهله حلَّت عليهم بركات الله -تعالى- في مأكلهم وملبسهم وفي صحَّتهم. خروج الشياطين من منزلهم، عند رَد السَّلام على أهل البيت يخرج الشَّيطان من المنزل، ولا يبيت عندهم، فبذكر الله آيس الشيطان من المسلم ولم يقرّبه.
يبقى لسان المسلم دائماً رطباً بذكر الله، فالذكر من أحب العبادات إلى الله تعالى.
الشعور بمعية الله في جميع الأوقات.