فارس الحباشنة
لست مغرما بكرة القدم.. ولكن من لحظة تأهل فريقنا الوطني الاردني الى دوري الثمانية، وتقدمه نحو المربع الاخير في منافسات في كأس اسيا، وفتح سقف التوقعات والاحتمالات، لان يظفر فريقنا الوطني بالكأس الاسيوي، وانا مهووس ومصاب في هستيريا الكرة.
و في متابعتي لمباريات كأس اسيا.. ما لفت انتباهي الجمهور الاردني.. نعم، انه مفرط في حب كرة القدم، ولكن اخلاقه عالية ورفيعة.. لم نسمع اردنيا يشتم بلدا وجمهورا عربيا واسيويا في البطولة.
و ان تكالبت على الاردن وفريقه الكروي حملات اعلامية شرسة اجتاحت السوشل ميديا، واستخدمت لغة هابطة وسوقية، ومبتذلة في اتهام الاردن وتوصيف انتصاراته الكروية الحادقة. لربما، هو قدر الاردن في محيطه العربي والاقليمي.. ولا اعرف لماذا يكرهوننا ؟
و كيف يبدل ود وحسن تعامل الاردن بنكران الجميل والصلافة في الشتم والقذف والاتهام الاصفر.
انا درست في المغرب، ومن 17 عاما، وانا اكن للمغرب التقدير والعرفان والشكر، والاحترام.
و كلما مر مني وحي من المغرب احسست بشعور عفوي وطفولي، وشعور بالجميل ورد المعروف، وشعور ود، وشعور اخلاص ازاء بلد عشت بها، واكلت من خيرها، وشربت من مائها، وعاشرت ناسها، ودرست في جامعاتها.
الاردنيون ليسوا اقصائيين، ومعجمهم خال من مفردات التمييز والكراهية.. والاردنيون فتحوا بيوتهم وصدورهم للاشقاء العرب والعجم، وقاسموهم في ثرواتهم ومواردهم، وحياتهم. و الاردني ينظر الى الاشقاء العرب انهم اخوة بالدم والمصير، والقضية.. وان الاردني مكمل للشقيق العربي، و لا يكن له اي عداوة او كراهية او بغض.
كأس اسيا كان صدمة عربية للأردنيين.. وللاسف فان مباريات كرة قدم فجرت احقادا دفينة في لاوعي جماهير وشعوب ورأي عام عربي.
فريقنا قدم ملحمة كروية.. وفرسان المنتخب يلعبون ببسالة واقدام.. انها روح جديدة واثبة لدى منتخبا الوطني.
و من اظرف ما تابعت لناشر الكتروني من جنسية عربية اتهم الاردن في شراء حكم احدى المباريات..
و انهالت عليه تعليقات من جمهور محايد تقول : الا هذه، فالاردن ليس في قاموسه الرياضي والسياسي.. البيع والشراء، و الدفع مسبقا، والاردن بلد طفران وفقير، وعلى قد حاله. و فيما هو غريب في كأس اسيا ما لا علاقة له في كرة القدم.. وحيث وقف جمهور عربي في صفوف جماهير غير عربية «عجمية « وشجعوا ضد الاردن. واردنيا.. ثمة ما يستحق ان نتوقف عنده.. وهو بعيد عن حسابات «المسطح الاخضر» وصافرة الحكم ورايات حكام الساحة، و» حكام الفار «، واقرب الى حسابات السياسة وما وراء السياسة.