أخبار اليوم - صفوت الحنيني - في الوقت التي تتحدث فيه وسائل الإعلام العربية والعالمية عن صفقة محتملة لتبادل الأسرى، وأبرز مطالب "حماس" فيها هي الإفراج عن مروان البرغوثي وأحمد البرغوثي بالإضافة لأحمد سعادات.
البرغوثيان وسعادات هم القادة الذين يحظون باهتمام كبير من قبل حركة حماس، نظرا لتاريخهم النضالي بمقاومة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة للشعبية الجارفة التي يتمتعون بها في الشارع الفلسطيني.
إصرار المقاومة بالإفراج عن القادة الثلاث.
المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات قال في حديث لـ "أخبار اليوم" أن إصرار المقاومة، وعلى وجه الخصوص حماس بالإفراج عن القادة الثلاث، جاء للرمزية التي يمتعون به بالنسبة للكل الفلسطيني، وأنهم يمثلون الشخصيات القيادية في كافة فصائل المقاومة، والإفراج عنهم يكسب المقاومة زخما جماهيريا وشعبيا، ويعطيها قوة حضور في الساحة.
وأشار بشارات أن هذه الشخصيات مضى على اعتقالها سنوات طويلة، ووجودها في طرح أي صفقة تبادل قادمة أصبح واجبا على المقاومة باتجاه إدراج أسمائهم في الصفقات التبادلية، ليضيف نوع من الرمزية والقوة والحضور الشعبي للمقاومة الفلسطينية، لافتا إلى أن المقاومة الفلسطينية تريد أن تعزز العنصر القيادي في التنظيمات والفصائل الفلسطينية خارج السجون، في الوقت الذي كانت حكومة الاحتلال قد عملت على إفراغ الساحة الفلسطينية من وُجود أي قيادات سياسية منذ الانتفاضة الثانية، وإصرار المقاومة للإفراج عنهم جاء لتعزيز الروح الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
السلطة الفلسطينية وردة فعلها بالإفراج عن مروان البرغوثي
أوضح بشارات أن ردة الفعل المتوقعة من قبل السلطة الفلسطينية في الإفراج عن مروان البرغوثي ستنقسم إلى تيارين مختلفين، الأول منهما سيفضل أن يكون مروان البرغوثي داخل السلطة الفلسطينية وحركة فتح معتبرا أن هذا التيار يتمتع بجماهيرية كبيرة؛ نظرا لرمزية البرغوثي وشعبيته داخل أركان الحركة مما سيمنحها فرصا أكبر في أي استحقاق انتخابي قادم.
أما التيار الآخر ليس متشجعا لعودة مروان البرغوثي لأروقة الحركة؛ لأنه سيقطع الطريق على فرص بعض الشخصيات بتولي المناصب التي كانوا يطمحون لها في ظل الصراع السياسي داخل حركة فتح لخلافة الرئيس محمود عباس، بالإضافة إلى أن البرغوثي مرشح كبير لتولي تلك المناصب؛ مما يضعف حظوظ المنافسين له.
الإفراج عنهم انتصارا للمقاومة.
وقال بشارات إن الإفراج عن القادة الثلاث بالطبع يعتبر انتصارا كبيرا يضاف لما حدث في السابع من أكتوبر، الذي يعتبر النجاح الأكبر للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة أن الإفراج عنهم يعتبر تحصيل حاصل وأمرها محسوم، حتى يُعْتَبَر انتصارا.
بشارات ختم حديثه بأن إدارة المقاومة للحرب ككل منذ السابع من أكتوبر، رغم القتل والتهجير الذي تتبعه حكومة الاحتلال يعتبر بحد ذاته في غاية الأهمية، معتبرا أن الإفراج عنهم تتويجا للجهود المبذولة من المقاومة في قطاع غزة.