نجاح غرسة ماسك الدماغية .. ماذا يعني للبشرية؟

mainThumb
نتائج واعدة لغرسة ماسك الدماغية

31-01-2024 02:22 PM

printIcon

أخبار اليوم - أعلن إيلون ماسك عن نجاح أول عملية لزرع واجهة دماغية حاسوبية BCI ضمن مشروعه نيورالينك الذي يربط جهاز كمبيوتر بدماغ شخص ما.

وبحسب ماسك، فإن العملية تمت يوم الأحد الماضي، وتهدف زراعة الشريحة اللاسلكية إلى إحداث ثورة في كيفية تفاعل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية مع التكنولوجيا.
وقال ماسك إن المريض يتعافى جيداً من العملية، وأعلن على موقع إكس "تلقى أول إنسان عملية زرع من شركة نيورالينك بالأمس وهو يتعافى جيداً".

وأشار أيضاً إلى أن النتائج الأولية كانت واعدة، وتأمل تقنية نيورالينك بالسماح لأي شخص بالتفاعل مع جهاز الكمبيوتر باستخدام أفكاره فقط.

ولم يتم تقديم مزيد من التفاصيل حول عملية الزرع أو من هو الشخص الذي خضع لها.
كيف تعمل الشريحة؟
تولد الخلايا العصبية في الدماغ إشارات كهربائية، ويمكن للأقطاب الكهربائية الموضوعة بالقرب من الخلايا العصبية التقاط تلك الإشارات وتسجيلها.

وفي حين أن تقنية نيورالينك أكثر تعقيداً، فإن تحفيز هذه الإشارات يمكن أن يحاكي الإحساس الفعلي لتجارب مختلفة، مثل حمل تفاحة أو تقبيل شخص آخر.

وتقوم الزرعة الدماغية بتسجيل نشاط الخلايا العصبية وإرسال البيانات إلى أجهزة خارجية عبر البلوتوث.

وسيفكر المستخدمون في تحريك أذرعهم أو أيديهم، ومن ثم سيتم فك تشفير تلك النوايا وإرسالها إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم، بحسب موقع ميديكال ديزاين.

المستفيدون من الشريحة
يقارب حجم الجهاز حجم عملة معدنية كبيرة، وهو مصمم ليتم زرعه في الجمجمة، مع توصيل أسلاك رفيعة للغاية مباشرة إلى الدماغ.

ويأمل ماسك أن تسمح شريحة "التخاطر" للمستخدمين بالتحكم في هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر وأي جهاز تقريباً عن طريق التفكير ببساطة، وقد قدم مثالاً على كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحسن حياة الأشخاص الذين يعانون من ظروف مشابهة لحالة عالم الفيزياء البريطاني الراحل ستيفن هوكينغ، الذي كان يعاني من مرض العصبون الحركي.

وقال ماسك في ديسمبر (كانون الأول) 2022 إن أول تطبيقين على البشر سيكونان محاولة استعادة الرؤية ومحاولة مساعدة الأشخاص الذين لديهم قدرة قليلة أو معدومة على تحريك عضلاتهم.

وأوضح ماسك أنه يتصور أن بالإمكان توصيل الإشارات من الدماغ إلى أجهزة نيورالينك في الحبل الشوكي لشخص يعاني من كسر في الرقبة، كما يمكن استخدام الشريحة لعلاج أمراض مثل الاكتئاب والزهايمر وباركنسون، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.

الجراحة الروبوتية
على الرغم من أن ماسك لم يعلن بعد عن أي شراكة مع شركات أو مستشفيات كبرى لاستخدام تقنيات نيورالينك، إلا أن هذه التقنية يمكن أن تحدث ثورة في العمليات الجراحية.

ويمكن لتقنية نيورالينك أن تمكن الجراحين من التحكم في الأدوات الجراحية الروبوتية باستخدام أفكارهم، مما يوفر مستوى من الدقة والتحكم غير ممكن حالياً.

وهذا يمكن أن يؤدي إلى عمليات جراحية أكثر دقة وفعالية، مع تقليل خطر حدوث مضاعفات.

وبحسب موقع laparoscopyhospital يمكن لهذه التقنية أيضاً تحسين التواصل بين الجراحين والمرضى أثناء العمليات الجراحية، كما أن القدرة على التواصل مباشرة مع دماغ المريض يمكن أن تساعد الجراحين على فهم احتياجاتهم بشكل أفضل وتعديل نهجهم وفقاً لذلك.

مخاطر صحية
يأتي إنجاز نيورالينك بعد سنوات من البحث والتطوير وبعض العقبات التنظيمية.

وفي عام 2022، ذكرت رويترز أن الشركة كانت تحت رادار المحققين الفيدراليين بسبب انتهاكات محتملة لحقوق الحيوان.

وبناء على تقرير رويترز، اتُّهمت شركة نيورالينك بإجراء العديد من الاختبارات الفاشلة التي مات فيها حوالي 1500 حيوان، بما في ذلك الأغنام والخنازير والقرود، وقال التقرير إن شركة نيورالينك تشكل خطراً جدياً.

على سبيل المثال، قد تكون الغرسات ملوثة بالمكورات العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية، وفيروس الهربس ومسببات الأمراض الأخرى.

ويتساءل البعض عن مدى موثوقية وسلامة ومتانة الشريحة، وما مدى سهولة أو صعوبة الاستخدام والصيانة والتحديث، وهل يمكن أن تؤثر على وظائف الدماغ الطبيعية، مثل الذاكرة والعاطفة والإبداع؟

وأحد المخاوف الرئيسية بشأن نيورالينك هو أنها قد تتسبب في تلف أنسجة المخ، حيث إن دماغ الإنسان حساس للغاية، فحتى الإصابة الصغيرة يمكن أن تسبب ضرراً دائماً يمكن حتى أن ينتهي بالوفاة.

وإذا تم زرع نيورالينك بشكل غير صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى التهابات في الدماغ، مما قد يزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة، بحسب موقع بريزنس سيكيور.

مخاوف أمنية
تتمثل خطورة مشروع نيورالينك الأمنية في إطلاقه بالتوافق مع منصات الهواتف الذكية الشهيرة، مثل أندرويد و iOS.

والسؤال هنا: ما هي التطبيقات أو مواقع الويب التي سيتم السماح لها باستخدام بيانات نيورالينك الخاصة بالمستخدمين؟ ومن المؤكد أن مسألة مشاركة البيانات هذه ستؤدي إلى تعقيد وضع الأمن السيبراني لمشروع نيورالينك.

وإذا تم منح تطبيق تابع لجهة خارجية إمكانية الوصول إلى بيانات الدماغ، فقد يصبح من الصعب تتبع المعلومات الدقيقة الموجودة على جهاز المستخدم والمعلومات التي يتم نقلها إلى بائع التطبيق.

وسرعان ما ستتحول المحادثة إلى السحابة، وبمجرد تفاعل بيانات المستخدم مع الخدمات والمواقع عبر الإنترنت، فإنها ستكون عرضة لأي شكل شائع من الهجمات الإلكترونية التي يستخدمها المتسللون حالياً.

وغالباً ما تحدث خروقات البيانات التي نسمع عنها في الأخبار في الطبقة السحابية، حيث يجد المتسللون طرقاً لاختراق الخوادم الافتراضية واستخراج المعلومات من قاعدة بيانات خلفية، بحسب موقع سي إس أو.

مخاوف أخلاقية
في حين أن بعض الأشخاص قد يكونون متحمسين لتقبل فوائد وجود شريحة في دماغهم، مثل تعزيز التواصل، وتحسين القدرة على الحركة (في حالة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عصبية)، والتعلم، والترفيه، فإن البعض الآخر قد يكون متردداً أو خائفاً من احتمال حدوث ذلك بسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية، والمخاطر الأمنية، والمعضلات الأخلاقية.

علاوة على ذلك، قد يرى بعض الأشخاص هذه التكنولوجيا كخطوة أولى نحو تشغيل نظام تشغيل أندرويد على أدمغتهم أو تصميم روبوت يشبه الإنسان، مما قد يؤثر على إحساسهم بالهوية البشرية والإنسانية.

شركات منافسة
يضع هذا التطور الأخير شركة نيورالينك ضمن قائمة شركات التكنولوجيا العصبية مثل شركة Blackrock Neurotech ومقرها ولاية يوتا، والتي سجلت أكثر من 30 عملية زرع شرائح دماغية ناجحة على البشر اعتباراً من العام الماضي.

ومن التجارب البارزة الأخرى تبرز شركة Precision Neuroscience وهي شركة مقرها نيويورك أسسها بنجامين رابوبورت، الذي شارك أيضاً في تأسيس شركة نيورالينك.
وذكرت مجلة Wired العام الماضي أن الشركة أجرت عمليات زرع شرائح دماغية لثلاثة مرضى في عمليات استمرت لمدة 15 دقيقة.

الاندماج مع الذكاء الاصطناعي
يعتقد إيلون ماسك أن واجهات التواصل بين البشر قد تكون أفضل دفاع للبشرية ضد المخاطر الوجودية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي المتقدم، ومن خلال دمج معرفتنا مع الذكاء الاصطناعي، يمكننا أن نواكب تطور الآلات فائقة الذكاء ونتحكم فيها.

وأوضح ماسك أن التكنولوجيا القابلة للزرع ستسمح للبشر بالتفاعل مع أجهزة الكمبيوتر بأفكارهم وحدها، وينبغي أن تحسن قدراتنا على التواصل مع الذكاء الاصطناعي بعدة مستويات من حيث الحجم، بحسب فوربس.