الكشف عن النوايا " الإسرائيلية " قبل حربها مع حزب الله

mainThumb
الكشف عن النوايا " الإسرائيلية " قبل حربها مع حزب الله

24-01-2024 10:08 AM

printIcon

أخبار اليوم - حرب على جبهتين، قد يبدو هذا للبعض ضربا من الجنون، فهو ليس الخيار المفضل لأي جيش أن يقاتل على جبهتين بعيدتين واحدة في الجنوب في قطاع غزة، وأخرى في الشمال مع حزب الله.

فحرب كهذه هي بمثابة وضع الجيش الإسرائيلي نفسه في واحدة من أقدم الحيل الحربية، التي ما زالت ناجحة حتى اليوم "فخ الكماشة"، واحد من أفضل السيناريوهات لأي قائد حربي، أن يضع عدوه بين فكي كماشة، فلماذا قد تضع إسرائيل نفسها طوعا في قلب الفخ؟!

كل ما قلناه صحيح، لكن الأمور في الحرب ليست بهذه السهولة فهناك عشرات الاعتبارات والمعطيات والمعلومات التي تكون عادة أمام صانع القرار، وهناك العديد من الاعتبارات التي تدفع إسرائيل نحو فتح جبهة مع حزب الله على الحدود الشمالية، وعندما نقول جبهة، فنحن نقصد حربا مفتوحة لا تخضع لقوانين - على الأقل ليست القوانين والقواعد التي تحكم المواجهة الدائرة الآن على طرفي الحدود.

الاعتبارات الإسرائيلية

- التخلص من تهديدين في آن واحد، فوفقا للرؤية الإسرائيلية فإن إيران بنت لسنوات طوقا حول إسرائيل، أهم مركب فيه حزب الله في لبنان والثاني قطاع غزة، والآن إسرائيل تعمل بكامل قوتها العسكرية في محاولة لتدمير تهديد القطاع، فلماذا لا تتخلص من الحلقة الأهم في الطوق؟! حزب الله الذي يشكل تهديدا استراتيجيا على إسرائيل، التي اكتشفت ما يمكن لقوة - أقل من حزب الله - أن تفعله على حدود إسرائيل.

- حرمان إيران من خط دفاعها الأول وقوتها الضاربة الأولى على حدود إسرائيل، قوة ستنفذ الضربة الأولى ضد إسرائيل إن هي أقدمت على عمل ما ضد إيران أو برنامجها النووي.

- إسرائيل ترى بأن لديها الدعم أو التفهم الدولي لمثل هذه الخطوة بعد تعرضها لهجوم من حركة حماس، هجوم يشبه إلى حدٍ كبير ما قال حزب الله صراحة أنه يخطط له ضد إسرائيل.

- التحالف الذي بنته الولايات المتحدة ضد الحوثيين في باب المندب يقوم بعمل مهم - حتى ولو من باب التضامن والتفهم لوضع إسرائيل ومثل هذا التحالف غير مضمون التشكل ف

ي حرب مستقبلية مع حزب الله، تقدر إسرائيل أن الحوثيين سيشاركون فيها.
قضية إعادة السكان الإسرائيليين إلى تجمعاتهم السكانية على السياج الحدود مع لبنان وضرورة ضمان أمنهم، خاصة بعد ما شهده هؤلاء في السابع من أكتوبر في غلاف غزة، وتفهم المجتمع الدولي لمثل هذا المطلب الإسرائيلي.
الاحتياط الإسرائيلي الذي تم استدعاءه في بداية الحرب أصبح الآن جاهز للقتال خاصة مع التدريبات أو حتى خوض القتال الحقيقي داخل القطاع، صحيح أن القتال في القطاع يختلف عن القتال في لبنان لكنه على الأقل يعطي الجنود الحد الأدنى من الجهوزية الحربية.

بعد الانقسام وزيادة الاستقطاب على الساحة الدولية وبدء التحول من مرحلة القطب الواحد إلى العالم المتعدد الأقطاب، فإن الولايات المتحدة والدول الغربية ترى في حركة حماس جزءا من محور - أو قطب إن شئت – تشارك به إيران لكنه بالرؤية الواسعة لا يقف عند طهران بل يصل إلى موسكو وبكين، وبالتالي فالحرب الدائرة الأن تحظى بموقف أميركي داعم لإسرائيل ليس فقط من أجل عيني تل أبيب، بل لأن واشنطن لا ترغب برؤية محور إيراني روسي صيني ينتصر على إسرائيل، وقد تتخذ الولايات المتحدة موقفا مشابها داعما لإسرائيل في حرب ضد حزب الله.

التأييد الشعبي الداخلي الإسرائيلي للحرب خاصة بعد الضربة التي تلقتها إسرائيل في السابع من أكتوبر وهي ضربة قاسية لإسرائيل لم يتضح تأثيرها على المجتمع الإسرائيلي بعد.
رغبة بعض الساسة والعسكر في


\ إسرائيل لاستمرار الحرب وتوسعها، لأسبابهم الشخصية، فهؤلاء بعد فشل السابع من أكتوبر ويقينهم بالمحاسبة بعده، قد يسعون للهروب إلى الأمام بحثا عن إنجاز ما قد يمنحهم الحصانة الشعبية من المسائلة، فإن قضيت على حماس وحزب الله في نهاية الحرب، فلا أحد سيحاسبك على بداية الحرب، على مبدأ أن الحكمة في الخواتيم.
الوضع السوري الذي لا يسمح بدعم سوري حاسم لحزب الله حتى وإن توفرت النوايا إضافة إلى وضع لبناني متأزم غير مسبوق يضعف من لبنان كبلد ومن حزب الله وجمهوره وحتى يقلل إلى حد بعيد من الدعم الشعبي اللبناني لخيار الحرب في ظل أزمة اقتصادية تضع البلد على حافة الإفلاس.