أخبار اليوم - نوقشت رسالة الباحثة سالي سمير خليل الموسومة بـ: المحظورات "التابوهات" في روايات ليلى الأطرش" يوم الاثنين الخامس عشر من شهر يناير لعام 2024م في جامعة اليرموك بإشراف الأستاذ الدكتور نبيل يوسف حداد شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية،
وبحضور الأستاذ الدكتور علاء الدين الغرايبة رئيس هيئة التحرير لمجلة جامعة الزيتونة للدراسات الإنسانية والاجتماعية مناقشًا وعضوًا خارجيًا، والدكتور عمر العامري مناقشًا وعضوًا داخليًا.
غَطت دراسة الباحثة سالي خليل جميع روايات الكاتبة ليلى الأطرش: "وتشرق غربًا"، "امرأة للفصول الخمسة"، "ليلتان وظل امرأة"، "صهيل المسافات"، "مرافئ الوهم"، "رغبات ذاك الخريف"، "أبناء الريح"، "ترانيم الغواية"، "لا تشبه ذاتها". إذ تمكنت الباحثة من تتبع الإنجاز الروائي للكاتبة والنقب عمّا فيه من تابوهات لاستنتاج مدى مقاربة التابوهات الدينية والسياسية والاجتماعية في ضوء الأعراف الاجتماعية والمعطيات النقدية.
أجابت الباحثة في الفصل الأول عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بالتابوهات كمعنى التابو بشكلٍ دقيق، وعلاقته بالأدب، إضافةً إلى إجابتها على نحوٍ مفصل عن التساؤل بوضع سقفٍ لحرية القلم أم ترك الحق للكاتب في قول ما يريد دون ضوابط وشروط؟ .
ثُم وظفت الباحثة في الفصل ذاته أشهر القضايا العربية والعالمية التي أحدثت جدلاً واسعًا وجوبهت بعواصف الرفض وقت صدورها كان من أبرزها رواية “Madame Bovary”
للكاتب الفرنسي Gustave Flaubert الذي وظف تابو الخيانة الزوجية في روايته جاعلاً منه الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها مبينًا بحديثه عنه بشكلٍ دقيق وعلى نحوٍ مُفصل العواقب الوخيمة المترتبة عليه، ثُمَّ وقفت الباحثة عند العاصفة الفكرية الدينية السياسية لكتاب "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق الذي صدر في خضمِ أحداثٍ سياسية، تمثلت فكرة الكاتب بإنكاره للخلافة ورفضه إضفاء القدسية عليها باعتبارها مكونًا من مكونات عقيدة الإسلام وقد عدّ الإجماع على أهمية الخلافة إجماعٌ مدني لا ديني، ثُمَّ انتقلت الباحثة إلى الجدل الذي أحدثه طه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي" إذ شكك في صحة الشعر الجاهلي ولغته وأنكر وجود بعض الشعراء الجاهليين مُستخدمًا في بحثه منهج الفيلسوف الفرنسي Rene’ Descartes المنهج القائم على كون الباحث مجردًا خاليًا من الأفكار المزروعة فيه تجاه أي شيء كان يعرفه، وقد اختتمت الباحثة الفصل الأول بالإضاءة على ضجيج رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ في الأوساط الأدبية والنقدية.
وانتقلت سالي خليل في الفصل الثاني من دراستها للحديث عن روايات ليلى الأطرش ومقاربة التابوهات الدينية/ المذهبية مُبينة أنَّ التابو الديني يشكّل هالة قداسة محفوفة بالمخاطر تتطلب ذلك الكاتب الجريء الذي يعرف كيف يكتب وفيم يكتب نظرًا لما تعج به ثقافتنا العربية من تنوع في الشرائع والاختلافات المذهبية، فتناولت الباحثة أهم التابوهات الدينية في روايات ليلى الأطرش كالتعايش الديني الذي برز في "وتشرق غربًا" واختراق القانون الكنسي في "ترانيم الغواية" بالإضافة لحديثها عن التساؤلات الدينية المحظورة التي قد تراود الإنسان في حياته التي جاء أكثرها في "أبناء الريح".
وخصصت الباحثة الفصل الثالث لتناول روايات ليلى الأطرش ومقاربة التابوهات السياسية مبينةً أن التابو السياسي هو التابو الأخطر عقابًا على الكُّتاب موظفةً علاقة المثقف بالسلطة وما يمكن أن يعانيه في ظل مجتمع عشائري تسوده القبلية عند تصريحاته السياسية الجريئة والتي كانت "صهيل المسافات" خير مثالاً على ذلك، وقد بينت الباحثة إفادة الكاتبة ليلى الأطرش من خبرتها الإعلامية في ظل التابوهات السياسية بكشفها ما يدور في كواليس الإعلام، وما قد يتعرض له الصحفي الجريء، مبينةً عدم وجود إعلام حُر بالمطلق فالإعلام له بعده السياسي على المواطن بإخفاء الحقائق وتظليلها.
وفي الفصل الأخير تناولت الباحثة روايات ليلى الأطرش ومقاربة التابوهات القيمية الاجتماعية موضحةً مسألة التحفظ العربي تجاه هذا التابو وافتقار الخطاب التعليمي له مشيرةً أنَّ "مرافئ الوهم" كانت الأكثر توظيفًا له، وقد أدرجت في دراستها العديد من القضايا المهمة في حقل هذا التابو كالمثلية والاعتداء وأثرها على المجتمع.
وخلصت الباحثة سالي خليل إلى العديد من نتائج الدراسة كان أهمها أن الخوض في كتابة التابوهات ليس مشكلةً بحد ذاته وإنما تكّمن الفكرة في كيفية تناول الكاتب للتابو والتعامل معه