شرع الكثير من الأفراد والأسر بمختلف مناطق محافظة الكرك إلى الاستعداد والبدء بالتحضير لصناعة الجميد الذي عززه بدايات الموسم المطري الجيد الذي ينعش موسم المراعي والأعشاب الطبيعية التي يعتمد عليها بشكل كبير مربو الماشية لتوفير الأعلاف لمواشيهم وتوفير كميات الحليب المنتجة لصناعة الجميد.
والجميد الكركي مادة أساسية لإعداد المنسف، الطبق الأكثر شهرة بالأردن والتي أصبحت صناعته تشكل حرفة موسمية تساهم بتأمين المئات من فرص العمل للمتعطلين من الشباب والشابات في محافظة الكرك والذين يعمدون لتأسيس مشاريعهم الخاصة بصناعة الجميد والألبان لمواجهة التحديات والظروف الاقتصادية الصعبة لتتحول منازلهم إلى معامل للجميد تتشارك بصناعته كافة أفراد الأسرة.
وتقول المتقاعدة التربوية شذا الهلسه من بلدة حمود، إن موسم الأمطار الجيد له الأثر الإيجابي بتنشيط معامل صناعة الجميد بالقرى لوفرة المراعي والأعشاب الطبيعية وانعكاس ذلك على كميات حليب الأغنام وجودتها.
وأشارت إلى أنها وأفراد أسرتها تحرص سنويًا على شراء حليب الأغنام وتصنيع الجميد، والسمن البلدى، والجبنة الذي يحقق لهم دخلا ماديا يحسن المستوى المعيشي لأسرتهم والذي لا يتطلب مصاريف كثيرة ولكن أدوات منزلية بسيطة وتعاون أفراد الأسرة ضمن تقسيم الأدوار بينهم لصناعة الجميد. بدوره، قال خالد المعايطة صاحب معمل ألبان، إن تصنيع الجميد الكركي، هو مشروع اقتصادي عائلي ناجح يتحدى الظروف الاقتصادية ويوفر فرص عمل للجميع دون الالتفات إلى المستويات التعليمية، حيث تختفي ثقافة العيب عند البدء بصناعة الجميد في ظل ارتفاع معدلات البطالة وقلة الوظائف. من جهته، قال رئيس جمعية مربي الماشية بالكرك المهندس زعل الكواليت، إن صناعة الجميد تعد من أهم الصناعات الغذائية الشعبية بالمحافظة والتي تحظى بطلب واسع عليها بالسوق المحلية وحتى الأسواق الخارجية نظرًا لجودتها.
وأضاف، أن مواسم هطول الأمطار الجيد يحفز مئات الأسر من مربي الأغنام وغيرهم من أفراد الأسر على تصنيع الجميد من خلال شراء كميات كبيرة من الحليب وإقامة معامل منزلية صغيرة أو معامل جماعية كبيرة التي توفر فرص عمل موسمية للمتعطلين عن العمل باعتبارها أحد مصادر الدخل لهم ولأسرهم.
وأضاف الكواليت، أن الجمعية تملك معملا لإنتاج الجميد والسمن والجبن، وهو يوفر فرص العمل لعشرات الشباب والشابات وبدخل جيد، ويوفر لهم فرصة التدريب والتأهيل على عملية إنتاج الجميد والسمن، والتي تتم بوسائل حديثة حرصًا على سلامة المنتج ونظافته.
وأكد الكواليت أهمية دعم وتشجيع هذه الصناعة لدورها في تقليل نسب البطالة، والتوسع بإيجاد أسواق ومعارض داخلية وخارجية لعرض المنتجات من الألبان والجميد، مشيرًا إلى أن محافظة الكرك يوجد بها أكثر من 600 ألف رأس من الأغنام وتنتج مئات الأطنان من الحليب سنويًا.