سهم محمد العبادي
يبدو أن الأردن يقف بعيدا جدا في خط سير المهرجانات والمؤتمرات والمعارض الاقتصادية كاملة الدسم، وحضورها على الساحة الأردنية لا يتعدى من باب إثبات الوجود فقط، وأحيانا نجد المشاركين في أحد الأفراح وتفاعلهم معه أكثر من حضور وتفاعل المشاركين في المعارض والمؤتمرات الاقتصادية في الأردن.
سياحة المؤتمرات بأنواعها لم تعد نوعا من الترف أو "شمات الهواء"، بل لها أجندات وأهداف ورسالة ورؤى تتناسب ورؤى تلك الدولة وسياساتها الاقتصادية منها على وجه الخصوص، وأصبحت تعمل كنوع متطور جدا في دعم اقتصاديات تلك الدول ووضعتها على الخارطة الاقتصادية العالمية ووجهة رجال الأعمال، وتسهم في تشغيل القطاعات المختلفة في تلك الدول مما وتدعم عجلة التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.
في كل عام تكون هنالك روزنامة مزدحمة للمعارض والمهرجانات الاقتصادية في بعض الدول، حيث يحرص رجال الأعمال بمختلف فئاتهم على المشاركة والتواجد فيها، يقدمون من خلالها منتجات وخدمات مؤسساتهم الاقتصادية ويعقدون شراكات أو صفقات وعقودا تجارية تعود عليهم بعديد الفوائد.
هذه المعارض والمؤتمرات والمهرجانات تنتقل من دولة لأخرى على مدار العام، وتوفر الدول كافة الإجراءات والتسهيلات لإنجاحها كونها وقطاعاتها الاقتصادية أول المستفيدين، ونرى ذلك جليا في تركيا، الإمارات، السعودية، الجزائر ومصر وغيرها.
في الأردن لا أعلم ما الذي ينقصنا لإقامة مثل هذه المعارض والمؤتمرات الاقتصادية، بحيث نضع أنفسنا على خارطة المعارض العالمية السنوية، ليصبح الأردن عامل جذب للاقتصاديين من مختلف دول العالم ويساهم في التنمية الاقتصادية، ويفتح أبواب الاستثمارات في الأردن ونسوق للقطاعات الاقتصادية في الأردن، وهذا يعتبر نوعا من أنواع الدعم لقطاعاتنا بأكملها ومصدر تعزيز لقوة الاقتصاد الأردني وحيويته.
في الأردن لدينا مؤتمرات ونقيم المعارض ولكن بلا فائدة (إلا لشركة التنظيم)، فلا المشارك مستفيد ولا الوطن استفاد وهي أقرب من حيث التشبيه إلى الجاهات والعطوات أو تعليلة لالتقاط الصور، فغالبيتها بلا برامج وبلا رسائل تحفيزية من أجل تشجيع الحضور المحلي أو العالمي وكأنها خيمة رمضانية.
اليوم نحن مطالبون بالعمل على إجراء دراسات وأبحاث لمعرفة مدى إمكانية إقامة مثل هذه المهرجانات والمعارض العالمية، وما هو الهدف والجهات المستهدفة، ولا بد من شراكة تامة ما بين الحكومة وقطاعات الصناعة والتجارة والسياحة والزراعة والنقل وغيرها من القطاعات، والإعداد لمهرجان اقتصادي أردني سنوي في الأردن، نستضيف به سنويا رجال الأعمال والاقتصاد ومؤسساتهم من كل دول العالم، ولدينا كافة الإمكانات لإقامتها وإنجاحها إذا توفرت عوامل الإرادة والقيادات صاحبة الكفاءة والمعرفة، وبخلاف ذلك سيبقى هدفنا المشاركة خارجيا أن حضرنا أم لم نحضر سواء، ويقتصر اقتصادنا على جاهات اقتصادية تزور دولا هنا وهناك دون فائدة.
في حين أن منظومة التحديث الاقتصادي والرؤى الملكية تدعم مثل هذه التوجهات ولكن يبقى الرهان على من يبدأ بالعمل.