اخبار اليوم - على جانبي الطرق في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، ازدادت عمليات نصب الخيام لنازحين جدد بعد أن اكتظت المدينة وساحاتها الرئيسية بالنازحين الذين فروا من غارات الاحتلال الإسرائيلي وسط وشمال قطاع غزة.
وتقدّر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بأن مدينة رفح وحدها يوجد فيها في الوقت الحالي أكثر من 1.4 مليون نازح لجأوا إلى المدينة من مناطق شمال القطاع ووسطه ومن مدينة خان يونس المجاورة التي تشهد قصفا متواصلا من طيران ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي.
وكان تعداد سكان مدينة رفح يبلغ 800 ألف نسمة قبل بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي والنزوح القسري للمواطنين.
ورصدت الأمم المتحدة مشاهد الازدحام الذي تشهده مدينة رفح وانتشار الخيام على جانبي الطرق في ظروف معيشية صعبة.
ووفق إحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ليوم الاثنين، فإن إجمالي عدد النازحين في منشآت عدة في غزة وخيام تجاوز المليوني نازح، 1.72 مليون منهم في منشآت تابعة لأونروا و211 ألف نازح في منشآت حكومية.
ويبلغ عدد المنشآت التي تستقبل النازحين كأماكن للجوء 272؛ موزعة على 155 منشأة تابعة لأونروا تضم 85% من النازحين، مقابل 117 منشأة حكومية تضم 10% من إجمالي النازحين، فيما يقطن 5% من إجمالي النازحين وعددهم 96 ألفا في خيام، وبإجمالي 2,034 مليون نازح.
وبالنسبة لتوزيع النازحين على المحافظات؛ ففي رفح 883 ألف نازح في 35 منشأة تابعة لأونروا، و48 ألفا في 24 منشأة حكومية والبقية في خيام منتشرة في المحافظة. أما في خان يونس فـ 476 ألف نازح في 30 منشأة تابعة لأونروا و69 ألف نازح في 36 منشأة حكومية.
وفي وسط غزة، 208 آلاف نازح في 33 منشأة تابعة لأونروا و31 ألف نازح في 20 منشأة حكومية، أما في مدينة غزة فتضم 48 ألف نازح في 32 منشأة حكومية و45 ألف نازح في 28 منشأة حكومية، بينما يضم الجزء الشمالي من القطاع 112 ألف نازح في 25 منشأة تابعة لأونروا و18 ألف نازح في 9 منشآت حكومية
- "المكان الأسوأ على الأرض" -
ويقول المتحدث باسم "أونروا" في القطاع عدنان أبو حسنة إن هناك 1.9 مليون نازح في مختلف مناطق قطاع غزة منهم قرابة 1.4 مليون يوجدون في 155 مدرسة ومركز إيواء تابعين لأونروا.
ويضيف أبو حسنة أن هناك 500 ألف نازح آخرين مسجلين لدى أونروا تستطيع الوكالة الوصول إليهم لتقديم المساعدات.
وقال أبو حسنة: "يتم دفع الآن معظم سكان قطاع غزة إلى مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية، ووصل عدد سكان مدينة رفح الآن مليونا وأربعمئة ألف فلسطيني نازح وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الساعات القادمة إلى مليون ونصف المليون فلسطيني، وليس لدى الأونروا القدرة لمواجهة الانهيار الحاصل".
وتابع أبو حسنة قائلاً: "غزة هي المكان الأسوأ على الأرض ويتم تحويل القطاع لمكان غير صالح للعيش".
ويضيف، "يتم الدفع بالنازحين إلى هذه المنطقة التي تصل إلى حافة الانفجار، خاصة أن الأوضاع بائسة على كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وأيضا على مستوى تقديم المساعدات".
ويقول أبو حسنة إن أونروا تعتبر الجسم الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ورغم ذلك ما تقدمه الوكالة يعتبر بسيطا بالنسبة لحجم المساعدات التي من المفترض أن تصل.
وطالب بوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات إنسانية وإدخال مزيد من الوقود وفتح الخط التجاري للأسواق في قطاع غزة.
وحول طبيعة إيصال المساعدات الإنسانية لمناطق مدينة غزة وشمال القطاع يقول أبو حسنة،" نجحنا في الفترة الأخيرة في إدخال بعض المساعدات إلى مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، لكن هذا غير كاف لأن الناس هناك جوعى. هناك مئات الآلاف من الناس جوعى سواء في المنطقة الشمالية أو المنطقة الجنوبية".
ويضيف "هناك صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات لمناطق وسط القطاع وشمال قطاع غزة بسبب استمرار" العدوان الإسرائيلي.
وبشأن قدرة أونروا على توفير المساعدات الإنسانية للنازحين يقول أبو حسنة، "ما يحدث لا يفوق فقط إمكانيات أونروا ولكنه يفوق إمكانيات دول، إذ يتم تهجير شعب بأكمله إلى مدينة رفح".
ويتابع "ما تقدمه أونروا هو قليل بالنسبة للاحتياجات واستمرار الوضع بهذه الطريقة وازدياد الاحتياجات الإنسانية يدفع مجمل العمليات الإنسانية إلى حافة الانهيار".