أخبار اليوم - بعد التوقيع على اتفاق مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في أديس أبابا، الأسبوع الماضي، شددت قوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، على أهمية تلك الخطوة لحل الأزمة في السودان.
وقال محمد المختار نور، المستشار لقائد قوات الدعم التي تقاتل الجيش السوداني منذ أشهر، إن قواته التي أعلنت السيطرة على العاصمة الخرطوم ملتزمة بهذا الاتفاق الذي رفضه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ودعا بعده إلى تسليح المواطنين.
كما أضاف في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن "المبادئ التي اتفق عليها الطرفان تعتبر خارطة طريق لمستقبل العملية السياسية في البلاد بعد وقف إطلاق نار مع القوات المسلحة". واعتبر أن توقيع الاتفاق مع القوى المدنية "ليس لحصر العملية السياسية فيهم بقدر ما هو لفتح نافذة للوصول إلى أكبر إجماع سياسي مع بقية القوى السياسية الراغبة في عملية السلام، وأي حوار سياسي شامل مرحب بها من جانبنا مع أي طرف ما عدا المؤتمر الوطني".
لكنه رأى أنه "في ظل وجود البرهان ومجموعته لا توجد أي بارقة أمل للحل".
" أكبر خطأ للبرهان"
إلى ذلك، رأى أن الحوار السياسي "لن يتم إلا بعد أن يتحلل البرهان من التزاماته مع الإسلاميين"، وفق تعبيره.
وقال "بعدها يبدأ مسار سياسي ونتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لأن الإسلاميين لا يريدون لهذه الحرب أن تقف لأن إيقاف الحرب يعني ملاحقتهم وعزلهم من الحياة السياسية".
أما عن دعوة الجيش إلى تسليح المواطنين، فاعتبرها "أكبر خطأ للبرهان في الفترة الأخيرة". وقال إنها قد تقود البلاد إلى حرب أهلية لا تحمد عقباها. وأردف قائلا "الجيش هو من طالب المواطنين بالتسلح، وهم من طالبوا المواطنين بالاستنفار، وهذا يمكن أن يقود إلى حرب أهلية. كما أن انتشار السلاح في أيدي المواطنين له خطورة مستقبلية، فالجيش نفسه لا يستطيع أن يسيطر على هذا السلاح الذي يوزعونه على المواطنين".
وكانت قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي، نائب البرهان السابق، أعلنت مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، الثلاثاء الماضي، التوقيع على إعلان لوقف الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل نيسان الماضي، واستعداد قوات الدعم لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري وغير مشروط عبر التفاوض المباشر مع الجيش السوداني.
لكن قائد الجيش أعلن رفضه للاتفاق، ودعا لتسليح المواطنين.
أتى ذلك فيما تستمر المواجهات الضارية في البلاد منذ أشهر، ما أودى بحياة نحو عشرة آلاف شخص، وتسببت في نزوح سبعة ملايين سوداني.
فيما سعت أطراف مختلفة - إقليمية ودولية - للوساطة بين طرفي القتال. واجتمع ممثلو الطرفين في جدة السعودية مرتين لكن تلك المساعي لم تكلل بالنجاح.
العربية