أخبار اليوم - شيعت حشود من الناس، الخميس، جثمان الشهيد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري بإطلاق وابل من الرصاص في مخيم شاتيلا الفلسطيني في بيروت.
واستشهد العاروري في غارة بطائرة مسيرة يوم الثلاثاء على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة أثناء اجتماع لفلسطينيين ولبنانيين من فصائل متحالفة مع حماس.
ووجهت الاتهامات على نطاق واسع بتنفيذ الهجوم إلى إسرائيل التي لم تؤكد أو تنف الضلوع في قتل العاروري.
واستشهد جميع الأشخاص السبعة الذين كانوا يحضرون الاجتماع في بيروت. وتمزقت جثث كثيرين منهم، ومن بينهم العاروري، إلى أشلاء مما جعل إعداد الجثامين للدفن أكثر تعقيدا.
ودفن اثنان من الفلسطينيين، وهما عضو في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفلسطيني آخر قتلا إلى جانب العاروري، أيضا في مقبرة شهداء شاتيلا، وهي مقبرة للفلسطينيين من المدنيين والسياسيين والمقاتلين.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في بيان من خارج لبنان "فلسطين ولبنان يودعان اليوم مع أبناء الأمة رجالا أشداء خاضوا غمار المعارك في كل الميادين والاتجاهات".
والتفت نعوشهم بالعلم الفلسطيني وحملها رجال يعتمرون قبعات خضراء كتب عليها "حماس". ودوت أصوات إطلاق نار كثيف لساعات.
ويعد استشهاد العاروري أول اغتيال استهدف مسؤولا في حماس خارج الأراضي الفلسطينية منذ عملية "طوفان الأقصى".
وقال محللون إنها كانت أيضا رسالة من إسرائيل إلى حزب الله مفادها أن بوسع إسرائيل أن تنال من الجماعة اللبنانية في عقر دارها على مشارف بيروت.
وكان العاروري (57 عاما) أحد مؤسسي كتائب القسام قبل أن يتولى حقيبة سياسية في السنوات القليلة الماضية.
وكان أقل نفوذا من قادة حماس في غزة، لكنه كان يعد لاعبا رئيسيا في الحركة، ويعتقد أنه كان العقل المدبر لعملياتها في الضفة الغربية من المنفى في سوريا وتركيا وقطر وأخيرا لبنان بعد فترات طويلة في السجون الإسرائيلية.
كما يعد همزة وصل لإصلاح العلاقة بين حزب الله وحماس بعد أن دعمت كل جماعة منهما جانبا مختلفا في الحرب السورية التي اندلعت عام 2011.
وحمل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إسرائيل مسؤولية استشهاد العاروري، قائلا الأربعاء إنها كانت "جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها".
ولطالما اتهمت إسرائيل العاروري بتنفيذ هجمات لقتل مواطنيها. وقال مسؤول في حماس إن العاروري كان أيضا "في قلب مفاوضات" بوساطة مصر وقطر بشأن حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في القطاع الفلسطيني.
وفي قرية عارورة، مسقط رأس العاروري، بالضفة الغربية المحتلة، اكتظت الشوارع بأعلام فلسطين ولافتات تحتفي بالعاروري، وتجمع عشرات الأشخاص في قاعة بالقرب من منزل عائلته لمشاهدة نقل مراسم التشييع على الهواء مباشرة.
وقال شقيقه، سلامة العاروري لرويترز "كل أهل عارورة يعتبروه ابنهم، وحتى كل أهل فلسطين" يعتبرونه ابنهم.
رويترز