سهم محمد العبادي
يعتبر منتدى التواصل الحكومي جسراً جديداً للتواصل مع الإعلام المحلي والأجنبي أنشأته وزارة الاتصال حديثا، ويعزز الشراكة الحقيقية مع الجسم الصحفي، ويضع المسؤول الرسمي في أعلى درجات المكاشفة وجها لوجه مع الإعلام، للحديث عن مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن دون حواجز.
هذه الخطوة، وإن جاءت متأخرة فهي مقدرة، وتساهم في تسريع عملية تدفق المعلومات، والمكاشفة العلنية التي تساهم في محاربة الشائعات والأخبار غير الدقيقة، حيث الحديث هنا «فوق الطاولة».
الوزراء الذين يأتون إلى المنتدى خلال اللقاءات التي عقدت الأسابيع الماضية كان لديهم الشجاعة في الظهور إلى العلن والحديث عن أدق التفاصيل في مختلف المواضيع التي تتعلق بوزاراتهم، ومهما كانت نوعية الأسئلة والانتقادات التي واجهوها في هذه اللقاءات، إلا أن الإجابات كانت شافية ووافية إلى حد كبير، خصوصا تلك الإجابات التي كان يدور حولها لغط كبير لدى الرأي العام، أو تلك التي كان يعتبرها البعض من المحرمات.
هذا المنتدى يضع الإجراءات الحكومية الرسمية تحت عين الرقابة الإعلامية، ليمارس الإعلام دوره بكل مهنية وموضوعية، ليقدم للمواطن المعلومة الدقيقة البعيدة عن الغمز واللمز والإشاعة، والتي من شأنها قد تخلق حالة سلبية لدى الرأي العام الأردني.
عتبة جديدة نتمنى استمرارها في تسليط الضوء أيضا على الإنجازات وبث الإيجابية في الرأي العام حيث جاء بعض الوزراء ومعهم أبرز إنجازات وزاراتهم ومؤسساتها التابعة لها، بحضور كافة القطاعات التي تتعامل معها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكان هنالك حالة من الاشتباك الإيجابي بين الأطراف المجتمعة، يثمر بالنهاية عن تقديم المعلومة الدقيقة، وكذلك إبراز الإنجازات وتسليط الضوء على الملاحظات، وهذا كله يسهم في التقليل من نسبة الإشاعة وتداولها.
هذه المكاشفة والصراحة العلنية تعتبر خطوة نحو الأمام لمزيد من الشراكة الفعلية بين الجهات الرسمية والإعلامية، وهذا الأمر يصب في مصلحة الوطن العليا، مثلما يؤطر لعلاقة أكثر تفاعلية بين الأطراف.
في السابق عانينا كثيرا في التواصل مع الجهات الحكومية للحصول على المعلومات، ولكنها (تلك الجهات) كانت تختار وسائل إعلامية معينة لإيصال المعلومة التي لديها، وذلك من باب «فلان صاحبنا» أو أن تلك الوسيلة «محسوبة علينا» وكأننا منقسمون إلى أطراف متضادة مع أو ضد، وهذا خلل كبير اعتقد أن المنتدى عالجه بحيث أصبحت المعلومة متاحة للجميع وبشكل تفاعلي بين الطرفين للوصول إلى أعلى درجات الدقة والموضوعية.
وبحسب المعلومات لدي، فإن منصة حقك تعرف ستعود إلى العمل بشكل جديد، وبطريقة احترافية مهنية، للرد المباشر على أي معلومة مغلوطة، في ضوء الكم الهائل من «التشويش» على مواقف الدولة الأردنية، أو حتى تلك المتعلقة بالمؤسسات الرسمية والخاصة.
هذا المنتدى انفراجة وتقارب جديد، نتمنى أن يكون باكورة لما هو قادم في برنامج الشراكة مع وسائل الإعلام، والشكر كله لوزير الاتصال الحكومي الدكتور مهند مبيضين على هذه الخطوة الرائدة، وكذلك لعطوفة الأمين العام، وكادر الوزارة الذي سخروا كافة الإمكانيات لإنجاح هذا المنتدى، والتسهيل على وسائل الإعلام لطرح ما لديها من أسئلة واستفسارات على الجهات الرسمية المختلفة.
ما أتمناه أن يكون هنالك حضور أكبر لمؤسسات القطاع الخاص التابعة للوزارات لتكون الصورة أكثر اكتمالا.
الأردن العظيم يستحق الأفضل دوماً.