نظمت المكتبة الوطنية، أمس الاثنين حفلا لإشهار مجلدات جريدة "الشرق العربي" التي جمعتها ووثقتها المكتبة في ثلاثة مجلدات، باعتبارها أول جريدة رسمية لإمارة شرق الأردن.
وثمنت وزيرة الثقافة هيفاء النجار التي رعت الحفل، جهود المكتبة الوطنية في جمع أعداد الجريدة التي توضح الدور الذي كان يقوم به الأردن في طليعة تأسيسه، مشددة على أهمية إطلاع الأجيال الجديدة على تاريخ بلدهم ودوره العروبي الكبير.
وسلط المتحدثون من الكتاب والمؤرخين المشاركين في الحفل، الضوء على تجربة الكاتب الراحل محمد الشريقي الذي شغل مهمة إدارة وتحرير الجريدة، من موقعه مديرا للمطبوعات والنشر آنذاك، ودوره في ديمومة صدور الجريدة لمدة ثلاث سنوات.
وقال الدكتور علي محافظة، إن الشريقي كان في تلك السنوات يعنى في مقالاته بالأمة العربية، ويدعو إلى نهوض العرب وإصلاح شؤونهم في جميع المجالات، ولا سيما الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي للأمة العربية.
وأضاف، "كان الشريقي يدعو في تلك الفترة إلى التفاهم والتعاون بين الشرق والغرب لصالح المواطن العربي، لما كان عليه العالم الغربي من تحضر في عدة ميادين اقتصادية وعلمية.
من جهتها، قالت الدكتورة هند أبو الشعر إنه "لا يمكن لأي باحث في تاريخ نشوء الدولة الأردنية قبل أكثر من مئة عام، أن يدرس البدايات التشريعية والمدماك القانوني وتأسيس ومأسسة محاور بناء الإمارة، دون العودة للتوثيق من الجريدة الرسمية لدولة الإمارة، "فالشرق العربي" تختزن البدايات ومرحلة التأسيس بامتياز، ولذلك تشكل المصدر الأساس لكل دارس لتاريخ الأردن، وفي بناء التجربة السياسية والقانونية وبناء مؤسسات الدولة وبنيتها التشريعية".
بدوره، عرض الدكتور سمير الدروبي، القرارات والمواد والقوانين التي كانت تنشرها "الشرق العربي"، والدور الذي نهضت به الجريدة، وقدمته للمواطن الأردني والعربي في سنوات صدورها بين أعوام 1923 و1926.
وقال "دعت الجريدة من خلال محتواها إلى الوطنية وإحياء الروح القومية في الأمة، إذ دأبت منذ صدورها على نشر الموضوعات الداعية إلى التواصل بين أبناء الأمة، والحث على إحكام الصلات القومية والأدبية بين الأمم الناطقة بلغة الضاد في سائر بلاد العرب".
وأشار الدكتور جورج طريف الذي أدار حفل الإشهار، إلى أن أقرب الناس لمعرفة أهمية جريدة "الشرق العربي، هم الذين استخدموا أعدادها في دراساتهم وأبحاثهم.
(بترا)