الطابور الخامس

mainThumb

28-12-2023 11:10 AM

printIcon

سهم محمد العبادي

لم يعد «السكوت من ذهب» حيال حملات التشكيك والإساءة للأردن ومواقفه تجاه ما يحدث في غزة.
لا نريد تقديم «كشف حساب» بما فعل الأردن العظيم منذ اليوم الأول حيال هذا العدوان الصهيو - أمريكي على غزة، فمواقف الأردن واضحة كالشمس لا ينكرها إلا كاره وحاقد أعمى البصيرة، فكانت ما بين مواقف الملك والملكة وولي العهد والأمراء والحكومة والشعب، وبطبيعة الحال هذا من واجب الأخوة التي تجمع بين الأردن وفلسطين وشعبيهما الأقرب لبعضهما مدى التاريخ والمستقبل.


منذ أن بدأ العدوان على غزة، بدأت «شياطين الإنس» بحرف البوصلة وتوجيه الإساءة والاتهامات للأردن، وكتبت عبر هذه الزاوية مقالا عن ذلك، هُوجِمْت من قبل البعض الذي تبين لاحقا أنهم من دعاة حملات التشكيك والإساءة للأردن وأهله وقيادته، وبعد ذلك بأسابيع قليلة كثر الحديث الرسمي والشعبي عن أهداف هذه الحملات المسيئة للأردن، التي بدأت تظهر علانية في كثير من المناسبات أو حتى نقاشات التواصل الاجتماعي، فلم تسلم طائرة إغاثة أردنية ولا مستشفى ميداني ولا موقف سياسي ولا حتى شعبي من هذه الإساءات وحملات التشكيك، في وقت كان يفترض أن تنصب فيه جهودنا جميعا نحو دعم غزة وأهلها وكل فلسطين.


لم أسمع أو أقرأ عن مواطن في دولة ما أساء إلى جهود وطنه في دعم الأشقاء في فلسطين، ولم يتخاذل أحدهم ليوجه الإساءات لوطنه وقيادته وأبناء وطنه، لكن لماذا يحدث التشكيك والإساءة عندما يتعلق الأمر بالأردن؟


هذا السؤال يجب على بعض الدوائر الرسمية تحديدا تحليله جيدا والوقوف عليه، ومن وجهة نظري أن البعض لا ينظر للأردن، إلا أنه مكان مشاع، وليس دولة مستقلة ذات سيادة، لها تاريخ عريق وحاضر ومستقبل، فكثير منهم يقدم ما هو خارج حدود الوطن على الأردن، ولن أتردد بالقول إن البعض انتماؤه خارج الحدود، وليس للأردن وخبزه نصيب بانتمائه.


ولنعرج مثلا على سؤال آخر، لماذا لم تأخذ الأحداث على الحدود الشمالية وغيرها من تهديدات لأمن واستقرار المملكة نصيبا في تفاعل البعض؟ لماذا لم نشهد غضبة لتهديد الأردن كما نغضب للآخرين؟ هل تراب هذا الوطن رخيص أم دماء شهدائه بلا قيمة؟


والسؤال الآخر ألا تمثل مواقف الأردن العظيم مواقف الأردنيين؟ أم أن البعض يعتقد أن مواقفه الشخصية تزيد عن مواقف الدولة؟ والعديد من الأسئلة التي بدأت تساور عقول الأردنيين في ظل هذا الإنكار والجحود والإساءة الممنهجة التي تأتي من كره وحقد لهذا البلد وأهله.


هنا أوجه السؤال للجهات الرسمية، أين قانون الجرائم الإلكترونية عن هذه الإساءات للأردن؟ ألا يستحق الأمر استدعاء من يسيء والتحقيق معه؟ أم أن القانون كما قالوا سابقا أنه جاء لحماية الشخصيات الرسمية؟


الأردن العظيم ليس وطناً فقط، بل هو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ولن نعيش بدونه أو حتى نسمح لأحد بالإساءة إليه، وما وصلنا إلى هذا الحد بالتصريح عما يحدث، إلا بعد أن طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، فالذين يعتقدون أن هذا البلد قد انتهى واهمون، والذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوة واهمون كذلك، والذين يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه (جورعة) مال داشر واهمون كذلك، والذين يتصرفون كالفئران الخائفة على سفينة في بحر هائج سيغرقون هم كما تغرق الفئران، وستبقى السفينة تمخر العباب إلى شاطئ السلامة، فحينما يتعلّق الأمر بالوطن، لا فرق بين الخيانة والخطأ؛ لأن النتيجة هي ذاتها، هذا ما قاله الشهيد الرمز وصفي التل -رحمه الله- وهذا ما نحن عليه وسنبقى.


حفظ الله الأردن العظيم وأهله وقيادته وجيشه ولا مجاملة عليهم لأي كان.