أخبار اليوم -حال ظرف قاهر دون مشاركة نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة في الوقفة التضامنية أمام مكتب قناة الجزيرة في عمان. وتاليًا كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخَـلقِ والأخلاق والقيم سيدِنا محمدٍ عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلام..
الزميل حسن الشوبكي مدير مكتب قناة الجزيرة/عمّان
الزميلات، الزملاء الاكارم، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
نترحّمُ على الزميل سامر أبو دقة، سامرِ الشاهد.. والشهيد، والرحمةَ لكلِّ شهداءِ فِلسطين، صحفيين ومدنيين، ومجاهدين، الذين قضوا بفعل إجرام احتلالٍ فاشيٍّ غاشم، وعنصريٍّ نازيّ.. تتملَّكُهُ شهية القتل، متعطشٍ لإراقة دمِ كلِّ فلسطينيٍّ وعربيّ.
ونحن لا نرفعُ قيمةَ دمِ الصحفيينَ فوقَ دمِ أهلِنا في قطاعِ غزةَ العزة، فكلُّ الدمِ الفلسطينيِّ المسفوكِ يعنينا، ويُبكينا، ويُفجرُ كلَّ غضبٍ فينا.. غضبٌ على الصهاينة، وغضبٌ على عجزِنا، ومنه.. غضبٌ على عالمِنا العربيِّ والإسلاميِّ العاجزِ عن وقفِ قتلِ وتقتيلِ أهلِنا في القطاعِ وفي الضفةِ.
الزميلاتُ والزملاءُ الكرام.. الحضور الكريم
باسمي، والسعايدة: ما يتعرض له الصحفيون في غزة استهداف مقصود ممنهج لا خطأ فيه ولا صدفة ، نرفعُ أحرَّ التعازي لذوي الزميلِ سامر، ولعائلتِهِ الثانية، قناة الجزيرة، ولعمومِ الصحفيين، فالمصابُ واحد، مصابُنا بسامر، ومصابُنا بكلِّ زميلةٍ وزميلٍ ارتقى شهيداً على ترابِ فلسطين العزيزة..
الشهداءَ الشهودَ على جرائمِ الاحتلالِ الصهيوني، على حربِ إبادةٍ وتطهيرٍ يشنُّها كيانٌ مسخٌ على أهلِنا في قطاع غزة..
الشهداءَ الشهودَ الذين التزموا قيمَ مهنتنا، وتمسّكوا برسالتِها، وضحَّوا بحياتِهِم من أجلِ قِيَمِها وأخلاقياتِها، ومن أجلِ نقلِ الحقيقةِ وتوثيقِها..
لقد خاطبنا في نقابة الصحفيين الأردنيين كل المنظمات الدولية لردع الكيان عن أي استهداف أو مس بالصحفيين، لكننا نعلم سلفا ولا نتوهم أن أي من هذه المنظمات لا يستطيع أن يفعل شيئا.
الحضور الكرام..
يقنيي ثابتٌ لا يتزحزح، وقناعتي مُطلقةٌ لا يساوِرُها شك، بأنَّ ما تعرضَ ويتعرضُ له الصحفيون في قطاعِ غزة َمُمنهج، لا خطأَ فيهِ ولا صُدفة، وهو استهدافٌ مقصودٌ بذاتِهِ ولذاتِه، يريدُ الاحتلالُ الصهيونيُّ منهُ أنْ يُخرِجَ الصحفيينَ مِن دائرةِ الفعلِ الإعلاميّ، أنْ يُحَيِّدَهُم إما بالقتلِ أو بإثارةِ رُعبِهِم وخوفِهِم على أنفسِهِم، وعلى عائلاتِهم..
ولأنَّ هذا الكيان لا قيمَ تحكمُه ولا أخلاقياتُ تردَعُه.. استهدفَ عائلاتِ الصحفيينَ ونالَ مِن بعضِها، وزميلُنا وائل الدحدوح دليلُنا على ذلك، وغيرُهُ عشراتُ الزميلاتِ والزملاء ممَّن فقدوا أحباءَ لهُم..
والكيانُ استهدفَ أيضاً مؤسساتٍ صحفيةً وإعلاميةً بالقصفِ لإخراجِها مِنَ الخدمة..
كلُّ ذلكَ لأَنَّ الكيانَ الصهيونيَّ لا يريدُ شهوداً على جرائِمِه ولا توثيقاً لها، ولأنه يعلم أنَّ حربَ الفضاءِ الرقميِّ لا تقلُّ ضراوةً عن حربِ الميدانِ الذي تُسطِّر فيهِ المقاومةُ بطولاتٍ عزَّ نظيرُها.. فهو يدركُ أنَّ إعلامَنا نجحَ في نقلِ الحقيقةِ للعالمِ كلِّهِ وفي كشفِ بشاعةِ جرائمِه، ففقدت روايتُه سطوَتَها وسرديتُهُ منطِقَها.. وسادتْ روايةُ الحقِّ الفلسطينيِّ وسرديتُهُ وأخذتْ شعوبُ العالمِ تحملُها وتُعبِّرُ عنها في احتجاجاتِها الرافضةِ للعدوانِ الصهيوني وجرائمِه..
وهو أيضا، أي الكيانُ الغاصب، لا يريدُ توثيقاً لجرائمِه وبشاعاته لأنَّهُ يخشى أن يأتيَ يومٌ يُحاسَبُ عليها أمامَ المحاكمِ الدولية، وعندّها سيكونُ ما وثَّـقَهُ الزملاءُ في قطاعِ غزةَ بالكلمةِ وبالصورةِ قرائنَ وأدلةً تدينُهُ على جرائمه.
رحمَ اللهُ شهداءَ فلسطين، والشهداءَ مِنَ الزميلات والزملاء.. وأمنياتنا بالشفاء العاجلِ للجرحى والمصابين.. ونشد على أيدي الزملاء، مشاريع الشهداء في مواصلة تعرية الاحتلال.. وتعرية نفاق وتواطؤ الغرب الرسمي الشريك في الجريمة.
والنصرُ للمقاومةِ بإذنِ الله .. والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه