أنقذ مشروعاً حيوياً متعثراً سيوفر عشرات فرص العمل
أخبار اليوم - استقيظت الطفيلة الأحد على زيارة غير معلنة لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، دأب سموّه خلالها تسليط الضوء على الواقع الحقيقي للمحافظة الهاشمية دون زخرفة أو تجميل، ليجد الجهاز التنفيذي في الميدان، فاتجه إلى دار المحافظة مجتمعًا بجزء من هذا الجهاز، ثم ألقى السلام، وقال: «إنه من الضروري تعزيز منظومة التنمية في المحافظة، وذلك من خلال التنسيق بين جميع المؤسسات فيها، بهدف إيجاد فرص عمل لأبنائنا وبناتنا، ودعم المشاريع الريادية لضمان استمراريتها».
أكمل سموّه برنامج الزيارة للعديد من المنشآت الشبابية والحاضنات الإبداعية والخدمية، واطلع على البرامج القائمة، فأوعز بإحياء بعضها المتعثر، وتطوير بعضها الآخر، إضافة إلى تأسيس عدد من البرامج الخدمية والشبابية.
وتقول الشابة إسراء الخريشة، إنها كانت ضمن المدعوين للقاء سمو الأمير، حيث استمع لنا، وناقشنا حول التدريبات المساندة للبرامج الشبابية، وغياب فرص العمل، وحاجة الشباب للتمكين التأهيلي والتوعوي والدعم اللوجستي، وطمأننا بأنه سيكون الداعم لأفكارنا ومبادراتنا الريادية.
وأضافت أن التغيير الإيجابي الذي ركّز عليه سموّه جاء استنادا على نقاش هاديء أفضى إلى إيصال كافة التحديات والمعوّقات التي تواجه الشباب، وحصولهم على وعد بالدعم الكامل لأفكارهم.
وأوضح رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين في الطفيلة المهندس علي العوران أن سموّه تبنّى الحديث حول مشروع الزراعة بدون تربة (الهايدروبونيك) في سد التنور، وذلك بعد أن تعثّر خلال مرحلة تأسيسه، حيث أنعش تبني سموه لهذا المشروع الحيوي المهندسين الذين كانوا يأملون في الإنخراط فيه باعتباره من المشاريع النادرة على مستوى المملكة.
وأضاف أن إحياء المشروع سيكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على المهندسين الزراعيين البالغ عددهم في المحافظة حوالي 280 مهندس، منهم 200 مهندس بلا عمل.
وأكد مصدر مطّلع في وزارة الزراعة لـ"الرأي» أن مشروع سد التنور بدأ عام 2020 حيث أدارته وزارة الزراعة بالتعاون مع جمعية سد التنور للمهندسين الباحثين عن العمل، وتعثر بسبب معوقات مختلفة وتعطل خلال العام الماضي، إلا أنه تم خلال الأسبوع الماضي توقيع اتفاقية مع إحدى الجمعية الخيريةبهدف تشغيل المشروع وتوفير فرص عمل.
وأشار المصدر إلى أن مشروع الزراعة بدون تربة هي تكنولوجيا زراعية حديثة في الأردن وتعتمد على استخدام أوساط زراعية أخرى مثل قشور جوز الهند أو الكتل البركانية أو الماء، وتعتمد في الري على مياه الأمطار الخالية من الاملاح والموجود في سد التنور بكميات تساعد على إقامة هذا المشروع.
وأكد مدير زراعة الطفيلة المهندس طارق العبيديين أن «المشروع سيكون له آثار إيجابية على المهندسين في المحافظة وذلك من خلال إيجاد مشروع يوفر لهم دخلًا ماليا لهم ويعطيهم تجربة تدريبية وعملية كاملة بهذا النوع من الزراعة، حيث سيستمر المشروع لعدة أعوام».
وأكد مدير شباب الطفيلة الدكتور يعقوب حجازين أن لقاء سموّه بمجموعة من الشباب وتعزيزه لهم أثمر بعقد مجموعة من اللقاءات لعدد من الشباب في مختلف المراكز الشبابية لبحث أهم احتياجات الشباب وكيفية إيجاد برامج لتعزيز دورهم وتطوير قدراتهم،.
وأشار رئيس جامعة الطفيلة التقنية الاستاذ الدكتور بسام المحاسنة أن الجامعة اتجهت نحو برنامج تشجيع اطللبة على تطوير كفاءتهم في اللغة الإنجليزية وذلك ليكونوا قادرين على الإنخراط في سوق العمل بشكل قوي ومبني على قدرات عالية في التعامل مع اللغة وهذا ما أوعز سموّه خلال اللقاء من خلال إنشاء مختبر جديد للغات في جامعة الطفيلة.
وأضاف أن عمق التخطيط لدى سموّه يتجسّد دوما في حديثه، حيث أكد سموّه خلال اللقاء على ضرورة الموائمة بين مدخلات القوى البشرية وكفاءتها وبين سوق العمل على أرض الواقع، وضرورة التنسيق بينها ليكون لدينا مخرجات فاعلة ومبدعة في المجتمع، ونبتعد عن ضخّ المؤهلات البشرية التي قد لا تتناسب بين قدراتها ومهاراتها الفردية وبين متطلبات سوق العمل.
وأشار مدير عمل الطفيلة عثمان المصري أن حديث سموّه حول ضرورة العمل على إيجاد برامج لتزويد الدخل المالي للأسر والشباب يكون من خلال التشبيك مع القطاعات المختلفة، حيث أن العقبات الفنية المتواجدة في الطفيلة يمكن تجاوزها والعمل على تحويلها إلى فرص تشغيلية.
وأضاف أن إيعاز سموّه بدعم خريجي مراكز التدريب المهني بما يضمن نجاحهم في حياتهم العملية سيكون كفيل بتشجيع الشباب على التوجه إلى هذه المراكز للاستفادة من الاهتمام الهاشمي ببرامجه.
ويقول الشاب أنس المسعديين: » لقد حصلت على شهادة الثانوية العامة في التخصص الأدبي، ولم يحالفني الحظ في إكمال دراستي الجامعية لعدم رغبتي في إكمال المنحنى العلمي، حيث انني أتقن إلى حد ما العمل الميكانيكي للمركبات، وتم طرح فكرة إندماجي في مراكز التدريب المهني بالطفيلة، إلا أنني لم أتشجع للفكرة البتة، إلا أنني بعد ان علمت أن سموّه قد أوعز بإنشاء محال صغيرة لمجموعة من خريجي مراكز التدريب المهني قد جعلني أفكر جديا في الإنخراط ضمن برامج المركز والاستفادة من هذا الدعم الذي يمكن أن يكون سببا في إيجاد مشروع خاص بي».
وقالت مرح السعودي أنها تحصّلت على شهادة الثانوية العامة في تخصص التجميل، ولكنها لم تكمل دراستها الجامعية لأسباب مالية، مما جعلها تفكر في تطوير مهاراتها في هذا المجال وتأسيس مشروع لها، إلا أنها اصطدمت بفكرة عدم وجود حاضنات تمويل لهذه المشروعات في محافظة الطفيلة، إلا أنها بعدما قرأت في الإعلام عن دعم سموّه لتمكين وتأهيل الشباب لإيجاد دخل مالي لهم، قررت التوجه خلال الأسبوع المقبل للجهات ذات العلاقة التي يمكن من خلالها تبني فكرة مشروعها والبدء بالعمل في مشروعها الخاص الذي سيحميها من كابوس البطالة.
الرأي