علاء القرالة
حالة مزرية باتت تعيشها الحركة السياحية بمختلف مناطق المملكة جراء تداعيات العدوان على غزة تستدعي من مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية التحرك سريعا لاتخاذ الاجراءات والتدابير لتخفيف حدة تلك التداعيات على القطاع، خاصة ان السياحة من اهم محركات الاقتصاد الوطني، فكيف نساعدها وبصفة مستعجلة ؟.
الفنادق والاقبال عليها تعتبر من اهم وابرز العلامات التي تشير وتبين مدى تراجع الحركة السياحية لمراحل صعبة جدا، وهذا يستدعي وضع خطط ومقترحات سريعة تساعد على صمود القطاع المهم جدا للاقتصاد في ظل تزايد العدوان الاسرائيلي على اهلنا في غزة، وذلك من خلال وضع برامج قابلة للتطبيق وواقعية مدعومة من قبل الحكومة لضمان استمرارية القطاع السياحي في دوره الحيوي في رفد الاقتصاد الوطني وضمان عدم تسريح العمالة المحلية فيه.
المؤشرات والاحصائيات تشير الى تراجع الاقبال على الفنادق في المملكة، حيث لم تتجاوز نسب الاقبال الى ما دون 20% بعد ان كانت قد وصلت الى ما يزيد عن 85% قبل العدوان، واليوم وبعد ان دخل هذا العدوان شهره الثالث تكون بذلك الفنادق وغيرها من القطاعات السياحية الاخرى قد بدأت تستنفذ قواها على المقاومة ومواجهة تلك التحديات، الامر الذي يتطلب انقاذ ما يزيد عن 25 الف عامل في هذا القطاع ومساعدة كافة مشغلينها على الاستمرار دون توقف لحين عودة المياه الى مجاريها.
اليوم علينا ان نستفيد من تجاربنا السابقة في انعاش هذا القطاع والتي بينت نجاعتها بمساندة السياحة المحلية ابان جائحة كورونا التي شهدت اغلاقات عامة في كافة انحاء العالم وتراجع السياحة لمستويات كبيرة ما انعكس عليها بشكل سلبي، غير ان الحكومة سارعت وبشكل لافت لدعم هذا القطاع ببرامج كما برنامج استدامة واردنا جنة وتشجيع السياحة المحلية الداخلية، بالاضافة الى اقامة نشاطات حفزت ببث الاستقرار بالمملكة ما شجع على استقطاب السياحة الخارجية واعادتها الى المملكة.
في المملكة حاليا نعيش اجواء مستقرة باستثناء بعض من التظاهرات المساندة لاهلنا في غزة، وهذا لا يعني على الاطلاق غياب الاستقرار كما يريد البعض تصويره، وهنا يقع على عاتق البعثات الدبلوماسية بالخارج ان تروج لحالة الاستقرار التي يعيشها الاردن حاليا ووسط اقليم ملتهب، فلدينا فقط 609 فنادق ويبلغ حجم العمالة فيها أكثر من 25 ألف عامل أردني و شهدت تراجعا ملحوظا منذ بدء العدوان حيث لم تُجاوز نسب الإشغال في البترا 5 % والعقبة 5 % والبحر الميت 10 % فنادق العاصمة حدود 20% في احسن حالتها.
خلاصة القول، ان الذهاب فورا الى ايجاد حلول لهذا القطاع وتعتمد على سيناريوهات ابرزها عمر هذا العدوان، والاهم من هذا كله ان نسارع الى بث روح الايجابية حول استقرارنا امنيا واجتماعيا لتشجيع الساحية الاجنبية والعربية لقصد اسواقنا من جديد.