أخبار اليوم - نظم منتدى الجياد للثقافة والتنمية، بالتعاون مع مديرية ثقافة محافظة اربد في نادي الفنانين فرع اربد، مساء أمس السبت، ندوة حوارية بعنوان "فلسطين المكان والإنسان"، أدارها مدير آثار اربد زياد غنيمات.
وتحدث خلال الندوة، الدكتور سلطان المعاني حول (المكان والإنسان)، مؤكدا أهمية أسماء الأماكن والأشخاص في فلسطين والتي تعكس التأثيرات اللغوية والثقافية المتنوعة عبر التاريخ.
وبين أنها سميت بــ(الطوبونيميا الفلسطينية)، التي تعطي الأبعاد التاريخية والثقافية واللغوية لأسماء الأماكن في المنطقة، مشيرا إلى أن الطوبونيميا الفلسطينية موضوع معقد، نظراً للتاريخ المتنوِع للمنطقة.
ولفت إلى أن هذه التأثيرات تشمل اللغات الكنعانية، الآرامية، اللاتينية، اليونانية وغيرها من اللغات، وهناك أسماء لأماكن لها أهمية دينية لدى المسيحيين والمسلمين، وقد تغيرت الكثير من الأسماء عبر التاريخ، إضافة إلى وجود أكثر من اسم لمدينة واحدة بلغات وفترات تاريخية مختلِفة.
وتطرّق المعاني، للحديث حول الصراع القائم في الضفة الغربية، مؤكدا أنه غالباً ما يكون هناك نقاش حول أسماء الأماكن كجزء من الصراع الأوسع على الأرض والهوية، وأن هناك جهودا متواصلة من قِبَل الباحثين والمؤرخين لفهم وتوثيق أسماء الأماكن في فلسطين لأرشفة وحفظ التاريخ، وأن هناك تأثيرا على الطوبونيميا الفلسطينية بالتغييرات السياسية والاستعمارية، خاصة خلال الفترة البريطانية وبعد إقامة الكيان الصهيوني.
من جانبه، تحدث الدكتور نبيل حداد حول (فلسطين في الأدب الأردني)، مشيرا الى أن الأعوام (1946- 1948)، كانت أعوام فلسطينية بالنسبة للأردن، ففي هذه الأعوام وصلت المشاركة الأردنية في النضال الفلسطيني إلى أوجها، وعاش الشعبان طيلة فترات التاريخ في ظل ظروف بشرية وسياسية واحدة.
وأكد أن علاقة الأردن وفلسطين هي علاقة وطيدة كعلاقة النفس بالنفس الواحدة، وأن تاريخ الأردن السياسي والاجتماعي والانثروبولوجي والاقتصادي متداخل مع الحالة الفلسطينية في كل صغيرة وكبيرة من الشأن العام من هذه القضية.
كما تحدث عن حضور القضية الفلسطينية في الحركة الأدبية، مؤكدا أنه لابد من الاتكاء على بعض الأسس المنهجية الناجحة من جدلية العلاقة بين الأدب كأجناس وأنواع، وبين الواقع الذي ينتسب إليه هذا الأدب بفروعه وأجناسه، فأدب الاجتثاث جاء من اجتثاث قوم وإحلال قوم آخرين، وهناك نماذج كثيرة لهذا الأدب.
بدوره قدم غنيمات، مقدمة حول منتدى الجياد ومساهمته في إثراء المشهد الثقافي الأردني والعربي ونوعية الأنشطة التي يقدمها، وذلك من خلال عقد المحاضرات والندوات وفعاليات الأجناس الأدبية.
وطرح الحضور، سلسلة من الأسئلة للمحاضرين حول بعض المصطلحات وكيفية مواجهة الغطرسة الصهيونية على المكان والإنسان الفلسطيني ومحاولاته الدائمة على محو أحقيته في فلسطين، حيث بين المحاضران أن هناك أبحاثا وموسوعات تثبت إبطال كل المزاعم الصهيونية والتتبع الزمني للإنسان والمكان الفلسطينى صاحب الأرض والتاريخ.
وفي نهاية الندوة قدم رئيس منتدى الجياد للثقافة والتنمية الأديب سامر المعاني، الدروع التذكارية للمشاركين وسط حضور ثقافي وأكاديمي متميز.
(بترا)