أخبار اليوم - القاهرة - في إطار مبادرة تمولها مجتمع جميل، ستتلقى الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة الذين تم إجلاؤهم من غزة بسبب احتياجاتهم الطبية العاجلة رعاية صحية منقذة للحياة ودعماً غير محدود من منظمة «أنقذوا الأطفال» وشركاء مجتمع جميل في مصر. ومن خلال هذه المبادرة، سيتم تزويد العاملين في الخطوط الأمامية والمسعفين في مصر وغزة بالمعدات والإمدادات الطبية الخاصة بطب الأطفال والحوامل، مما يمكن السلطات المصرية من تلبية الاحتياجات الحرجة للأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة الذين تم إجلاؤهم مؤخراً من غزة في خضم الحرب الدائرة في القطاع. وتواصل منظمة «أنقذوا الأطفال» تقديم الدعم لوزارة الصحة والمنشآت الصحية المصرية الفاعلة لتمكينهم من مواصلة مساعيهم الرامية لإنقاذ الأرواح المتأثرة جراء الحرب الغاشمة في غزة. كما ستقوم منظمة «أنقذوا الأطفال» أيضاً برفد العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية ببعض اللوازم الضرورية للتعامل مع الصدمات النفسية الهائلة الناجمة عن الحرب في غزة.
كما تتضمن المبادرة تدريب ما يصل إلى 100 من الأخصائيين والعاملين في المجال الطبي في غزة لتقديم العلاج المتخصص والرعاية لما يصل إلى 100,000 طفل أصيبوا بأسلحة متفجرة.
وسيساعد التمويل الذي تقدمه مجتمع جميل في تدريب مجموعات من الطواقم الطبية في غزة عبر الإنترنت كمرحلة أولية، مستفيدة في ذلك من خبرة منظمة «أنقذوا الأطفال» التي سبق لها وأن سهلت عمل الأطباء والمسعفين في أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، وذلك لتمكينهم من تقديم الرعاية المتخصصة للأطفال المتأثرين بإصابات الانفجارات والصدمات. كما تقرر توزيع 1,000 حقيبة من حقائب الإسعافات الأولية للمدنيين في غزة لتمكينهم من إسعاف الأطفال المصابين بجروح جراء الإنفجارات، لا سيما من خلال أدوات وقف النزيف الحاد.
وتأتي هذه المبادرة استجابة لحاجة ملحة وعاجلة، إذ تشير التقارير إلى أن عدد القتلى جراء النزاع في غزة يصل إلى أكثر من 4000 طفل، وهو مستمر في الارتفاع بوتيرة سريعة. وقد تجاوز هذا الرقم بالفعل إجمالي عدد القتلى السنوي في جميع مناطق النزاع حول العالم منذ عام 2019. ومن المفجع أن هذا المعدل المأساوي يعني أن طفلاً واحداً يُقتل كل 10 دقائق، فيما يعاني كثيرون آخرون من عاهات مستديمة جراء الانفجارات.
كما تستهدف المبادرة الممولة من مجتمع جميل أيضاً توزيع 2000 دليل ميداني حول إصابات الانفجارات لدى الأطفال.
ويأتي توزيع هذه الأدلة الميدانية في ظل حاجة الطواقم الطبية إلى اتخاذ قرارات معقدة في خضم أهوال الحرب، كونها توفر لهم الدعم في اتخاذ قرارات مستنيرة من خلال توفير إرشادات دائمة وسهلة الاستخدام ومدعمة بالرسوم التوضيحية. ومن خلال تدريبهم على تطبيق إرشادات الدليل، ستتمكن الطواقم الطبية في غزة من اتخاذ تدابير منقذة للحياة اعتماداً على نهج مستخدم بالفعل في 13 منطقة نزاع حول العالم، بما في ذلك أوكرانيا وسوريا واليمن وأفغانستان.
كما سيدعم تبرع مجتمع جميل أيضاً مركز دراسات إصابات الانفجارات عند الأطفال، الذي تم إطلاقه في إمبريال كوليدج لندن في مارس 2023، كمقر لإجراء أبحاثه الرائدة.
وقال جيمس دينسلو، رئيس قسم النزاعات والعمل الإنساني في منظمة «أنقذوا الأطفال» في المملكة المتحدة: "كان الأمين العام للأمم المتحدة دقيقاً للغاية في وصفه لغزة بأنها "مقبرة للأطفال" وعلينا أن نخجل جميعاً من حقيقة أن الأطفال هم الذين تحملوا العبء الأكبر لهذا الصراع الوحشي. ومن المؤسف أن كل ما يمكننا القيام به في مواجهة هذه المأساة المرعبة هو العمل على تزويد الأطباء في غزة بأكبر قدر ممكن من المساعدة لإنقاذ حياة الأطفال – وهذا الدعم السخي من مجتمع جميل سيكفل قيامنا بذلك".
وقال ماتيو كابروتي، المدير القطري لمنظمة «أنقذوا الأطفال» في مصر: "نطالب بالسماح للأطفال والمصابين اللاجئين إلى مصر للحصول على العلاج الطبي بالمرور الآمن إلى معبر رفح، فالأطفال الذين تحملوا أسابيع من القصف، يجدون أنفسهم الآن في بلد مختلف لتلقي المساعدة الإنسانية والرعاية الصحية والحصول على الضروريات الأساسية. ونعتقد أن دعم جهود الحكومة المصرية في تقديم هذه الخدمات أصبح ممكناً بفضل هذه الشراكة الواعدة مع مجتمع جميل.”
وقال الدكتور بول ريفلي، استشاري طب طوارئ الأطفال في مستشفى بريستول الملكي للأطفال، وهو طبيب عسكري سابق في المملكة المتحدة: "لا يزال الأطفال يواجهون تهديداً حقيقيا للغاية بسبب إصابات الحرب البادية على أجسادهم الضعيفة، ونحن نعلم أن الأطفال الذين يعانون من هذه الإصابات أكثر عرضة للوفاة من البالغين، ويؤسفنا القول أن الأوان قد فات بالنسبة للعديد من الأطفال المحاصرين في دائرة هذا الصراع، ونأمل أن تسهم المعلومات المركزة في الدليل الميداني لإصابات الانفجارات لدى الأطفال في مساعدة الأطباء على التعامل مع أهوال إصابات الانفجارات، لا سيما وأن كل عبوة من عبوات وقف النزيف هذه لديها القدرة على إنقاذ حياة طفل. وبفضل مجتمع جميل سنتمكن من الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال المتأثرين من هذه الحرب المأساوية."
وقال جورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل: "الأطفال هم أكثر عرضة للوفاة بسبب إصابات الانفجارات بنسبة سبع مرات من البالغين، والحصيلة المروعة في غزة تعكس ذلك. ومن خلال العمل الرائد الذي تقوم به هذه الشراكة، ستوفر مجتمع جميل الدعم لمنظمة «أنقذوا الأطفال» وشركائها لتزويد المسعفين في غزة بالأدوات والتدريب اللازميّن لعلاج الأطفال المصابين بالأسلحة المتفجرة – وإنقاذ حياة الأطفال."
يُذكر أن الشراكة الطويلة بين منظمة «أنقذوا الأطفال» ومجتمع جميل قد تكللت سابقاً بتقديم برنامج «إجادة» في الأردن عام 2019 بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الأردنية، وهو عبارة عن مبادرة تستهدف دعم الصحة النفسية والرفاهية لدى المعلمين الذين يعملون مع اللاجئين السوريين والأطفال الأردنيين للتغلب على آثار الصدمات النفسية. وفي كينيا، أطلقت منظمة «أنقذوا الأطفال» ومجتمع جميل وشركاؤهما «مرصد جميل للعمل المبكر في مجال الأمن الغذائي» بهدف التخفيف من خطر المجاعة والجوع في شرق أفريقيا.