بلال حسن التل
سيستغرب كثيرون من عنوان المقال، فما العلاقة بين كتائب القسام والشهيد وصفي التل الذي تصادف يوم غد الذكرى الثانية والخمسون لاستشهاده، حيث تأتي هذه الذكرى في ظل وقائع متغيرات وحقائق ساهمت كتائب القسام في صناعة جزء منها، وكلها تؤكد صحة ما ذهب إليه، وبشر به وعمل من أجله، واستشهد في سبيله وصفي.
وأول ما أكد عليه وصفي وتمسك به هو أن العدو الإسرائيلي لا يؤمن بالسلام، وأن السلام لا يعيد الحقوق المسلوبة إلى اصحابها. وها نحن بعد مرور عشرات السنين من توقيع معاهدات سلام مع إسرائيل ابرزها اتفاقية أوسلو بين العدو ومنظمة التحرير الفلسطينية نلمس لمس اليد أن العدو الاسرائيلي لم يلتزم بشيء، ولم يعيد حقا من حقوق أبناء فلسطين. مما يؤكد قناعة الشهيد وصفي التل بعبثية الحلول السلمية مع هذا العدو.
القناعة الثانية التي آمن بها وصفي التل وعمل من أجلها وقدمها لوزراء الدفاع العرب، وهي ضرورة احياء الجبهة الرابعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تثوير الأراضي المحتلة، ودعم هذا التثوير، وهو ما تحقق بعد ذلك الانتفاضة الشعبية في الأراضي المحتلة. وهي ترجمة عملية لدعوة الشهيد وصفي التل لتثوير الجبهة الرابعة.
القناعة الثالثة التي آمن الشهيد وصفي التل بها، وعمل من أجلها، هي نظرية الأرض المحروقة تحت أقدام العدو ليجعل احتلاله للارض مكلفا عبئا عليه، وهو ما قدم قطاع غزة الدليل المادي الملموس على صحته.
ركيزة كل ما أمن به الشهيد وصفي التل وما نادى به، هو دور العقل والخلق في معركة التحرير، أي دور حسن التخطيط للمعركة، وهي معركة طوفان الأقصى تؤكد أهمية التخطيط في تحقيق الانتصار، في إطار من السلوك الأخلاقي الذي عزز من الصورة الحضارية لأمتنا، مع حجم الانحطاط الأخلاقي لعدونا.
لتحقيق كل قناعاته دعا الشهيد وصفي التل، إلى بناء مجتمع قرطاج، اي بناء المجتمع العسكري الذي يعرف كل فرد فيه واجبه في المعركة، وهو مجتمع يعتمد على نفسه ويكتفي ذاتيا، وقد أراد أن يكون المجتمع الأردني هو ذلك المجتمع، لأنه كان يؤمن بأن الأردن هو بوابة تحرير فلسطين.
لذلك نقول ان الذين غدروا الشهيد وصفي التل هم أعداء فلسطين.