شحاده أبو بقر
رجال حول الملك تعني رجالاً للوطن، ومع الوطن، وفي خضم الوطن. هذا هو الجوهر والأصل والمضمون، وما دون ذلك، فهو بلا قيمة.
هذا النمط من الرجال، يلتفون حول الوطن كالسوار حول المعصم، ينسون كل شيء، إن كان الوطن في شدة، ويسارعون طوعاً لا كرهاً ولا رياء، للدفاع عن الوطن، طلباً للكرامة وللشهامة، ونهوضاً بالواجب نحو الوطن.
الأردن الوطن الأعز اليوم في عين العاصفة، ومصادر التهديد عدة، والمطامع والمطامح عدة أيضا، وهنا، يحتاج الوطن رجاله الرجال الرجال، الذين لا شأن عندهم يعلو فوق شأن الوطن.
النخبة من رجال الوطن وأعني بهم رجال الدولة الذين ما قصر الأردن يوما مع أي منهم، وأعطاهم من المناصب والمكاسب الكثير الكثير، لا يجوز ولا يصح أبداً، أن يتدارى اليوم بعض منهم على طريقة (وأنا مالي)!.
رجال حول الملك لا تعني إدعاء الحضور والقول والتنظير طمعا في اقتناص المناصب والمكاسب وقت الرخاء، والنأي بالنفس عند الشدة والخطر، لا، هذا سلوك شائن لا يستقيم قط.
من يفعل ذلك وهو يرى الخطر رأي العين، لا يصح أن يوصف برجل دولة إطلاقاً، فمن لا ينتخي للأردن وبالأردن في زمن الشدة، ليس من الأردن في شيء مهما ادعى ذات رخاء، ومنصب، ومكسب.
مثل هؤلاء يصح فيهم قوله تعالى.. "فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون".
قالها الملك في لجة التهديد بالتهجير للأشقاء الفلسطينيين من ديارهم، إن التهجير إعلان حرب، وقال وزير الخارجية بأن اتفاقية السلام وثيقة على رفوف تجمع عليها الغبار، وأوضح رئيس الوزراء ذلك بذكاء، عندما قال إن التهجير يعني إعلان حرب، وعندها فالإتفاقية وثيقة على رفوف يعلوها الغبار، أي لا قيمة لها إن اقترف العدو جريمة التهجير.
الأردن اليوم ووحيداً، يتقدم صفوف العرب والمسلمين ودول العالم قاطبة، في اتخاذ الموقف العادل الصلب، إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذا أمر لا يروق للمحتل الغاصب وأعوانه، ولذا فهو في دائرة الخطر، وهنا تتجلى الحاجة للرجال حول الوطن،وقائد الوطن، وجيش الوطن، وقواه الأمنية.
شعبنا وبرغم المشككين القلة الذين يخدمون أجندات عدوة للأردن ولفلسطين وقضيتها، يقف بحمد الله صفاً شامخاً مع الملك والوطن.
ومن هنا، فالتساؤل المشروع هو حول كثرة من رجال الدولة الذين لا نسمع لهم ركزا في هذا الوقت الاستثنائي العصيب من تاريخ الوطن.
هذا وقت دقيق حساس لا مكان فيه للعتب وللتلاوم والحرد قطعا، هذا وقت تتجلى فيه معادن الرجال وقوفاً مع الملك، وحول الملك، سنداً للوطن، ودفاعاً عن القضية وشعبها، وصداً لمخططات التهجير والتطاول من بغاث الكوكب على الأردن أنقى الأوطان وأطهرها.
غداً ينجلي غبار الحرب، وتجلس الكافة لقراءة المواقف، واستذكار من كان مع الوطن والملك زمن الشدة، ومن توارى عن الأنظار في المقابل. وفي هذا عبرة لا بد لعقل الدولة تدبرها جيداً. فما أكثر الإخوان حين تعدهم، ولكنهم في النائبات قليل.
حمى الله الأردن وفلسطين ورد كيد المعتدين إلى نحورهم. هو سبحانه من أمام قصدي.