في كارثة الزلزال التي وقعت في تركيا وسوريا، التي إصابتنا كما إصابتهم بحكم الدم والدين، إلا أنه كان هنالك عدة رسائل لا بد من الوقوف عليها رغم الألم والوجع، منها الرسائل الإنسانية، الاقتصادية، الأمنية والنخوة العربية التي تجلت في أبهى صورها حينما هرع أبناء الأمة بجمع ما بمقدورهم لنجدة إخوتهم في تلك الدول.
فقد رأينا هذه الحمية ما بين الشعوب العربية من قراهم ومدنهم ومخيماتهم، فشعوب الخليج والمغرب العربي ومصر والعراق والأردن وفلسطين، قد هبوا في جمع التبرعات دون النظر إلى المواقف السياسية والعلاقات الرسمية، فقد تحرك في هذه الأمة الدم الطاهر النقي الذي "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
في أماكن الزلزال انتشرت الصور للشهداء والمصابين ومئات القصص عن ناجيين ومفقودين، وجميعها رسائل تفاعلنا معها بكل جوارحنا ومنها ما أبكتنا، لكن هنالك رسالة واضحة جذبت انتباهي في ضوء الانحلال الذي يدعون له الغرب في أوطاننا وأمتنا وبمشاركة من جمعيات تقوم على تمويل سفارات الغرب لها، هدفها ضرب منظومة القيم والأخلاق العربية والإسلامية وقبل ذلك الدين كله.
خلال قيام قوات الإنقاذ التركية في رفع أنقاض الأبنية السكنية المهدمة بحثا عن الناجين، وصلت جهودهم إلى إنقاذ سيدة تركية على قيد الحياة كان لها رسالة في عملية إنقاذها، حيث رفضت الخروج من تحت الأنقاض حتى قاموا بجلب "الحجاب" لها لترتديه قبل خروجها من تحت الركام، وحتى لا تخرج وهي مكشوفة الرأس.
إي يقين واي التزام ديني وأخلاقي لهذه السيدة الجليلة؟ وما هي الرسالة التي حملتها في طلبها هذا لكثير من المنظمات التي تحارب الحجاب وتطالب بمعاقبة مرتدية، خصوصا ما يتعرضن له المسلمات في دول الغرب وكذلك ما يطالبن به بعض العلمانيات ومعاونيهم في بلادنا العربية.
هذه السيدة ورغم الكارثة التي حلت بمكان سكنها ومكوثها عدة أيام تحت الركام، إلا أنها لم تخرج "فارعة دارعة " على غرار المثل " الي اختشو ماتوا" بل بقيت ثابتة حتى أتاها الفرج وخرجت بحلتها وهئيئتها كاملة وقد ألبسها الله ثوب الوقار والصحة، وهذه رسالة من عدة رسائل التي حملتها كارثة الزلزال لنا.
هذه السيدة ومثيلاتها مثار احترامي وتقديري وهذه الحادثة أكدت أن جماعات النسوية والسفارات تأثيرهم على أمثالهم ومن هو ضعيف الإيمان، وليس لهم سلطان أو تأثير على المؤمنين بما أنزل الله، وأنا على يقين أن هذه الحادثة تركت أثرا كبيرا على كثير ممن شاهدوها أو سمعوا بها.